حوار مع الشاعر ظميان غدير __ حاوره د. فاطمة الديبي / ذ. نصر سيوب

“حوار مع الشاعر ظميان غدير” :

ــ “من أكون” :

ظميان غدير هو صالح طه الجبرتي إرتري، ولدت في السعودية لأبوين مهاجرين بعد الحرب الإرترية الأثيوبية التي استمرت ثلاثين عاما. وكانت نشأتي ودراستي بمدينة الرياض، أحمل دبلوما في إدارة الأعمال، وأنتجت ديواني الأول ( تراتيل الغدير) عام 2016 ، ولا يزال هناك أشعار كثيرة لم تطبع، ربما أقدمها بديوانين منفصلين في السنوات القادمة. ولم يكن هناك مؤثرات كبرى في حياتي الأدبية أو الشخصية، كل ما كنت أؤمن به أراه يحدث وتحدث المفاجآت بشكل متوازٍ، وأتعلم مما يحدث وما زلت كذلك.

ــ “اِسمي المستعار”:

“ظميان غدير” ليس اسما مستعارا بقدر ما هو هوية أدبية ولقب اقتبسته من بعض قصائدي في البدايات خاصة القصيدة التي قلت فيها :

فؤادي نجا من فتكة الحبّ إنما

به أثرُ التعذيب من ناعمِ الكفِّ

نجوتَ فؤادي من هلاك محتّم

ولكنما لا زلت تسعى إلى الحتفِ

أيا قلب ظمآن الغدير أما كفى

فحبّ غدير أضرم النار في الجوفِ

بكيتَ بلا دمعٍ وذاك من الظما

فكيف ترى عين الغدير لما تُخفي

واستخدام اللقب “ظميان غدير” لم يكن لإخفاء اسمي الحقيقي ولم أتعمّد ذلك ولقد ظهرتُ بمناسبات أدبية كثيرة باسمي الحقيقي صالح طه.

ــ “أصلي الإرتري وتعلمي للغة العربية” :

تعلمت اللغة العربية بسبب نشأتي بالسعودية، والنشأة تؤثر بأي إنسان، وحب اللغة قد يكون فطريا، فربما تجد عربيا أصيلا لا يجيد اللغة أو يستمتع بممارستها، وربما يأتي غريب فيحبها ويتقنها.

ــ “جذور تنشئتي الشعرية” :

أنا أؤمن بأن هناك ما يسمى بغريزة البوح أو التعبير عن الذات؛ قد يعبر إنسان عن شخصيته وذاته بالفن أو بالرسم أو الغناء وربما بالشعر، تماما مثل الحضارات القديمة تجد لها آثارا ونقوشا كانت تعبر عن طبيعتها وشخصية تلك الأمم. وأنا شخصيا لا أعرف ما الذي جذبني للشعر كي أتخذ منه وسيلة لأعبر عن عواطفي، وأشعر أن الأمر كان مقدرا لي رغم أني بدأت بدايات غير جادة وغير مقصودة، فدرست الشعر وحاولت التعمق فيه، واستشرت أساتذة كثر لأجيد فيه.

ــ “حلم الطفولة” :

لم أحلم بيوم من الأيام أن أكون شاعرا، حتى أني لم أكن ذلك الطفل الذي هوايته القراءة، وقد بدأت الشعر بسن تعتبر متأخرة، فقد بدأت في منتصف العشرينات من عمري بكتابة الشعر ونحن نعرف أن كثيرا من الشعراء كان يكتب منذ أيام المراهقة الأولى.

ــ “مقارعة الأوزان الخليلية” :

حفظ البحور والعروض لم تكن هي أصعب شيء بالشعر، وهذه حقيقة لا يعرفها الكثيرون، العروض سهلة وقد يستطيع تعلمها حتى الذي لا يرغب في أن يكون شاعرا، وكثير من شعر البدايات بعضه كان متفقا مع العروض لأن الشعر حينما تكتبه فإنك تستحضر الأشعار والأوزان التي قرأتها. لكن أصعب شيء هو كتابة جملة شعرية معبرة وتدخل للقلب، هذا ما يظل الشاعر يحاوله في كل قصيدة يكتبها.

ــ “بداياتي الشعرية ومن ساعدني” :

في بداياتي لم أكن سوى ذلك الذي يريد إثبات هويته الشعرية بالكتابة ومجرد الانخراط والكتابة، هذا يدل على الموهبة لكن التقويم والتشجيع كان من الأستاذ الشاعر الكبير زياد بنجر، فأنا تعلمتُ منه الكثير، وقرأت الكتب التي أشار إليها، وصحح لي بعض المفاهيم الشعرية التي يحتاجها المبتدئ.

