رؤية دبلوماسية مختلفة ومفصلية تضمن حسن الجوار مع الجزائر بخصوص الوحدة الترابية التي لا تهاون فيها – بقلم الدكتور مصطفى الصدوقي – أستاذ كرسي جامعي – نيويورك
رؤية دبلوماسية جديدة تضمن حسن الجوار مع الجزائر بخصوص الوحدة الترابية التي لا تهاون فيها ، وهو الخطاب الملكي الموجه إلى الأمة مناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، حيث قال حفظه الله : إن “المغرب اعتمد مقاربة ناجعة ترتكز على العمل الجاد والوضوح والطموح في السياسات الخارجية”، مشيرا بخصوص هذا الموضوع : على أن عمل المملكة مبني على هذه المبادئ خاصة من الإخوة والأصدقاء والجيران، متأسفا على الانشقاق الذي يعرفه الفضاء المغاربي، رغم الدين والاخوة والمصير المشترك.
وهي الرؤية الملكية التي يوضحها في كل المناسبات الوطنية ، وأيضا في المناسبات الدينية من خلال الرسائل الموجهة إلى الجزائر ، وفي كل المحافل الدولية على أساس بناء علاقة جوار تضمن إنعاش الاتحاد المغاربي الذي ظل جامدا بسبب هذه القضية المفتعلة منذ عقود ، وأثرت أيضا في المسار الدبلوماسي بين الجارين الشقيقين .. وهو ما أكده مرة أخرى في هذا الخطاب حيث قال : على الجزائر إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والشتارك … مضيفا جلالنه : طالبت بفتح الحدود وتطبيع العلاقات، والمغرب مستعد للحوار مع الجزائر لطي الخلافات والمساهمة في تقوية العلاقات.رؤية دبلوماسية جديدة تضمن حسن الجوار مع الجزائر بخصوص الوحدة الترابية التي لا تهاون فيها .
وللتذكير أيضا بمرجعيات الدبلوماسية المغربية – الجزائرية عبر التاريخ ، والدور الذي لعبه المغرب في شخص جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه ، الذي قدم دعما ماديا وسياسيا لاستقلال الجزائر، ودورجلالته في السلام والتحرر بإفريقيا ، وهو ما أكده جلالته بالقول السامي :
فهذا الواقع لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية، والذي جسده، آنذاك، مؤتمر طنجة سنة 1958، الذي نحتفل بذكراه الستين.
وقبل ذلك، ساهم موقف المملكة المساند للثورة الجزائرية في توطيد العلاقات بين العرش المغربي والمقاومة الجزائرية، وأسس للوعي والعمل السياسي المغاربي المشترك.
فقد قاومنا الاستعمار معا، لسنوات طويلة حتى الحصول على الاستقلال، ونعرف بعضنا جيدا. وكثيرة هي الأسر المغربية والجزائرية التي تربطها أواصر الدم والقرابة.
كما ندرك أن مصالح شعوبنا هي في الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل أو الوساطة بيننا.
غير أنه يجب أن نكون واقعيين، وأن نعترف بأن وضع العلاقات بين البلدين غير طبيعي وغير مقبول.
ويشهد الله أنني طالبت، منذ توليت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية.
وبكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين.
الخطاب الملكي جاء بصورة مختلفة ومفصلية في الدبلوماسية المغربية نحو الجزائر لطي ملف الصحراء المغربية ، والحد من العراقيل التي ظلت محط أنظار العالم من تسويف وعرقلة ومماطلة من الجانب الجزائري . وللإشارة أيضا ، فالمغرب قد مد يد السلام من جديد إلى الجارة الشقيقة باقتراحات عديدة وآخرها مبادرة الحكم الذاتي والتي وافق عليها المنتظم الدولي بكل أطيافه ، ووفاء لروح المسيرة الخضراء المظفرة ، ووفاء لروح البيعة القائمة بين العرش والشعب .
الدكتور مصطفى الصدوقي – أستاذ كرسي جامعي – نيويورك
عن موقع : فاس نيوز ميديا