في بيان من 73 صفحة، عنوانه The Great Replacement ونشره بحسابه في “فيسبوك” قبل قليل من المجزرة التي ارتكبها وقتل فيها 50 ممن كانوا يؤدون صلاة الجمعة أمس في مسجدين بنيوزيلندا، قال الأسترالي Brenton Tarrant البالغ 28 سنة، إنه يأمل أن يمنحوه جائزة نوبل للسلام، ثم قارن نفسه بنيلسون مانديلا، من دون أن يسميه، عبر تلميحه في البيان الذي يعني عنوانه “الاستبدال العظيم” بأنهم سيفرجون عنه بعد 27 سنة، وهو ما قضاه مانديلا في سجنه بجنوب إفريقيا.
المستنتج للمعلومات أعلاه، هو مدير لأبحاث في “مركز تهديدات الحرب غير المتكافئة” التابع لجامعة “كلية الدفاع الوطني السويدية” ومعروف بكتاباته عن حزب الله وحماس و”القاعدة” والتنظيمات المتطرفة، وفقاً لما قرأت “العربية.نت” عن Magnus Ranstorp في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، فقد ذكر أمس الجمعة لإذاعة Radio Swedish السويدية، أنه قرأ البيان وحلله، ووجد “برينتون تارّانت” يذكر فيه أنه كان على اتصال بمناصرين (ربما عبر الإنترنت) للمتطرف اليميني النرويجي Anders Behring Breivik وأن بيانه شبيه جداً ببيان من 1500 صفحة كتبه بريفيك ونشره “أونلاين” أيضاً قبل ارتكابه مجزرة مزدوجة هي أكبر ما عرفته النرويج مدنياً بتاريخها.
“لكنه أكثر قذارة”
في 22 يوليو 2011 قام البالغ وقتها 29 سنة، بتفجير سيارة مفخخة قتل بها 8 أشخاص في العاصمة أوسلو، ثم ارتدى زي عنصر من الشرطة تنكراً، ومضى إلى جزيرة اسمها Utøya بأقصى الجنوب النرويجي، حيث نصب 500 إلى 700 شاب من “حزب العمال” مخيماً صيفياً لهم، وهناك فاجأهم بسيناريو دموي لا يظهر إلا في الكوابيس: أمعن في إطلاق الرصاص العشوائي على كل من يراه أمامه، ثم يتابع بحثاً في برية المكان وبين الأشجار عن سواه ليقتله، إلى أن وصلت الشرطة ووجدته قد تعب من سفك دماء 69 منهم، فاعتقلوه وحاكموه وأدانوه بالسجن 21 سنة فقط.
الخبير السويدي بالإرهاب والإرهابيين، ماغنوس رانستورب، حلل بيان سفاح المسجدين، وإلى اليسار النرويجي بيفريك
ويقول محلل بيان “سفاح المسجدين” الذي مثل صباح اليوم السبت أمام المحكمة الجزئية بالمدينة التي ارتكب فيها مقتلته، أي Christchurch في الوسط النيوزيلندي، إن ما كتبه هو أقل مما ورد في بيان سلفه بريفيك “لكنه أكثر قذارة” ففيه يظهر كارهاً ومعادياً كبيراً للمهاجرين “كما يظهر كإرهابي يميني متطرف، يعيش في عالم خيالي مشوّه” مضيفاً أن “تارّانت” الذي سيمثل ثانية أمام المحكمة في 5 إبريل المقبل، مع 3 مشاركين بالمجزرة تم اعتقالهم أيضاً، بحسب ما ألمت به “العربية.نت” مما بثته الوكالات “هو ظاهرة خطيرة” مبدياً قلقه من أن يتحول ما فعله واستغرق منه 6 دقائق فقط إلى موجة قد تتكرر.
باكستاني كاد ينتزع الرشاش من يدي السفاح
وامتد القلق، حتى إلى جهاز MI6 الاستخباراتي البريطاني، فقد ذكرت صحيفة “التايمز” بعدد اليوم السبت، أنه بدأ يحلل أيضاً ما حدث ويحقق فيه، لمعرفة ما إذا كان لمرتكب المجزرة مناصرون في بريطانيا، بسبب تحريضه في بيانه على قتل عمدة لندن، الباكستاني الأصل صادق خان، ولأن عدد المساجد ببريطانيا، حيث السكان 67 مليوناً، هم أكثر من 1500 ومسلموها يزيدون عن مليونين و700 ألف، مقابل 50 ألفاً بنيوزيلندا البالغ سكانها 5 ملايين، فيما المساجد 40 تقريباً. مع ذلك، قضى فيها كبلد غير إسلامي، أكبر عدد من المصلين بعمل إرهابي.
ومن الجديد عن المجزرة التي بدأت أولاً بقتل 8 مصلين في مسجد Linwood بالمدينة، كما و42 في “مسجد النور” بعده، أن باكستانياً اسمه نعيم رشيد، المهاجر من مدينة Abbottabad التي قتل الأميركيون فيها أسامة بن لادن، اعترض مطلق النار في المسجد الأول، وهو “تارّانت” على الأرجح، وكاد ينجح بانتزاع الرشاش من يديه وحماية المتواجدين، لكنه أصيب بطلقتين، فنقلوه أمس إلى مستشفى قريب، وصباح اليوم السبت أعلنوا عن وفاته، بحسب ما قرأت “العربية.نت” عنه في موقع صحيفة Daily Pakistan الإنجليزية اللغة. كما قضى قتيلاً في المسجد ابنه طلحة، البالغ 21 سنة، وهما من يتحدث عن مقتلهما الفيديو المرفق في نشرة إخبارية معززة بصورتين للابن وأبيه.
عن موقع : فاس نيوز ميديا