ــ “طقوس الكتابة” :

مسألة الطقس الكتابي هذه صورة نمطية رسمها غير الشعراء كي يتخيلوا كيف يكتب الشاعر، وبعضهم ذهب لأبعد من ذلك حيث ادعى وجود شيطان مع كل شاعر يلقنه الشعر وهذا محض أسطورة، إذ أن تهيئة الأجواء والطقوس الغريبة لا تنتج نصا ما لم تكن قريحة الشاعر حاضرة، وحضورها يعتمد على ما قرأ من شعر وفهم من المعاني، والشاعر يكتب فقط بطريقتين؛ إما يكتب على البديهية، وإما يكتب بالتنقيح والرجوع للنص أكثر من مرة حتى يكون النص في أبهى صورة، وأنا أكتب بالطريقتين، هناك أشعار على البديهية وحضور القريحة، وهناك نصوص أسهر عليها وأنقحها، وأكثر شعري أكتبه على البديهية ولا تقوى البديهة والقريحة لدى الشاعر سوى بكثرة القراءة.

ــ “أكتب القصيدة أم تكتبني” :

الشاعر هو من يكتب القصيدة، والقصيدة لا تكتب الشاعر، وهذه أيضا من بعض ادعاءات الشعراء أو الأساطير التي يراد الترويج لها أن القصيدة هي من تكتبهم، لكن واقعيا القصيدة لا تكتبك أنت من تكتب القصيدة، والشاعر هو من يبني عوالمه ويتحكم فيها، فإن كتبته القصيدة فهذا تقصير منه، وربما تكون القصيدة مجرد هذيان لأنه لا يتحكم بها.

ــ “دور الشعر والشاعر” :

الشاعر هو إنسان، إن كان يؤمن بالسلام فسيكتب للسلام، وإن كان لا يؤمن بالسلام فلربما كتب محرضا أو داعيا للحرب، وأنا لا أدعي المثالية فالشعر يمكن استخدامه للسلام، ويمكن استخدامه لبث الفتن والإثارة والحروب، تماما كأي وسيلة إعلامية، لذا يعتمد الأمر على ما يؤمن به الشاعر وليس الشعر نفسه، فالشعر مؤثر بأي حالة وهي مادة خام لها استخدامات مختلفة، وكل شاعر يقوم بتفسير وتعليل وجهة نظره بكتابة شعرية وفنية وقد يقنعك بيانه الساحر حتى وإن كان مقصده غير شريف.

ــ “حالات الضعف واللااستقرار” :

هذه الحالات تأتي للإنسان سواء كان شاعرا أو غير شاعر، وفي مثل هذه الحالات قد أحاول تغيير الروتين والقيام بعمل جديد، أو قيام بعمل كنت أقوم به سابقا.

ــ “مقولة : قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من النساء تكفي لذلك كله” :

نعم هذا الكلام صحيح، لأن الشعر هو موضوع فني، وأما تعبير الشاعر في حياته الخاصة فهو منفصل، وقد لا يجيد الشاعر الكلام مع أقرب الناس إليه، وقد يوجد من الشعراء من ليس عاشقا أو رقيق الطبع فلا يجيد الكلام العذب مع من يحب، وهذا لا ينقص من شاعريته لأن الشعر ليس مقتصرا على مواضيع الحب وإن كان الغزل هو أشهر موضوع شعري. أما النساء فربما تستطيع المرأة أن تقول الكلام العذب عن الحب لأن طبيعتها أقرب وعاطفتها أكبر.

ــ “زمن الرواية والقصة القصيرة جدا والومضة” :

ذلك لأنّ الناس تبحث عن المعنى السهل، والقصص والروايات أسهل وأقرب للناس، والشعر أعمق بكثير يحتاج ذائقة للقراءة والاستمتاع به، بل أن تنمية الذائقة الشعرية قد يحتاج لسنوات، فلا ألوم الناس لو توجهت للسهولة، وهذا زمن السهولة، وزمن البحث عن المعاني رغم أن المعنى في البيت الشعري يوازي فصلا من رواية، لكن الناس لا يريدون أن يتعبوا في قراءة القصيدة لأن القصيدة الحقيقية لا تعطي المعنى مباشرة. أما الرواية تعطيهم تفاصيل أكثر وتملأ الفراغ وتشبعهم أكثر خاصة لو كانت الأجواء السردية متقنة.

ــ “الشعر بخير” :

الشعر بخير، وأظنه ما زال مهيمنا وإقبال الناس عليه في مواقع التواصل الاجتماعي دليل واضح، وأيضا الفعاليات الكبرى التي تقام احتفاء بالشعر والرواية أيضا لها حضور كبير، لكن الهايكو وشعر الومضة ما زالا لم يشتهرا إلا لدى فئة قليلة.

ــ “ديوان العرب” :

رغم تدهور الشعر وما يمر به لكن يظل هو ديوان العرب، وأظن سيظل ديوانا للعرب للأبد.

لأن أمر الشعر مرتبط بالقرآن وتخليده، واستمرار التحدي البلاغي ليوم يبعثون هو من عظمة القرآن.

