خطيب جمعة بفاس : الإسلام بدون عمل صالح يكون إسلام صاحبه ناقصا وايمانه ضعيفا

تمحورت خطبة الجمعة التي ألقها “محمد جدايدي” خطيب مسجد التقوى بحي السعادة بفاس، حول أهمية الأعمال الصالحة وارتباطها بإيمان المسلمين.


وقال الخطيب أنه يجب على المسلمين أن يتذكروا دائما ويستحضروا باستمرار أن الاسلام عقيدة وشريعة، ايمان بالقلب وعمل صالح بالجوارح والأعضاء، وهذا هو السر في أن كثيرا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تذكر العمل الصالح إلى جانب الايمان وتقرنه به وتجعل منهما أمرين متصلين وعنصرين مترابطين لا ينفصلان ولا يفترقان ولا يغني أحدهما عن الآخر.


وأضاف جدايدي أن الاسلام بدون عمل صالح يكون اسلام صاحبه ناقصا وايمانه ضعيفا والعمل الصالح من أنواع الطالعات على غير أساس الايمان وعلى غير دين الاسلام يكون عملا ضائعا وهباءً منثورا لا ينفع صاحبه في الآخرة ولا يشفع له عند الله يوما القيامة، بدليل قوله تعالى : “أنما يتقبل الله من المتقين”، وقال الله سبحانه في رب العمل الصالح من الكافرين المكذبين بيوم الدين : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ، وقال جل وعلا : ” وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ( 23 ) أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا “.


ومن الآيات التي جمعت بين الايمان والعمل الصالح وتضمنت أوصاف عباد الله الصالحين قوله سبحانه في محكم كتابه الحكيم : انَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ”، فقد بين الحق سبحانه في هذه الآية الكريمة أن عباده المؤمنين المتقين الصادقين المفلحين هم الذين يجمعون بين الايمان والعمل الصالح، فيهابون الله ويخشونه عند ذكره ويزدادون ايمانا ويقينا عند سماع كتابه ويتوكلون عليه في جميع أمورهم وأحوالهم، ويتخذون الأسباب المطلوبة منهم في الحياة لنيل الرزق وتحصيله، ويقيمون الصلاة ويؤدون الأموال في سبيل الله وفي كافة وجوه الخير والاحسان وفيما أوجب الله عليهم من حقوقه وحقوق العباد.
وتابع المتحدث أنه بالجمع بين الايمان والعمل الصالح في مفهومه العام يتكون المؤمن الصالح المصلح ويتكون مجتمع اسلامي فاضل قوي متماسك تسوده العبادة والخضوع لله سبحانه وتعالى وتملؤه روح الاخاء والودة بين الناس وتنمو فيه فضيلة الصلاح والاصلاح.


واستهل الخطيب الجزء الثاني من الخطبة بقوله أن الاسلام ايمان وعمل صالح، مسؤولية وأمانة، عهد وميثاق بين العبد وربه على أن يتمسك العبد بأحكام الله وشريعته ويلتزمها قولا وعملا سرا وعلنا، عبادة ومعاملة، سلوكا وخلقا.
فالايمان والعمل الصالح كما جاء في بعض الأحايث النبوية قرينان لا يفترقان ولا يغني أحدهما عن الآخر، ويكفي المسلم دليلا على ضرورة اقتران الايمان بالعمل الصالح في الاسلام، أن الله سبحانه وتعالى أقسم على أن الانسان مقسوم عليه بالخسران في الدنيا والآخرة ما لم يتمسك ويعتصم بالايمان والعمل الصالح معا، وما لم يتواصى بالحق والصبر، فقال تعالى : ” وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ “. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لَيْسَ الإيمانُ بالتَّمَنِّي ولا بالتَّحَلِّي، ولكنْ ما وَقَرَ في القَلْبِ وصَدَّقَهُ العَمَلُ”.


وفي الختام، تضرع الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وبأن يجعل كل مبادراته أعمال خير وبركة على البلاد والعباد، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبأن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.

عن موقع : فاس نيوز ميديا