محسن الأكرمين.
فيروس”كورونا”.
هنا مكناس، التي تقتفي التقاط أخبار وصورة سبقية عن فيروس ” كورونا “. هنا مكناس، التي تتحرك بالسرعة القصوى لتوصيل خبر افتراض تواجد الفيروس القاتل، وهنالك الصين في البعد القصي لموقعنا الجغرافي تصدر فيروس”كورونا” وبدون جواز سفر ولا تأشيرة دخول مثل سلعها الرخيصة. هنا مكناس، التي انتقل إليها المرض فقط عبر وسائل الإعلام والصورة، وباتت الساكنة لا تنشغل بعدها بالحركة السياسية ولا بمطالب التنمية. هنا مكناس التي تعيش منذ الزمن البعيد خيبات ترويج الإشاعات والتهويل المفزع. هنا مكناس، التي يمكن أن تحتفي بافتراضات السبق وكتابة “خبر عاجل” حتى ولو كان زائفا وغير ذي بيان صادق. هنا مكناس، التي يمكن أن تخلق الفارق في حديث “القيل والقال” و”تدوير” الكلام عن الفيروس المميت الغائب. هنا مكناس، التي ترمي بالغث والسمين من الأخبار المتداولة بالكثرة نحو المتلقي المتشوق لأخبار القتل والموت وفيروس “كورونا” ليتحدث بالنقد واللائمة.
بخور مدينة “الحرملة”.
هنا مكناس، التي تعيش سياسة الإقصاء وباتت ساكنتها في تصالح سلمي مع رداءة الأخبار والأفعال. هنا مكناس، التي تعيش تخمة التشخيصات و الدراسات منذ الزمن البعيد ولا تريد من النموذج التنموي الجديد إلا التفاعل العملي مع مطالب مدينة وساكنة. هنا مكناس، التي لازالت تطالب بالمال العام دون أن تتفوق بالترافع عن هذا المطلب العادل. هنا مكناس، التي لا تقدر على “حك جلدها ” بحكامة تدبير، وترشيد إمكانياتها الذاتية. هنا مكناس، التي تفرط في المال العام ضمن رفع اليد في نقاط (الموافقة والمصادقة) على متنوع الشراكات والدعم المالي للمهرجانات واللقاءات المتنوعة. هنا مكناس، التي تسير بسرعة التغيير الفوضوي وبدون علامات تشوير طيعة، ولها نهايات تنموية ذكية وحضارية. هنا مكناس، مدينة التفرد ومتابعة حلقات “جيلالة” بتبخيرة “الحرمل”. هنا مكناس، التي ساكنتها لا تستعمل أيديها إلا في التصفيق المجاني، وبذخ كلام اللسان، وترف الموائد المستديرة.
تاريخ سور، وجرافة حاضر.
هنا مكناس، التي تعيش على كتابات الحبر الأسود في كل ظواهر الشر والخير، تعيش التناقضات الأنانية والذاتية والتخلي عن ارثها الحضاري. هنا مكناس، الساكنة التي لم تقدر على إعادة ضبط منظومة القيم والأخلاق. هنا مكناس، التي لا تستهلك حلولا واقفة بالتخطيط للمستقبل وضبط الممكن بالتصويب. هنا مكناس، وجدية سياسة تثمين التاريخ المادي بالتدعيم وإعادة الاعتبار لحجم تراث المملكة المتواجد بالمدينة، وهنالك في الجوانب القريبة للمدينة العتيقة ممكن أن نقتبس من سيدنا الخضر قصة السور الذي أقامه (أسقطه) أرضا ولم يستطع سيدنا موسى عنه صبرا عن السؤال، لماذا الجرافة “طحنته” ؟. هنا مكناس، التي تدخن الملفوف وشيشة سياسة اليأس والتيئيس ولا تقدر على تسويق المدينة عبر تنافسية جديدة وبثقة زائدة، وهنالك الأمل يقض حياة ناسها بطيبة حلم التنمية التفاعلية، وصبر سيدنا أيوب العليل. هنا مكناس، التي يمكن أن تصنع من كل إحباط سندا محفزا وتنافسيا يقصف تخطيط العشوائية، ويبني ثقة متوازنة في المستقبل مثل إعادة الحياة لطائر الفنيق.
تسويق التصفيق المجاني.
هنا مكناس، التي لا مسرح كبير فيها، ولا بنيات ثقافية وشبابية عادلة في التوزيع، وهنالك أجندة مهرجانات قبل الشهر الكريم تمرر بيوم الفتح والختم، وتستجدي الدعم والتصفيق المجاني. هنا مكناس، لا ملعب كبير، ولا رياضة تنافسية مدوية إلا ما قل من طيران كرة علوا بالتميز. هنا مكناس، لا حلول إجرائية لأزمة الرياضة المتفاقمة، وهنالك لقاءات علنية ومغلقة تلوك حب الرياضة والتوافق وبناء فخاخ الإخفاق. هنا مكناس، التي تسير سير ضعاف الكوكبة الثالثة نحو تنمية ديناميكية وتحقيق رفاهية مدينة، وهنالك انتظارات متزايدة عند الساكنة، وتحديات كبرى لبلوغ الصعود الاقتصادي التنافسي.
عن موقع : فاس نيوز ميديا