ــ القصيدة العربية والتغيرات الحالية” :

رغم شهرة القصيدة العربية وعلو مكانتها إلا أن الزمن الحالي غيّر القصيدة العربية وأساء لها، رغم محاولة البعض لإصلاح الذوق بالقصيدة ومعالجة أشياء هذا الزمن، لكن بسبب عقم الأفكار والذائقة الجمعية للجمهور مشوهة، وتغير بعض المفاهيم فأنت ربما تقرأ شعرا ليس شعرا في هذا الزمن ويكون هو المتصدر، فهذا يدل على فساد ذوق الشاعر نفسه وليس فقط الجمهور. القصيدة ليس لها ذنب، إنما الذنب هو ذنب الشعراء وذنب المتذوقين، فلما فسدت ذوائقهم فسدت قصائدهم، وهذه نتيجة طبيعية لما يختل الفهم، وهذا أمر حاصل ليس في الشعر فقط لكن في كل أمور الحياة، فسدت الأفهام ففسدت الأعمال، وأقرب مثال هو فساد المنظومة الأخلاقية العامة التي انعكس فسادها على التعاملات بين الناس.

ــ “الفساد ومسؤولية الشعراء” :

على الشعراء أيضا مسؤولية أخلاقية في محاربة الفساد، لكن الفساد ومحاربته ليس حكرا على الشعراء فقط ، ولا أظن أن لدى الشعراء العصا السحرية لمعالجة قضايا الفساد وحدهم، لكن عليهم أن يحاولوا قدر المستطاع رغم ضيق المساحة التي تعطى للشاعر، والمسؤولية عامة للجميع وأنا ضد أن يتم تحميل الشاعر مسؤوليات قيادية فوق ما يستطيعه.

ــ “الأمل والتفاؤل” :

لولا التفاؤل لم أكمل كتابة قصائدي ولم أمض بحياتي، والمنغصات تحدث في كل وقت وكل مرحلة، لكن ربما تكون القصيدة هي التعويض ومنها يستمد الأمل وإن ظهرت بها بعض الرماديات، التي أصبحت لا تخلو في شعر شاعر في هذا العصر.

ــ “لغتي الخاصة والعوائق” :

العوائق كثيرة لكن الإيمان بشخصيتي الشعرية يجعلني أكثر ثقة، ولا أنفي التأثر فالشاعر الذي لا يتأثر ليس بشاعر، لكن التحدي هو أن يصل الشاعر للغته وأسلوبه الخاص.

ــ “مصادر تنشئتي الشعرية” :

أنا منفتح القراءات وليس لدي تحيز لمذهب معين، قرأت من القديم وقرأت من الحديث، وأحب أن أعتمد من خلال القراءة ما أراه مناسبا لمفهوم الشعر، وعلى الشاعر أن يكون منفتحا وناقدا بصيرا، لأن قصيدته هي ذوقه، وذوقه هو رأيه النقدي.

ــ “القصيدة قلعة آمنة” :

نعم لازالت القصيدة قلعة ٱمنة يلجا إليها الشاعر ليحتمي فيها من إعصار الحزن والاغتراب والشجن والانكسارات، وبدوري لا ألجأ لشعري فقط ، حتى قد أحتمي وأقوّم ذوقي وروحي بقراءة أشعار غيري، فبعض الشعر يأتيك كالصديق الذي يخفف عنك.

ــ “الأبواب التي تفتحها الدفقة الشعورية والإلهام الإبداعي”:

كل الأبواب (باب الحنين، باب الحب، باب النسيان، باب الدهشة، باب الوجع، باب الإخفاق، باب المعاناة والخذلان) يدور حولها الشعر، ويمكنني القول أن لكل باب وقت حسب ما أجده بنفسي، فالنفس مقسمة بين الحنين والذكريات والوجع والمعاناة، ونادرا ما تنفصل هذه الأمور أو تختفي في مواضيع الشعر.

ــ “إرتريا والحضارات المتعاقبة عليها وتأثيرها علي” :

هذه الحضارات مندثرة في أغلبها وتأثيرها على الإنسان المعاصر قد تكون قليلة، لكن فيها بقية في مفهوم الإرتريين وتكوين شخصيتهم وفي تقاليدهم وعاداتهم لأن أي شعب وأي أمة لا يمكنها أن ترسم ملامح شخصيتها إلا باستحضار ماضيها، ومن الناحية الشخصية أنا مرتبط بإرث عائلتي ( الجبرتي ) التي كان لها مملكة إسلامية في يوم من الأيام، وتقاليد عائلتي توجهها فيه اعتزاز بالإسلام والعروبة وباختلاط النسب مع قريش المهاجرة للحبشة. قد تظهر شخصية الإرتري في قصائدي لكنها ليست شخصية الإرتري القديم ربّما شخصية الإرتري المعاصر، لأنني لست بطبيعتي شخصا منفصلا عن الواقع، ولست كثيرا متعلقا بالتاريخ ما لم يتصل بالأدب والشعر.

ــ”اﻠﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ” :

نعم للذكريات حضور بقصائدي حتى لو لم أقصد التذكر، وهناك أشعار صريحة فيها الذكريات، والشعر حسب ما أرى في كل الثقافات وقوده الذكريات، وهو محاولة لترتيب وتجديد تلك النقوش التي تكون بذاكرة الإنسان، ولا ننس أن أهم قصيدة في الشعر العربي تتحدث عن الذكرى ( قفا نبك من ذكرى )، ولا أظن أن شاعرا لا يكتب عن ذكرياته.

