الدكتور الفقيه ادريس الفاسي الفهري يشرح مفهوم “ديرو النية” في الموروث الثقافي والديني والدارجي للمغاربة

في تدوينة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، كشف الدكتور ادريس الفاسي الفهري أستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين بفاس ونائب رئيسها عن مفهوم قولهم : “ديرو النية” – والذي شاع تداوله خلال مباريات المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022- وذلك في الموروث الثقافي والديني و العامي للمغاربة ردا على سؤال أحدهم حيث قال:

“طلب مني أحد الأصدقاء العرب: ما معنى “ديروا النية” في الدارجة المغربية، فكتبت إليه الجواب الذي تجدونه في أول التعليق”:

“دير النية لها مرجعية واسعة في الثقافة المغربية الإسلامية ويمكن تلخيصها في ثلاثة أمور متضافرة:
الأول: أخلص عملك لله، بما يعنيه ذلك من ترك حظوظ النفس وهي كثيرة جدا منها الرياء والكبر والمصلحة الفردية التي لا تبالي بالمصلحة العامة سواء بالنسبة للشركاء في فريق عمل أو الشركاء في الوطن…
والثاني: التوكل على الله والتعويل عليه وحده بما يعنيه ذلك من بذل أقصى الجهد والإخلاص فيه والاعتقاد الجازم بأن النجاح والتوفيق من عند الله الذي يختار لك ما يصلحك فتكون مطمئنا مهما كانت النتائج. وبما يعنيه ذلك من ترك التواكل الذي هو ضد التوكل من جميع الوجوه بحيث لا يبذل المتواكل المجهود المطلوب ويتمنى مع ذلك أن يصل إلى ما يرجوه كأن له عند الله عهدا أنه ينصره وحده.
والثالث: الثقة بالله تعالى وأنه لا يكون في ملكه إلا ما يريد وأنه لو اجتمع الخلق جميعا أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بما كتبه الله عليك ولو اجتمعوا أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بما كتبه الله لك
ولهذا يقول المثل المغربي : “دير النية وخا تبات مع الحية” يعني: ولو كانت الحية المسمومة في فراشك لم تلدغك إلا إذا قدر الله ذلك
وهو قول السيد وليد الركراكي رعاه الله تعالى: إذا درت النية تضرب الكرة في العارضة ولا تصيب”.

المصدر : فاس نيوز ميديا