“إيض يناير” هكذا احتفت إيطاليا برأس السنة الأمازيغية 2969 تقرير مفصل + فيديو

يحتفل أمازيغ المغرب والعالم، في 13 يناير من كل سنة برأس السنة الأمازيغية، “إيض يناير” من خلال طقوس وأطباق خاصة، تحتفي بالأرض والتراث الأمازيغي وتنتصر لهويته.

ما هي الجذور التاريخية للاحتفال برأس السنة الأمازيغية؟

الاحتفال بالأمازيغية، احتفال بيئي شعبي بامتياز، إلى جانب الأعياد الدينية والوطنية، للحديث عن جذوره، نعود إلى البعدين الاحتفالي والتقويمي، بمعنى المرجعية التاريخية التي بدأ بها الاحتفال، ويشمل هذين البعدين مجموعة من جوانب مختلفة في أبعاد اجتماعية طقوسية

هناك تنوع كبير لعادات وطقوس الاحتفال وامتداد على الرقعة الجغرافية التي تشمل الاحتفال، من سيوة إلى جزر الكناري ، ومن البحر المتوسط إلى نهر السينغال، وهي طقوس عريقة ولورود الاحتفال منذ عصور حسب وثائق وكتابات، بالإضافة إلى مؤشرات عديدة في ثقافتنا الأمازيغية وعاداتها، التي توظف للاحتفال والتي تستلزم قرون من أجل الانتشار، وهذا يبين أنه من الناحية التاريخية عريق.

وبالحديث عن الجانب التقويمي، الذي يعني الحدث التاريخي الذي يعني أنه تم اعتماده من أجل التأريخ للهوية الأمازيغية، فمثلها مثل جميع التقويمات الأخرى، الهجرية والميلادية والعبرية، التي لها مرجعية دينية، والتقويم الفلاحي، الذي يرتبط بالفلاحة، وله ارتباط وطيد بالتقويم الأمازيغي، لأن التأريخ الذي يعتمده هو وصل الأمازيغ إلى رأس السلطة الدينية والسياسية في مصر، وكانت مرتبطة بالأرض والبيئة والفلاحة.

ومن جانب آخر التقويم، في أي حضارة، عندما يريد الانطلاق في تأريخ أحداثه، يتفق الناس على حادث معين، وفي الحالة الأمازيغية، اتفق عدد من مثقفي ومناضلي الأمازيغية في الستينات، على اختيار حدث تاريخي معروف ومؤرخ ومنصوص عليه كتابة؛ فاستعرضوا مجموعة من الأحداث تدعمها مجموعة من الدلائل الملموسة والمكتوبة وغيرها من الأدلة التي يمكن اعتبارها بداية للتقويم الأمازيغي، فاستقر رأيهم على حدث تاريخي للأمازيغ، ألا وهو وصول الأمازيغ إلى أعلى سلطة في العصر الفرعوني، من خلال شيشونق الأول الذي أسس حكم الأسرة الثانية والعشرين التي ساد أثناءها أحد عشر ملكا فرعونيا أمازيغيا (من سنة 950 ق.م. إلى سنة 720 ق.م.). واستمر حكم الأمازيغ خلال الأسرتين الــ 23 و 24.. ليستحق هذا الحدث، أن يكون مرجعية تاريخية للتأريخ للهوية الأمازيغية والقضية والتاريخية الأمازيغية.

ما هي الطقوس المرافقة للاحتفال؟

للاحتفال بـ”إيض يناير”، مظاهر وطقوس عديدة، فهناك ستة أنواع من الطقوس: اعتقادية وتطهيرية، تغذوية، تجميلية وصيدلية، بيئية،رمزية.

بالنسبة للطقوس التطهيرية، يتم التخلص من كل ما هو قديم من الأدوات التي تستعمل في المنزل وتبديلها بأدوات جديدة، بخصوص الطقوس التطهيرية، تتم يوم 11 يناير، حيث يتم الاستعداد لليلة “ئض ن ئنّاير”، أما يوم فاتح السنة الأمازيغية يخصص للطقوس الصيدلية من خلال صنع أدوية طبية من الأعشاب..

وبخصوص التغذوية، وهي التي نجد لها إلى اليوم حضورا واسعا، وتعرف أطباقا متعددة؛ حيث تقام في ليلة “ئض ن ئنّاير”، ويتم الامتناع عن تناول اللحوم، التي يكون فيها الذبح، أو إسالة الدم أو أكل اللحم. ولذلك يتم تحضير مثلا ما يسمى بـ “تكلا” (العصيدة) أو الاكتفاء ب”تيغواوين”.

وفي بداية اليوم الأول من السنة الجديدة، يتم تحضير مأكولات أخرى تختلف باختلاف المناطق، ولكنها تتشابه في دلالاتها المتمثلة في تحضير ما من شأنه التعبير عن الابتهاج بالسنة الجديدة ومشاركة الطبيعة في ولادتها الجديدة؛ فنجد مثلا تحضير الكسكس بالخضر السبعة، أو تحضير أطباق من لحم الدجاج والبيض وغيرهما مما لذ من الأكل.

ما القيم التي يحملها الاحتفال؟

هي قيم كثيرة ومتنوعة جدا، فمن خلال الطقوس التي ترافق الاحتفال، نرى هناك قيمة التضامن بين المحتفلين، وتدبير الندر وعدم الإسراف، كقيمة ما أحوجنا إلى العودة إليها، علاوة على طقوس البهجة والفرح داخل الأسر المحتفلة.

من جانب آخر، نشاهد هذا الارتباط والاهتمام بالبيئة، لأن الطقوس كلها موجهة نحو الطبيعة ونحو البيئة، وهذا الاحتفال يبين لنا أهمية علاقة الإنسان بالطبيعة وبالبيئة.

و فيما يلي جانب من احتفال أقيم بإيطاليا بهذه المناسبة و من إجياء الأشقاء الجزائريين .

عن موقع : فاس نيوز ميديا