تواصل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومؤسسة فوسبوكراع مسيرة قافلتها الفلاحية لتنمية قطاع الإبل، اليوم الخميس بمدينة أسا حاضرة إقليم أسا الزاك محطتها السادسة التي اختير لها شعار ” معا لتنمية قطاع الإبل “.
وتميزت القافلة، التي تنظم بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وعمالة أسا الزاك والغرفة الفلاحية ومنظمات مهنية بجهة كلميم واد نون، بحضور نحو 350 من مربي الإبل والفلاحين الصغار من الإقليم والجهة ككل، والذين استفادوا من ورشات تكوينية أشرف عليها خبراء مغاربة وأجانب الذين زودوا “الكسابة” وصغار الفلاحين بمعطيات علمية وعملية حول طرق تربية الإبل وتثمين المنتجات المتعلقة بها لا سيما الحليب والأجبان وما يسمى ب”الفريك”.
كما تميزت القافلة، التي حطت الرحال بجماعة تويزكي على ضفاف وادي درعة والتي افتتحها رسميا عامل إقليم أسا الزاك الحسن صدقي، بإقامة أروقة لعدد من المؤسسات والشركاء الفاعلين في المجال منها رواق مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وفوسبوكراع والغرفة الفلاحية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).
وفي هذا الإطار اعتبر عبد العزيز رحو عن مؤسسة فوسبوكراع، خلال كلمة افتاحية، أن الدورة السادسة وعلى غرار الدورات السابقة عرفت هذه القافلة “نجاحا كبيرا” ، مؤكدا على الأهمية التي تكتسيها تربية الإبل وخصوصيتها بالأقاليم الجنوبية ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبعد أن ذكر بأن القافلة الفلاحية لمؤسسة بوكراع هي امتداد للقافلة الفلاحية التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقتها في أكتوبر 2012، أبرز السيد رحو أن الخبراء المشاركين في القافلة حريصون على الإنصات لمربي الإبل والاخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم وتطلعاتهم.
من جهته أكد رئيس جماعة تويزكي عضو المجلس الإقليمي لأسا الزاك وممثلا له، الحضرمي بنكا ، أن المجلس انخرط بقوة، لا سيما عبر برنامجه التنموي 2018 / 20122، في مسلسل تطوير قطاع الإبل ، وقطع فيه أشواطا كبيرة بالشراكة مع عدد من الفاعلين لا سيما وزارة الفلاحة، موضحا أنه تمت برمجة أزيد من 20 مشروعا بتكلفة تقدر ب 255 مليون درهم على مدى الخمس سنوات المقبلة.
من جانبه أشار الغدان يحيى، ممثلا للغرفة الفلاحية لجهة كلميم واد نون، الى أن تنظيم هذه القافلة ينسجم ، بالخصوص، مع الأسس العامة لمخطط المغرب الأخضر الذي وضع ضمن أولوياته بلورة استراتيجية لتنمية وتطوير سلسلة الإبل أخذا بعين الاعتبار خصوصية المناطق الجنوبية ، حيث تعتبر تربية الإبل النشاط والركيزة الأساسية لدخل عدد مهم من الكسابين، مذكرا في هذا السياق بتوفر إقلسيم أسا الزاك على قطيع مهم من رؤوس الإبل وخبرة عريقة ومتميزة لمربي الإبل فضلا عن أراضي رعوية شاسعة ومصادر مائية جوفية للتوريد يمكن تثمينها لتطوير هذا القطاع .
وفي إطار الخبرة التي تم تزويد المربين بها خلال القافلة، قدم المتخصص الأوسترالي في مجال تغذية الحيوان الأستاذ بجامعة كوينزلاند الأوسترالية، رفعت الجاسم، عرضا حول ” الرعي المختلط بين الإبل والأبقار بأوستراليا” ، معتبرا أن الرعي المختلط بين الجمال والبقر يفيد كثيرا في تربية الأبقار على اعتبار أن الإبل تتغذى، في الغالب، بالنباتات المرتفعة.
واستنتج أن التجربة أثبثت أن الأبقار التي ترعى مع الإبل تحسنت إنتاجيتها مع ارتفاع الأحماض الطيارة الناتجة عن الهضم بفضل الأحياء المجهرية التي تنتقل اليها من الإبل.
وأبرز الخبير أن تربية الإبل بالمغرب تختلف كليا عن أوستراليا حيث تبقى الإبل بهذه القارة طليقة في البراري (99 في المائة من مجمل القطيع الذي يبلغ نحو 400 ألفا) بينما في المغرب هي مدجنة وتلقى اهتماما كبيرا لدى لساكنة ولدى الدولة التي تبذل مجهودات جبارة لتربيتها وتثمي منتوجاتها .
وبعد أن أشار الى أن الإبل في أوستراليا لا تلقى الاهتمام الكافي (معظمها يعيش وسط القارة طليقا ) أبرز الجاسم أن الإبل تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على التربة بسبب توزيع ثقلها على خفها، هذا فضلا عن لجوء السلطات الأوسترالية إليها للسيطرة على الأدغال على اعتبار أنها تستطيع تناول النباتات الشوكية دون التأثر بها (تتغذى الجمال وفق الجاسم على 325 نوع من النباتات من مجموع 350 نوع متوفر بأوستراليا).
يشار الى أن القافلة الفلاحية السادسة لمؤسسة فوسبوكراع تميزت أيضا بتنظيم ورشات تكوينية لفائدة نحو 60 مربيا همت تحسين الانتاجية وتثمين المنتوجات كوسيلة للرفع من مداخيل المنتجين، وذلك عبر عروض مصورة تفاعلية سهر عليها خبراء زراعيون وبياطرة مغاربة وأجانب.
وسيتم في إطار القافلة تنظيم مسابقة لاختيار الإبل المتميزة، عبر تخصيص جوائز لأفضل “منتج”، وأفضل “ناقة حلوب” وأفضل “جمل صغير” وأحسن “قطيع إبل”.
وتنفذ مؤسسة فوسبوكراع، التي تأسست سنة 2014 ، أنشطة المسؤولية الاجتماعية المشتركة لمجموعة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في الجهات الجنوبية الثلاث لاسيما عبر التنمية الفلاحية وحماية البيئة وحفظ وترويج التراث الثقافي والطبيعي.