متابعة محسن الأكرمين.
دورة عادية يوم الاثنين 07 أكتوبر 2019 عقدها مجلس جماعة مكناس بقاعة الاجتماعات حمرية كبداية لدخول سياسي غير متوقع المؤشرات و المعالم. دورة تضمنت (26 نقطة) مع ثلاث نقاط آتية من سلطة عمالة مكناس. دورة كانت تحمل نبوءة الأمل في عقد العزم على مناولة تنمية تفاعلية تكون فيها قضايا الساكنة محور نقاش وتخطيط رزين. دورة رفعت قبل أذان الظهر لتشييع جنازة رجل (مولاي مسعود أكوزال) عرف بالاستقامة والعصامية والمقاولة المواطنة. دورة حمل فيها رئيس المجلس أثر مرض و عياء وبحة في الصوت لكنه آثر على السير قدما في التسيير دون التخلي عن رئاستها للنائب الأول، دورة استهلك منها الرئيس من الوقت ساعة وأربعا وعشرين دقيقة (84د) في إحاطة شاملة، كانت مرات عديدة تبرر الأفعال والمقاصد، وأخرى توسع القول بالتفصيل المطنب، ومرات متتالية تلوح بالكلام المشفر لمن يهمهم أمر الإشارة.
حضرت الميزانية التي تحمل أرقام التقشف وقلة المداخيل (والله غالب)، حضر التحويل من باب لآخر رغم أن (حيط الميزانية قصير) ولا يستحمل المقص بالنقصان، حضرت انتظارات الساكنة ومدينة من تنمية وتجويد خدمات اجتماعية وإدارية وممكن أن يلحقها التأجيل، حضر تدخلات الترشيد والإنفاق وغابت تخطيط الحكامة في وضع برنامج سنوي استراتيجي للعمل بمؤشرات الميزانية، غابت مساءلة أعضاء المجلس والمكتب المسير عما تحقق من منتصف عمره، غاب التقويم لمسار اشتغال المجلس وقياس أثر الرضا عند الساكنة ونماء مدينة.
” أرجوك ” كلمة لطيفة للرئيس كان يدغدغ بها مسامع أعضاء المجلس إما بتصويب المنحى أو تصحيح المعلومة، مرات عديدة كنت تسمع خطابا يحمل المصداقية و المعقولية بلا مزايدات سياسية ولا نفعية، ومرات عديدة بات الإطناب و (تقرقيب الناب السمة الطاغية) حتى ساد الإعياء و ضاق متسع الوقت، و تم تحميل نقاط عديدة بالتحويل إلى الدورة الاستثنائية لفبراير.
كانت “الكوديم” حاضرة في ملعب دورة أكتوبر بلا احتشام في القول و بالرجولة التامة. حتى أن “الكوديم” أصبحت مثل الإلهاء الذي غطي على هيكل الميزانية الضعيف والمتدني عن مدن المثل. أصبح الحديث عن “الكوديم” مثل الواجب إن أنت تخليت عنه فلا أجر لك في مكناس. مشكلة ” الكوديم” لن تنحل عبر الخطب الرنانة ولا ببلاغات التناطح (وتشويشات المواقع الاجتماعية) ولا حتى بالنيات الحسنة، بل هي مشكلة مدينة تستوجب تطبيق القانون وكفى شر المريدين على الرئاسة جدالا.
استحملت القاعة تواجد أرباب قاعات الحفلات في الخوف من تحديد وقت انتهاء أنشطتها باكرا وقد بدا عليهم التوتر من حد تقرير منتصف الليل. استحملت القاعة المجتمع المدني الحامل لعريضة تحرير الملك العام، وحين تم تمطيط الكلام (المباح) إلى منتصف الليل تم تأجيل مناقشة (عرض تقرير حول استغلال الملك العمومي بجماعة مكناس) إلى أجل آخر. كل من في القاعة كان يرفض بألا تناقش تلك النقطة في ظلمة الليل، كان رواد القاعة من المجتمع المدني يودون مناقشتها ضمن نور النهار لتتضح الرؤية ويتم اتخاذ الاجراءات كل من موقع تدبيره بلازمة (الدراسة والموافقة).
انتهت الدورة من حيث كانت البداية وكأن مكناس لن تسير بسرعة الطريق السيار نحو التنمية والتجديد، انتهت بالمصادقة على الميزانية وأبوابها المتفرعة ب (33 عضوا) وبدون معارضة ترفع الأيدي وتوثق الأمر للذكر التاريخي وللناخبين، فيما كان صوت الممتنعين يصل إلى (12 عضوا). انتهت دورة الدخول السياسي وهندسة الميزانية بمكناس مثل نهاية دعاء ب (آمين) يصوغ التوافق.
عن موقع : فاس نيوز ميديا