تم، امس الأربعاء بسيدي سليمان، تنظيم يوم تقني، بمناسبة إنجاز الطريق الإقليمية رقم 4260 اعتمادا على تقنية “الربط الھیدرولیكي”، التي تعتبر حلا تقنيا تعتمده شركة (لافارج ھولسیم) المغرب.
وتمحور هذا اليوم التقني، الذي نظمته المدیریة العامة للطرق والنقل البري، والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بمدينة سيدي سليمان بشراكة مع (لافارج ھولسیم) المغرب وشركة الأوراش الكبرى للطرق (GCR)، حول موضوع “تقنية الربط الھیدرولیكي في خدمة البنية التحتية للنقل”، وكذا حول هذا الورش الطرقي الإقليمي الذي ينتظر أن يصبح جاھز للعمل بحلول نھایة السنة الجارية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذا اللقاء، أكد مدير أنشطة الطرق بشركة (لافارج ھولسیم) المغرب، إسماعيل بناني، أن الورش الطرقي رقم 4260، المنجز على طول نحو 20 كلم، يندرج في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتم إنجازه اعتمادا على التقنية “المبتكرة” و”الإيكولوجية” القائمة على “الربط الھیدرولیكي”.
وأوضح أن هذه التقنية تعتمد على إعادة استعمال المواد المتوفرة بعين المكان ومزجها بالإسمنت الأرضي الذي يتوافق مع المعايير الوطنية والأوروبية، مضيفا أنه يتم إنتاج الإسمنت الأرضي وجلبه إلى الأوراش انطلاقا من مصانع الإسمنت التابعة لشركة (لافارج ھولسیم) المغرب، وذلك بفضل الجهود المكثفة التي تبذلها فرق العمل بغية تقديم حلول مبتكرة بشكل دائم.
وأضاف السيد بناني، أنه حين الوصول إلى موقع الورش، يتم مزج الإسمنت الأرضي بالمواد المتوفرة بعين المكان من أجل “تطويرها” و”الزيادة من فعاليتها” من خلال عملية إنشاء خاصة، مبرزا أن “الحل الذي نقدمه تم اختياره من قبل المديرية العامة للطرق (التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك)، ذلك أنه ينطوي على مزايا تم رصدها في عدة عمليات، لاسيما في إقليمي القنيطرة وسيدي قاسم”.
ومن بين إيجابيات هذه التقنية، يقول مدير أنشطة الطرق بشركة (لافارج ھولسیم) المغرب، تقليص التكلفة المالية بنحو 20 إلى 35 في المائة، وتقليل آجال الإنتهاء من الأشغال، حيث أن وتيرة الأشغال بواسطة “الربط الھیدرولیكي” أسرع من الطرق التقليدية بضعفين إلى ثلاثة أضعاف، فضلا عن انخفاض “ملحوظ” لأعمال الصيانة.
وسجل أيضا أن استعمال هذه التقنية ينطوي على ميزة إيكولوجية “مهمة”، موضحا أنه “سنقوم بإنشاء طرق تحافظ على الموارد والبنيات التحتية، والعمل على تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 50 في المائة.
من جهته، أكد المدير الإقليمي لمديرية التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، السيد عبد اللطيف صبحي، أن مدينة سيدي سليمان “رائدة” في استعمال تقنية “الربط الھیدرولیكي” من خلال إنجاز أربعة أوراش لحد الآن.
كما سلط الضوء على إمكانيات “الربط الھیدرولیكي” مزايا هذه التقنية في إطار المشاريع الكبرى للبنیة التحتیة بالمغرب.
من جانبه، أشاد مدير الاستغلال بشركة الأوراش الكبرى للطرق، رشيد الدغري، بتنظيم هذا اليوم التقني الذي مكن مختلف المشاركين من تبادل التجارب والخبرات، لا سيما تلك المتعلقة بتقنية “الربط الھیدرولیكي”.
وأشار إلى أن ميزات هذا الحل، الذي يتزايد استهلاكه بـ 5 في المائة سنويا، تشمل الجوانب التقنية والمالية كما تستجيب للهاجس البيئي، مبرزا أن هذه المزايا تتوافق بشكل تام مع أهداف السياسات العمومية، وترشيد النفقات، وحماية الموروث المادي والبيئي.
وركز النقاش أيضا خلال هذا اليوم التقني على الجوانب المختلفة لتقنیة ربط الطرق الھیدرولیكیة (الاستخدامات والدراسات، دفاتر التحملات، والنصوص القانونیة)، وحول الممارسات الفضلى في تنفیذھا من خلال الدروس المستفادة من المشاریع التي سبق إنجازھا، والمتمثلة في الطریق الجھویة رقم 409، والطریق الإقلیمیة رقم 4235 في سیدي سلیمان التي تم إنجازھا سنة 2017، ومنصات میناء طنجة 2 (محطة الحاویات) سنة 2018، وطرق ومنصات مصنع “EPC “على مستوى مشرع بن عبو سنة 2018، والطریق الإقلیمیة رقم 4260 في سیدي سلیمان التي تم إحداثھا مؤخرا (20,7 كلم)، وكذا الطریق الإقلیمیة رقم 4534 بسيدي سليمان (21,6 كلم).
وخلال هذا اللقاء خلص كافة المتدخلين إلى أن تعمیم تقنية “الربط الھیدرولیكي” من شأنه أن يعجل من إنجاز برنامج بناء وتجدید الطرق على المستوى الوطني، وذلك من خلال تحسین استدامتھا بشكل ملموس.
وعرف هذا اليوم التقني، الذي تميز بزيارة توضيحية لمختلف أعمال التفريغ والخلط التي لا تزال جارية على مستوى الطريق الإقليمية 4260، حضور ممثلين عن وزارة التجهيز والنقل، ومكاتب الدراسات التقنية، والمختبرات، والمقاولات، فضلا عن مجموعة واسعة من الفاعلين في منظومة الطرق المغربية.