ــ “اهتماماتي الإبداعية” :

أنا وإن كنت أقرأ بتنوع لكن لستُ كمن يحب أن يخوض في كل شيء، خاصة أن الشعر هو أصعب الفنون وأرقاها، فلا أدعي أني ألمّ به إلماما واسعا لأذهب لغيره لأنّ الإتقان يتطلب التركيز والإخلاص في كل عمل، أمّا التجربة والخوض في أصناف إبداعية أخرى فالكل يستطيع أن يجرّب ويخوض والعبرة بالإتقان.

ــ “علاقة الكتابة الإبداعية بالذاتي والموضوعي” :

الكتابة بالأصل خاصة الشعر موضوع شخصي وذاتي، ولا بد أن يكتب الشاعر من هذا المنطلق وإلا لن يجبر القارئ على التعرف عليه، وهي فائدة الشعر التي يريدها الشاعر، وهي التعريف بالشاعر والتأثير بمن سيقرأ، حينها سيلتف الناس حول شعر الشاعر سواء رفضا أو قبولا، وحينها فقط يميزون بين شاعر وآخر حين يقولون ليس هذا البيت للشاعر الفلاني وهذا البيت يشبه طريقة فلان، الشاعر عليه فقط أن يجد الأسلوب الأدبي الذي يعبر به عن نفسه وعن ذاته.

ــ “الشاعر والعزلة النخبوية” :

أصحاب التخصص بأي مجال يشعرون بالعزلة ليس فقط الشعراء، والجمهور العام تجد فيه من هم من النخبة في تخصصاتهم ،منهم الطبيب الذي لا يشعر بالألفة إلا مع طبيب مثله، ومنهم المهندس الذي يعرف أنه لا يستطيع الحديث في مجاله مع أشخاص غير متخصصين وكذلك الشاعر والأديب، وهو أمر طبيعي وليس خاصا، ولكن بعض الأدباء يبالغ في التذمر من هذا الشعور رغم أنه طبيعي وصحي.

ــ قول الشاعر جواد يونس أبو هليل: (النثر أصعب من الشعر لأنه لا يلبس ثوبا من الموسيقى يستر به عيوبه)” :

الصعوبة والسهولة أمر نسبي من شخص لشخص، فهناك أشخاص لا يعرفون الوزن لكنهم أفصح الناس، وهناك من يجيد الوزن لكن قوله ركيك وشعره ضعيف، وقد لا أوافق رأي الأستاذ جواد لأن الموسيقى الشعرية لا تسهل الأمر أحيانا هي جزء من الفن، ولغة الشعر قائمة على تلك الأساليب العروضية وكل بحر وكل موسيقى لها دلالة شعورية، بل أن بعض الكلام من الفصحاء يأتي موزونا دون اجتهاد، حتى أن هناك آيات من القرآن جاءت موزونة، فموسيقى الشعر لا تستر العيوب بل أحيانا تفضح الشاعر غير المتمكن وتبرز لك أخطاءه وعدم قدرته على إحكام قوله، وتبرز لك الحشو وتكلف القافية، بل أن هناك من يكتب النثر ويقع في الحشو والزيادة والتكرار، فلو تحررنا قليلا من الأشكال سنجد أن الإشكالية ليست في الأشكال والقوالب بل هي في قدرات الكاتب الإبداعية.

ــ “الصراع بين القصيدة الموزونة والقصيدة النثرية” :

لقد خضت حوارات كثيرة مع أصدقاء أدباء كثر حول هذا الصراع الأدبي، وأظنّ أن أغلبية الإشكال كان في التسمية؛ فكل أصحاب الشعر الموزون يرفضون تسمية النثر بالقصيدة، وأصحاب النثر لا يريدون أن تكون إلا بمسمى قصيدة. من حيث المبدأ الشكل لا يجعل النص نصا أدبيا عاليا، من بعدها لنختلف على المسميات، فهناك شعر عمودي لا يستحق أن يصنف شعرا، وهناك أيضا من النثر لا يستحق أن يصنف من النثر أو الكلام، أما لو كانت النصوص كلها عالية فحينئذ لنتكلم عن المسميات، والمسمى عليه أن يتبع الصفة، فلو كان النثر شعرا لأن به فنّا وبلاغة فحينها لا نستطيع أن نلوم الكفار في أن يقولوا أن القرآن هو شعر لأن فيه مقومات النص الأدبي العالي أليس كذلك؟ حينما نصنف كل نص رفيع على أنه شعر سواء كان عموديا أو منثورا أو رواية أو آيات قرآنية نقع في مشكلة كبيرة وخلط يعطي تسميات غير صحيحة، أبسطها سنجد مبررا لكفار قريش في ادعائهم أن القرآن شعر من حيث لا ندري، ولو أن بيننا من يفكر بطريقة مشركي قريش فإن هذا المبرر هو أسهل المبررات والقرآن نزل على أمّة شاعرة ولم تصنّف القرآن من الشعر رغم حاجتها لذلك لمحاربة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يثبتوا على هذا الرأي رغم العناد، لكن الأولى برأيي أن يسمى النثر نثرا أدبيا، وأن تسمى القصيدة شعرا، وإلا فما هو المانع أن تكون الرواية أيضا شعرا أليست هي الأخرى مادة أدبية؟

ــ “ماذا أعطاني الشعر” :

الشعر أصبح جزءا من هويتي، وقد أعطى لشخصي هوية وليتني أستطيع أن أعطيه مثل ما أعطاني لأني أرى أني أقصر بحق الشعر، وهذا الكلام ليس تواضعا أو مثالية بل هو الواقع لو تفحصنا الأمور.

