مهرجان غفساي للزيتون بين الواقع والإنتقاد

كباقي المهرجانات المنظمة على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي ، يبقى مهرجان شجرة الزيتون بغفساي ، واحدا من هذه المهرجانات التي تعتبر محطة للتعريف بالمنتجات المحلية والثقافات المتنوعة المميزة لكل ناحية.

فمهرجان الزيتون بغفساي ، قد عرف تطورا مهما منذ التفكير في تنظيمه أول مرة وإلى نسخته الحالية ، بحيث منذ تأسيس جمعية تعتني بتنمية شجرة الزيتون وتنظيم مهرجان لها بدأت بأولى نسختها بتراب جماعة سيدي يحيى بني زروال ، والتي عرفت مشاركة العديد من التعاونيات والجمعيات المتخصصة في زيت الزيتون ومشتقاته وكذا تعاونيات التين _ والأعشاب الطبية _ والفخار_ والجلباب التقليدي ذات الصنع المحلي _ والدوم ، وغيرها من الأنشطة المحلية كما نظمت ندوات خاصة بالفلاح…نفس الشيئ عرفته النسخة الثانية.

وبعد توقف المهرجان الذي دام 3او 4سنوات تم تجديد جمعية تنمية شجرة الزيتون في حلة جديدة والتي قامت بتنظيم النسخة الثالثة ، حيث عرفت هذه النسخة تطورا ملحوظا ومهما سواء على مستوى التنظيم او على مستوى العروض المقدمة من طرف تعاونيات وجمعيات وندوات علمية تهم القطاع الفلاحي وعدد المشاركين بالأروقة المخصصة للمعروضات المحلية بشتى انواعها ، تخللتها أهازيج فنية محلية منها وجهوية ووطنية ، كل ذلك جاء للتعريف بالمنطقة وما تزخر به من موروث ثقافي في جميع القطاعات على غرار باقي المهرجانات المنظمة فوق تراب المملكة الشريفة .

وللتذكير فقد حضر هذا المهرجان وفود مهمة وفي مقدمتها وفد عامل إقليم تاونات وممثلين عن الغرفة الفلاحية والمدير الإقليمي للفلاحة والوكالة التجارية للقرض الفلاحي بالإضافة إلى شخصيات وازنة على المستوى المحلي والإقليمي من منتخبين محليين _ رؤساء جماعات وبرلمانيي المنطقة ورئيس المجلس الإقليمي وممثلين عن جهة فاس مكناس ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية والجهوية التي ابلت البلاء الحسن في نقل كل صغيرة وكبيرة عن المهرجان المنظم وفي مقدمتها نقل الكلمات الملقاة بالمناسبة لكل من السيد رئيس جمعية شجرة الزيتون والسيد عامل الإقليم والسيد رئيس المجلس الإقليمي والسيد رئيس الغرفة الفلاحية ، كل هذه الكلمات والمداخلات ثمنت هذا الحدث الهام الذي عرفته مدينة غفساي الصاعدة واكدت في مجملها على ضرورة إعطاء العناية اللازمة لهذه الشجرة المباركة ، ودعم الفلاح في إنتاجه لإيجاد بدائل اقتصادية بهذه الربوع من الوطن العزيز.

ورجوعا بنا إلى الشعار الذي اتخذه هذا المهرجان كأساس له:
قطاع الزيتون : إشكالات رهانات وتحديات.
_ إشكالات: يعترف بها الجميع وتطرق لها جميع المتدخلين لكون هذا القطاع غير منظم .
_ شجرة الزيتون لا تلقى العناية اللازمة من قبل الفلاح .
_ غياب الإرشاد الفلاحي بالمنطقة .
_ انتشار الأمراض بشجرة الزيتون وغيرها من الإشكاليات .
_ الرهانات : يجب المراهنة على تنظيم المنتجين في إطار تعاونيات واتحادات وجمعيات والمراهنة كذلك على تشبيب الشجرة المباركة عن طريق غرس جديد لبلوغ مليون شجرة التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال زيارته الميمونة لإقليم تاونات وخاصة غفساي التي غرس بتراب جماعة سيدي يحيى بني زروال شجرة الإعلان عن هذا المشروع الكبير والإهتمام بالشجرة الحالية عن طريق تقليمها والعناية بتربتها وإعطائها الأسمدة اللازمة خاصة غبار الماشية.
_ التحديات: إحداث سوق نموذجي بمدينة غفساي خاص لإحتضان منتوجات الزيت والزيتون ومشتقاته مع وضع علامة تجارية خاصة بزيت وزيتون غفساي لضمان الجودة المطلوبة في السوق الوطنية ولمالا الدولية ، والتعريف بهذه المنتوجات من خلال مشاركة التعاونيات بالمعارض الوطنية والدولية لضمان التسويق ووضع شعارات لهذه الغاية قصد التعريف بها.

هذا هو تقيمي الشخصي المتواضع لمهرجان الزيتون في نسخته الثالثة المنظم بمدينة غفساي والذي فاق حضوره كل التوقعات مغتنما هذه المناسبة للتأكيد على ضرورة حضور السيد وزير الفلاحة ووسائل الإعلام السمعية البصرية خلال النسخة الرابعة بحول الله.

مطالبا في نفس الوقت وكإقتراح حان وقته من الجمعية الحالية لتنمية شجرة الزيتون بغفساي رفع ملتمس إلى السدة العالية بالله للتفضل بتنظيم هذا المهرجان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة حفظه الله ورعاه.

بقلم: بنعيسى الزمراني

عن: فاس نيوز ميديا