هل نرسم في تفكيرنا حدودا للخير و الشر؟.
لن أبحث عنك أيتها الحقيقة الموبوءة في بلد المظالم، لن أفتش عن مضامين الحقيقة المطلقة ولا عن الجذور الانباتية لمشاتل الأجوبة الموبوءة. حين يصبح الواقع غير مرتب فإننا حينها نعيش عند نتيجة حسابية من الفوضى، حينها تتسع المنطقة المظلمة و يكثر جنود الشر، ويرسم الشر دوائر سحرية سالبة للإرادات البديلة بالتغيير، ويضع على بواباته الرئيسية شياطين مؤدية من حراس المدنس.
هل لازال تفكير الأسطورة يتحكم في أدائنا؟.
بين تفكير الجنون و التداوي بجداول الشر تقوم العقلانية بمنزلة ما بين المنزلتين لترسم حدود باطن العقل، وبناء سور ظاهره غير مقبول لمراتب الجنون. حين سكن الكهنة حملة الأيقونات الدينية قمة الجبل اعتقدوا أن العلو رفعة، وعيش في بحبوحة سمو المقدس، اعتبروا أن السفح مكان مدنس ومنه تنطلق موازين العقاب.
من العجائب التاريخية أن كل من سكن قمة الجبل من نسوة تاريخ كرامات الوطن القديمة يحمل اسم “لالة شافية”، من العجائب أن السبحة حاربت الشيطان و الروح الشريرة المعارضة، من يقين القول أن ذهنية الأسطورة كانت تتربع على كراسي حكم أهل القمة بعقاب سكان السفح بسد منافذ ولوجيات التمكين.
ما هو الموت عند المتخيل الشعبي؟.
للموت عند المتخيل الشعبي ملامح ذاك الشبح المخيف، وعندما أصبحت الأسطورة من المرجعيات الثقافية الشعبية أصبح الموت يفرض علينا تمجيد الميت وتكريمه. وصدق القول ” ليس من مات فاستراح بميت، إنما الميْت ميِّت الأحياء، إنما الميْت من يعيش شقيا ، كاسفا باله، قليل الرجاء”.
من قمة الجبل ممكن أن تحصل على الكرامة من حياة قبر الدفين أو الدفينة، من السفح المنبسط ممكن أن يتم تشخيص وضعك بين العقل والجنون. هي لعبة الأموات التي لازالت صورتهم تحكم أمما متفرقة، في سفح الجبل ممكن أن تحرق (بضم الحرف الأول) موتا وأنت حيا مثل ما حل بالجيلالي الزرهوني الملقب عند التاريخ المكتوب ( الجيلالي بوحمارة) إلا لأنه حمل لواءات اللاءات ضد من يحكم من قمة الجبل.
ما هي حدود الغباء والعقل؟.
هو الغموض الذي لن تستطيع أرقى الفلسفات الكونية إيجاد أجوبة يقينية له، هو الفهم الذي يستحيل كسبه بين لغة العقل وغباء الجنون الافتراضي، هي الحذلقة في أسناد المثيرات والتي لا تنتج تمثالا واحدا مقدسا على قمة الجبل، هي الثقافة الغيبية المنحرفة التي تجعل من لعبة الجن والإنس مؤنسا لها منذ غابر الأزمان، هي الثقافة القديمة والحمولة الآتية من وضع سد بين الأرواح الشريرة بزبر حديد، والتي تحمل نسخا طبق الأصل من ملامحنا الخيرة والفاسدة، وهي أخيرا مفارقات استغلال قوة العقل ولعبة الغباء، وفلسفة الخير والشر.
ما حدود تصدير الخير والشر في العالم السفلي ومدى تجليات انعكاسه العلوي؟.
تلك المعتقدات التي تحمل طقوس الخوف وإعلان الحرب على الشر لها تشابهات عالمية وتتقاطع في تصنيف الجن بين الخير والشرير، هي معتقدات توزع الإنسان بين من يسخر عقل الخير بتجلياته السليمة، وبين من يسخر جنون الشر بشياطينه في الحياة السفلية و العلوية. تلك المعتقات تضع حربا علمية تتشابه في إخراج صراع (صرع) الشر بطقوس متشابهة لطرد الجن الشرير وإخلاء الذات الإنسانية من أرواح الفساد.
هل القوى العالمية الحديثة تتحكم في تصنيفات الخير والشر ؟.
قوى الشر عالميا وقوى الخير هي معتقدات وتصنيفات عالمية قديمة وزعت العالم إلى قبائل وشيع ومحاور الخير والشر، أحدث لنا فكر الخوارق و القدرة على تخليص العالم من الغزو الفضائي القادم، ومن الشر الآتي من دول محور الشيطان. هي من بين مستندات الثقافة الإنسانية البدائية التي تطمح إلى التحكم في الظواهر الطبيعية الغيبية والممكنة، هي نتاج انتظارات سذاجة متلقي حين يكون نفسانيا قادرا على تقبل فهم الغموض بصيغة ما، وممكن أن يمارس في ذاته الداخلية الشعور بأنه (هو) الخارق المخلص لمجتمع الكرة الأرضية.
ما مدى صحة دلالة الأسئلة السابقة؟.
من البداية اعتمدت على نوعية من الأسئلة الصحيحة و التي من الممكن الكمي إيجاد أجوبة عنها من عند القارئ، من البداية أعلم أن تلك الأسئلة ممكن أن تكون صحيحة ولا يمكن الإجابة عنها اليوم بالإخبار، ولكن غدا ممكن أن يتم بسلاسة. من البداية كنت أود أن أشير إليكم أن وجود الحقيقة سهل المنال، وسهلة نقل وعقل معرفته. من البداية كنت أود أن تكون إجاباتنا متسقة البنية بعقلانية تنأى عن الجنون، فالقيم الكونية التي لا تتصادم البتة مع الحقيقة.
بقلم : محسن الأكرمين
عن موقع : فاس نيوز ميديا