ــ “الحرية والرقابة” :

أنا ما زلت حرا لأني لا أكتب لجهة أو نزولا لرغبة أحد، الرقابة التي أمارسها على نفسي هي رقابة ذاتية أدبية بقدر ما أستطيع، أما المجتمع فربما أقول شيئا صحيحا فيرفضه الناس، وربما أقول شيئا خاطئا يعجب الناس وليس هذا هو المعيار، وببعض الحالات قد تجدني جريئا بشعري ولا أتحرّج من طرق موضوع أو عبارة، ذلك جزء من شخصيتي ولا أقول أن ذلك صائب من الناحية الأخلاقية أو الدبلوماسية، لكن أحاول ما أستطيع، ولا ننس أنّ الشعر ليس مادة أخلاقية، فأفكار الشاعر قد تكون صحيحة أو خاطئة ومنافية، لكن العبرة ليست بذلك .

ــ “التحولات الطارئة على تجربتي الإبداعية” :

طبعا طرأت تحولات وانتكاسات وأخطاء ورجوع في المفاهيم لأن الإنسان مطلوب منه ذلك، ولا أستحي أن أقول أن كثيرا من المفاهيم غيرتها عبر الزمن، وكثيرا مما كنت واقفا عليه تركته ثم عدت إليه، والإنسان يظل يتأمل ويتفكر ويراجع نفسه حتى النهاية، وليس هناك لذة في الاعتقاد أنك تعلم كل شيء.

ــ “الموجبات الصحيحة المكتملة لتبريز أديب وتقديمه على غيره” :

في هذا العصر نحن نحتاج لتحطيم كثير من الأصنام الأدبية التي تصدرت المشهد، بعد تحطيمها وتفتيتها ويعرف الناس لماذا تم تحطيمها سيعرفون تلقائيا من هو الأديب والشاعر والناقد، لأن بضدها تتميز الأشياء لأن الموجبات الصحيحة هي الإجادة والإتقان وليس النفوذ الاجتماعي أو الإيديولوجي الحاصل هذه الأيام، لأن كثيرا من المثقفين والشعراء مرفوضين في جهات رسمية بسبب توجههم الفكري، رغم إجادتهم والعكس صحيح، أمّا الناس فهم ضحايا هذه المعارك الأدبية، أو لنقل المعارك السياسية الفكرية التي أدّت لتشويه الأدب وإبراز قوم على حساب قوم، فترى العامة لا يعرفون إلا المشهور من الأدباء رغم أن هذا الأديب لم يبلغ الذروة، لكن فرض على الناس لأن الآلة الإعلامية أرادت تصديره لموافقته آراءها، وهذا كله مضرة للأدب.

ــ “علاقة الكتابة الشعرية بالالتزام” :

الالتزام إنما يكون بحسب ما يؤمن به الشاعر، فترى تركيز الشاعر على موضوعات هي ما تؤرقه، وهذا ما يميز كل شاعر عن غيره، وليس شرطا أن يلتزم الأديب بموضوعات موجّهة لا يتفاعل معها أو لا تهمه وهذا حاصل ومشاهد، فنحن نعرف مثلا أن كل شاعر على مر العصور تميز بفن أو بموضوع التزم فيه وأجاد فيه، ولا يمكن أن يقال شاعر أفضل من فلان لأن التزامه ومقصده كان أعلى وأنبل، فهناك من غير الشعراء من تكون التزاماتهم وقضيتهم أسمى من معاني الشعر، والعبرة هي في إجادة الشعر.

ــ “علاقة الإبداع بالهوية” :

الإبداع هو من يشكل الهوية وإلا لكانت الأمم والأشخاص على درجة واحدة، لكن على الشاعر أن لا ينفصل تماما عن هويته ومرجعه، لأن الهوية يتشارك بها مع أناس غيره ممن يسمعون أو سيسمعون شعره، وربما يدرك الفرق بالهوية إذا قرأ له من ليس تابعا لهويته.

ــ “الشعر ومنجزات الحداثة” :

الحداثة ممكن الاستفادة منها والأخذ منها بما يلائم الثوابت والجذور فقط وهذا هو الأصل، ما عدا ذلك هو عبث وحالة انهزامية انبهارية يعيشها البعض من الأدباء والمتذوقين، ليس شرطا أن تكون القصيدة بمعانيها التراثية القديمة، الشعر لا بد أن يتحرك وهو كان متحركا ومتغيرا رغم التزامه بالأصل بعصور مختلفة، من لا يستطيع الإحساس بحركته وتغيره وتجدده عبر العصور لم يعرف من معانيه شيئا هو لم يعرف سوى القوالب العروضية فقط، لذلك كان الطلب لتغيير الشكل وإعادة تعريف القصيدة وإحداث تغيرات في شكلها.

