باتخاذه قرار بناء أربعة مدرجات جديدة بكلية الشريعة، يكون رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الدكتور رضوان مرابط الذي لم يمض على تعيينه سوى خمسة شهور، قد تفاعل بسرعة مع المطالب الحقيقية للمؤسسة وهياكلها وأطرها النقابية، معلنا بذلك “الحرب” الفعلية على البناء المفكك بالكلية، من منطلق إلغاء الشعارات وتجاوز مربعات تسويق الوهم والخروج من دوائر الشخصنة إلى مجالات صناعة الفعل بدل المكوث في ردهات ردود الفعل، والاشتغال على هوامش القضايا الساخنة التي تؤرق المؤسسة ومرتفقيها،
وبقراره الجريء أيضا بإطلاق مسطرة طلب العروض لإكمال البناية المتعلقة بقاعات الدروس بكلية الشريعة بفاس، والموقوفة قسرا وقهرا منذ سنوات، حتى أصبحت “أطلالا” يكون الأستاذ لمرابط قد أنهى الجدل بشأنها وحسم في أمرها بقراره الجازم، وقطع مع حالات الارتعاد والتردد والتلكؤ في إتمام البناية، وهي الخطوات التي تلقتها كل مكونات المؤسسة بارتياح كبير.
وفي الاتصال الهاتفي الذي أجرته الجريدة مع الأستاذ محمد بنجبور الكاتب المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بكلية الشريعة بخصوص هذا التحول صرح ” أن هذه الخطوة تعتبر مؤشرا ايجابيا باتجاه إعادة هيكلة البنيات بالمؤسسة لتوسيع وتأهيل مجالات العرض التربوي لتحقيق المواكبة والملائمة في السياقات الحالية للمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح،
وهذه المسلكية التي اعتمدها الرئيس الجديد للجامعة في مواجهة إشكالات الكلية، هي عنوان أيضا على الحس العالي للمسؤولية والحزم اللازم إذا تعلق الأمر بالمصلحة العامة للمؤسسة والتي تقتضي الحسم في القرارات وعدم التردد في التنفيذ.
كما اعتبرها المتحدث دليل إدانة صارخ “لنمط خاص” لتدبير المجال الجامعي بمؤسسات جامعة سيدي محمد بن عبد الله في العهد السابق على قاعدة الولاء المغلق، والخضوع المطلق للتعليمات، على حد تعبيره.
وفي تعليقه على هذه الإجراءات صرح الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بذات الكلية، الدكتور عبد الرحيم شطيبة للجريدة بقوله:
“هي مبادرة جادة وقرار سديد في الاتجاه الصواب، للقضاء على معضلة البناء المفكك الذي عمر طويلا بالمؤسسة، ستفتح الكلية على جيل جديد من البنيات التحتية تكون في مستوى التطلعات لمواجهة تحديات الجودة والتنافسية، وتقطع مع زمن العقاب الجماعي وكل أشكال التضييق والحصار الذي مورس على الكلية من طرف رئيس الجامعة السابق بمعية بعض معاونيه بشكل ممنهج بقصد الإضرار بالمصالح العامة بدوافع شخصية،
وأضاف ” بنفس الروح التي هزم بها رئيس الجامعة الأستاذ لمرابط معضلة البناء المفكك بالكلية لنا كامل اليقين في أنه سينجح في كسب التحديات المتعلقة بالاستحقاقات القادمة بالمؤسسة”
والجدير بالذكر أن مجلس كلية الشريعة بفاس كان قد أرسل نداءات استغاثة لإنقاذ الكلية إلى الجهات المعنية مرات عدة، كما أن المنظمات النقابية بالمؤسسة دقت نواقيس الخطر الذي يتهدد المؤسسة جراء بنايتها المهترئة، بسبب التجاهل الذي عانته الكلية من طرف الرئاسة السابقة.
عن موقع : فاس نيوز ميديا