ــ “علاقة الشعر بالإيديولوجيا والحداثة” :

كل شيء مؤدلج ليس فقط الشعر، حينما تصل يد الحداثة للشعر لتغيير معالمه وإعادة تعريفه بتعريفات جديدة تتناسب مع أمم أخرى دون فهم خاصية وهوية الشعر العربي هذا فشل كبير، وإنّ تطبيق النظريات النقدية الموجودة لدى أمم أخرى على الشعر العربي، ومن ثم تقويم أو تقييم الشعر هو مشروع خاطئ، فكل أمة وكل لغة لها خاصيتها.

ــ “وظائف الشعر” :

الجمال جزء من وظائف الشعر، فالشعر يحتوي وظائف كثيرة لمن يتأمل فيه، وليس فقط الجمال، يمكنك أن تصنع عقلا ومفهوما وثقافة وفلسفة وحضارة من خلال الشعر.

ــ “الأسطورة والرموز الغامضة في الشعر” :

الترميز والاتكاء كثيرا على الأسطورة هو ضعف وهروب من المعنى إلى اللامعنى، وإن حدث الترميز أو الإلغاز وكذلك تناول الأساطير بكثرة هو أمر ممل، والشعر لا بد أن تجتمع فيه كل الفنون بشكل متوازن، والإكثار من شيء لا يجعل النص جميلا، فلا يمكن قراءة نص كامل كله حكم وأمثال، ولا يمكن قراءة نص كامل كله رموز، فلا بد من تناوب الفنون الشعرية في النص كالمجاز والتشبيهات والاستعارات والمبالغات والأمثال وغيرها من الفنون.

ــ “النقد والشعر” :

ربّما يكون النقد هو من أسباب انحطاط الشعر أو الذائقة الشعرية، ولا يدعي أحد أن النقد قام بوظيفته على أكمل وجه، فحتى إشكالية التصنيف والبديهيات في الشعر أصبح فيها اختلاف وخلاف كقضية الشعر والنثر.

ــ “العولمة وﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ” :

التحولات نالت كثيرا من الكتابة الشعرية وأثرت، وأعتقد أن التأثير لم يكن إيجابيا لأن العرب لم يستطيعوا التأثير وفرض ثقافتهم، بل فرضت عليهم أنماط فكرية وثقافية لأن منطق القوي هو المفروض على كل شعوب العالم، ونحن نعرف أن العولمة لم تدعم إلا الأمم القوية سياسيا واقتصاديا وفكريا، ولا أظن أن الشعر العربي استطاع أن يستفيد منها لأنّ العرب يعيشون مرحلة التأثر ولا يعيشون مرحلة التأثير.

ــ “ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﻋﻤلي” :

الحضور لمواضيع الشعر الشخصية والهموم الذاتية أكثر في شعري وهذا هو الطبيعي، والشعر السياسي أكتبه قليلا، وربما شعري السياسي يكون أعلى من بعض أشعاري، لكنني لست متصالحا مع كثير من الشعر السياسي، لأنّ غالب من يكتبه يكتبه بابتذال شديد ويأخذ الضوء، ليس لإجادته الشعر لكن لأنّ الكلام بالسياسة يفتن بعض الأمزجة ويطلبه الناس، خاصة لمن يريدون تأييدا سياسيا لقضاياهم، وقد نرى شعرا سياسيا ضعيفا تتبناه جهة أو حزب أو فئة فما أسخف ذلك حيث أن الشعر لا يستطيع أن يكون نبيلا وبحجم القضية.

ــ “لغة الضاد والعامية”:

لغة الضاد ليست بخير، لأنّها لو كانت بخير ما كان للشعر العامي مكان إلا بنطاق ضيق، وحتى من يكتب الشعر الفصيح السهل هو لدى الناس نخبوي فما بالك بالشاعر الفصيح النخبوي. لغة الضاد في غربة ويشعر بغربتها كل من يمارسها.

ــ “التشظي والألم والغربة” :

الشعور بالغربة والألم لا يمنح الشاعر شيئا بل هو يأخذ منه، وفي شعر القدامى النبرة البكائية أقل ومع ذلك الشعر كان عاليا، معنى ذلك أن ما نحسّ به ونعانيه هذه الأيام لن يمنحنا نصا أعظم، وليس عمق الحزن هو ما يزين النص، إن النص الجيد يأتي من ذائقة أدبية عالية حتى لو كان الشاعر منعما ويعيش حياة الملوك.

ــ “وطني الشعري” :

مفهوم الوطن حقيقة مفهوم واسع، ومجازا فإن الوطن الشعري أوسع، وأوطاني الشاعرة أجدها في نصوصي أو النصوص التي أحب قراءتها.

ــ “الموت في شعري” :

ذكرت الموت في نصوص قديمة ونصوص حديثة، ومعنى الموت واسع في الشعر لا يمكن تجاهله ببساطة حتى لو كنت محبّا للحياة، وهناك أشكال من الموت؛ فهناك الموت الجزئي، وهناك الحياة التي تشبه الموت، الحالة التي تشعرك أنك تعيش بمنطقة بين الموت والحياة، وهي معاني شعرية قائمة حتى لو لم يُذكر فيها الموت لفظا وتصريحا..

تمنّيتُ موتي ثمّ خفتُ نوالَهُ

لأنّي موشومٌ بذنبٍ مروّعِ

وأيضا :

كل يوم يلقي السلام علينا

ملك الموت ثم يمضي بعيدا

ليته لو يزور زار عشاءً

حينَ أدعو وإذ أطيلُ سجودا

عمرك الله ما بيومي نعيمٌ

فعلامَ الصباح أرجو خلودا

وارتقابي حتّى أموتَ عناءٌ

كارتقابي حتّى أعيشَ سعيدا

ــ “ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ وأحبها إلي”:

كل أدوات الشعر من تشبيه واستعارة ورموز صغرى وكبرى وأساطير وخرافات… محبوبة ومقربة لنفس الشاعر إذا أدّت غرضها وتصالحت مع المعنى، ولا يكون الشاعر شاعرا إذا لم يستخدمها بتوازن وعدل، وليس لأداة بأفضلية على الأخرى من حيث كونها أداة بل الأفضلية تكون بما أجاده الشاعر بهذه الأداة أو هذا الباب.

ــ قول ﺑﻮﻝ ﻓﺎﻟﻴﺮﻱ: “ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺭﻗﺺ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﺸﻲ” :

ليس شرطا أن يكون الشعر رقصا والنثر مشيا وتعريف بول فاليري يحدّ من وظيفة الشعر أو تعريفه أو وصفه، قد يكون الشعر والنثر تحليقا وطيرانا، وربما يكون سفرا، وربما يكون مطاردة وهروبا، وقد يكون اختباء، وربما يكون هو الطريق الذي تمشي عليه، أو الغيمة التي تتبعها، أو الجبل الذي تتسلقه، قد يكون بول فاليري لا يرى الشعر سوى موسيقى لذلك ربطه بالرقص فقط، وهذا عندنا كمن يتعامل مع الشعر على أنه أوزان وبحور فقط.

ــ “القصيدة ﺍﻟﻌﻤﻮﺩية وعجزها ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وظهور أشكال جديدة للكتابة الشعرية” :

هذا رأي سوزان برنار، ولا يمكن الاحتكام بكلامها لأنّ لغتها مختلفة ومفهومها النقدي يختلف، ومن يظن أن الشعر العمودي لم يستطع مواكبة التطور المجتمعي هو يتوهم، لأن على مدى قرون لم تقصّر القصيدة العمودية في أداء مهامها، قد يتوهم البعض من المعاصرين ويتبنى هذا الرأي، لكن العجز ليس من القصيدة إنما فيمن يكتب، هذا رأي مستورد ليس فيه اجتهاد، من الغريب أن يتم تبنيه على مدار خمسين عاما أو يزيد دون تنقيح أو فلترة بما يناسب الشعر العربي، كما أن القصيدة العمودية نفسها هناك من يمارسها بأنماط حداثية ولغة حداثية رغم تحفظي على استهلاك كثرة استعمال الرمز والأسطورة، أو عدم إتقان لعبة المجاز، لكن على أي حال هذا دليل أن القصيدة العمودية ليست عاجزة في احتواء أي نمط، وهذا مما يفنّد رأي المتعصبين ضد القصيدة العمودية هو أن القصيدة العمودية فيها نصوص حداثية أكثر غزارة وأكثر متعة من بعض النثريات، وهذا دليل عملي وواضح على من يقول أن القصيدة العمودية عاجزة عن المواكبة إذا كان الادعاء هو شكلها العمودي.

ــ “قول ت،س،إليوت : “إن الشعر يحاول أن يحمل معاني أكثر مما يستطيع النثر أن يؤدي، وأن موسيقى الشعر هي التي تمكنه من الوصول إلى تلك المعاني.” :

الموسيقى تجعل له قبولا أكثر في النفس ربما لكن النثر قد يحمل نفس المعاني، والرهان في الشعر ليس على المعنى دائما، كما أن هناك معاني لا تصلح أن تكون شعرا، ولا أدري لماذا الغالبية يختصر الشعر في اختراع المعنى، إن المعاني معروفة في نفس الإنسان حتى إن لم ينطق بها، وقد تكون مكررة، لكن الشاعر يتفنن في إظهارها بالأساليب الشعرية، وقد يأتي بالمعنى بأكثر من أسلوب وطريقة، واختراع المعنى يكون للشاعر وللناثر وحتى للفلاسفة، والعبرة هي في التفنن بأسلوب أدبي كتابي، ودليل ذلك كثير ما يتوافق معنى شعري بأبيات مع معنى في مشهد سينمائي، فمن الذي يعطي المعنى؛ الشاعر والفنان والرسام والروائي أم الشكل الذي تم صياغته فيه؟

ــ “قول ت،ت،إليوت : “الشعر يجب ألا يبتعد ابتعادا كبيرا عن اللغة العادية اليومية التي نستعملها ونسمعها” :

أوافقه الرأي، وهذا منطق من يريد أن يتكلم بالأصل ( خاطبوا الناس بما يفهمون)، ولهذا على مر العصور يشتهر البيت الذي تكون لغته قريبة من الناس، والقرآن بالأصل مصمم ومنزّل على هذا الأساس يفهمه العامة ويدرسه النخبة من الفقهاء والمتأدبين ويستفيدون من بلاغته.

ــ “نصي الشعري الأول” :

نعم أذكرهُ، لكنني مزّقته ولم احتفظ به، ولم أحتفظ بشعر البدايات.

ــ “حضور المرأة في إبداعاتي الشعرية” :

نعم المرأة تحضر بقوة في قصائدي:

عاودَ القلبَ في العشاءِ حنينُ

لعيونٍ على السهادِ تعينُ

فرّقتني فلي ثلاثةُ أحوالٍ

طروبٌ وساهرٌ وحزينُ

واشتياقٍ أظهرتُهُ كان سرّا

واشتياقٍ أضمرْتُهُ لا أخونُ

لفتاةٍ لا تشتري العطرَ إلّا

ليُدارى ويُرزقَ المسكينُ

أتمنّى ولم أكنْ غير صبٍّ

أنني المزنُ لو مناها المزونُ

ربّ فاغفر إن لم أجنّ بها حتّى

يقولُ المجنونُ لي: مجنونُ

حسنُها الحسنُ جنّةٌ تحتها

الأشعارُ تجري وقلبيَ المفتونُ

خدّها شاطئٌ وأجفانُها نخلٌ

وفي صوتِها كمانٌ رزينُ

يسألُ البحرُ كيفَ أجري وأرسو

بحديثٍ منها أقلبي سفينُ؟

ومتى تبسمِ المليحةُ تهطلْ

في ضميري من الفتونِ هتونُ

وصباحي يحينُ لو زرتها ليلًا

فإنْ فارقتْ فليلي يحينُ

هي بكرٌ وأمّ شمسٍ وبدرٍ

فبناتٌ من نورِها وبنينُ

أتعقُّ الشموسُ إذ حملتْها

وغذتْها السناءَ وهْيَ جنينُ

إنّ فقهَ الدلالِ يؤخذُ منها

وبما دانتِ الدلالُ يدينُ

ذاتَ وجهٍ إذا بدا كرضا الأمّ

مريحٌ لمن يشكُّ يقينُ

ــ “ما تحقق من طموحاتي” :

لم أحقق كل شيء، وبالنسبة لي أظنّ لو وصلت لمرحلة سأفكر بالمرحلة التي تليها، ولن يتحقق الشبع والرضا التام لأنّ هذه طبيعة الإنسان.

ــ “وجهي الآخر” :

إنسان بسيط يعيش حياته العادية، وتتفرق أوقاته بين الأهل والعمل والأصدقاء.

ــ “نصوصي المجبوبة” :

طبعا النصوص الأخيرة دائما المقربة والمفضلة لدي، كما أن آخر وأصغر الأبناء يكون مقربا للآباء.

ــ “قصيدتي المستحيلة” :

قصيدتي المستحيلة هي التي يحبها الشعراء، ويحاولون تقليدها أو التغلب عليها، لأنّها ستقرأ على كونها معيارا ونصا إبداعيا.

ــ “رسائلي” :

كل قصيدة تحمل رسالة محددة أو حالة أود أن تصل للناس، وليس هناك رسالة محددة أتعمد ذكرها بكل النصوص.

ــ “هواياتي الأخرى” :

الرياضة، غالبا أنسى نفسي بممارسة الرياضة وأجدد نشاطي.

ــ “الحب” :

الحب هو نجاة القلب أو هلاكه.

ــ ” أبو العلاء المعري” :

العظيم شعرا وفكرا، وقد أُسيءَ فهمه ويعجبني شعره كثيرا.

ــ ” المتنبي ” :

هو الشاعر الفيلسوف، وآخر صلة لنا بالشعر القديم.

ــ “نزار قباني” :

قد يتهمه البعض بالابتذال لكنه آخر أحفاد عمر بن أبي ربيعة.

ــ “محمود درويش” :

لم أنجذب كثيرا لشعره، لهذا لم أكمل القراءة له، لهذا رأيي فيه لن يكون منصفا.

ــ “إرتيريا” :

هو الوطن وإليه الحنين والانتماء.

ــ “السعودية” :

هي الوطن الثاني، ويكاد الانتماء لها يكون مساويا لإرتيريا.

ــ “السعادة” :

هي الغاية التي يريدها كل مخلوق، ويبدو أن من لا يكون سعيدا في رحلته للسعادة لن يكون سعيدا إن وصل لها.

ــ “الصداقة” :

من أنبل الأشياء وأصعبها وأندرها، ومن الصعب أن تجد الإنسان الذي يكون نفسك، لكن يكفي أن تجد صديقا تعتبره بعضا منك في السراء والضراء.

ــ “كلمة أخيرة”:

شكرا لكما لإدارة الحوار، وأتمنى أن تكون كلمتي مقبولة وخفيفة لدى كل من قرأ وتابع.

عن موقع: فاس نيوز ميديا