متابعة للشأن المحلي لمكناس محسن الأكرمين.
تنتظر ساكنة حي الزيتون إعادة الافتتاح الرسمي لأبواب المركز الصحي الحضري (الجبابرة)، في وجه المرتفقين للاستفادة من خدماته عبر مسارات جديدة لعلاجات القرب والتوجيه الصحي، بعد أن تم انتهاء تأهيله. حيث خضع المركز لعمليات إعادة تأهيل وهيكلة بنياته، مع انتظارية تجديد تجهيزاته الأساس، في إطار المخطط الحكومي الرامي إلى تجويد وتوسيع العرض الصحي، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، في أفق بلوغ (1400) مركز صحي قرب مبرمجة على الصعيد الوطني.
ويبدو المركز الصحي بحي الزيتون (الجبارة) منارة ساطعة بجمالية متناهية ومتكاملة، بعد عمليات التأهيل الخارجية والداخلية، وكذا عمليات إعادة تأهيله وتجهيزه بوسائل ومعدات حديثة ومتطورة حسب ما بلغنا من أخبار، إضافة إلى رؤية تعزيز المركز الصحي بالموارد البشرية اللازمة والمتنوعة، للاستجابة لحاجيات ساكنة حي الزيتون في مجال الخدمات الصحية الأساسية والعلاجية، وكذا سيتم العمل على رقمنة الملفات الصحية بشكل متكامل، مع موجهات العلاج المتكامل بين مراكز ومستشفيات عمالة مكناس.
حتى لا ننسى، فمن أسس الحفاظ على الذاكرة الجماعية لأهل الزيتون، حين بقيت تسمية المركز الصحي (الجبابرة) حاضرة، على اعتبارات تاريخية التسمية المولوية، حين تم تدشينه بموكب ملكي إبان فترة الاستقلال الأولى (كما وردنا من حكي الآباء رحمهم الله، وحضور الملك بحي الزيتون). من حسن التسمية أن تبقى (الجبابرة) حاضرة على الواجهة، وهو تذكير قوي بشموخ ساكنة حي الزيتون / الجبابرة، حين شارك الجميع في معركة ماء بوفكران بالبدء والاستماتة القوية. هو تذكير قوي ورفض لمن يسعى بكل جهده إلى استبدال تسميات مكناس القديمة عبر مقررات جماعية (الدراسة والموافقة)، وآخرها الرغبة في استبدال اسم (الساحة الإدارية)، كما سبق وأن تم استبدل اسم مدرسة الجبابرة، وتم تغيير سلك تدريسها من الابتدائي إلى الثانوية التأهيلية (ابن الرومي).
وفي مقتطفات مسترسلة من حديث مع بعض ساكنة حي الزيتون، فقد تم استحسان عمليات الهيكلة والتصويب بالدقة والجمالية والمقبولية، وكذا عبروا عن الدور المندمج الذي يلعبه مركز (الجبابرة) بحي الزيتون في تقديم علاجات القرب والتوجيه الصحي، وتعزيز العرض الصحي وحسن استقبال المرتفقين ترسيخا لأسس الدولة الاجتماعية، وذلك وفق حكامة استشفائية تُقوِي من آليات التجديد وتوسيع العرض الصحي، والارتقاء بمنظومة صحة القرب بأولويات المتابعة والإرشاد والتوعية، واستباقية الضبط والتحكم في خارطة الأمراض والأوبئة.
نعم بحق، يذكرنا (مستوصف الجبابرة) جميعا بزمن الماضي وحملات التلقيح ضد وباء (الكوليرا) اللعين، عبر دعوة من (البراح) والاصطفاف في صف طويل انتظارا لعمليات التلقيح بلا دفتر طبي، ولا سجلات طبية رتيبة، وبلا رقمنة الجرعات. كان الأمر مفرحا ومخيفا (حقنة كبيرة) تحمل المصل تلقيح ورأس (الإبرة) الذي لا يغير من شخص لآخر، بل من يد لأخرى. والحاج الصويري، وسي حميد (رحم الله من فقدناه وأطال الله في عمر الباقين) الممرضان يتبعان الصفوف ويعطيان لكل منا جرعة التعقيم، وكلمة (ما تَاكُلْشْ اللحم ولا بيض) !!
الآن، يمكن لحي الزيتون أن يستبشر خيرا من الآتي من المرافق المهيكلة والأساسية. يمكن لساكنة الحي بمساعدة السلطات الترابية المحلية وممثلي الحي بمجالس المدينة خاصة رئيس مجلس عمالة مكناس هشام القايد، من الترافع عن دار للولادة والرعاية الصحية للأمهات والأطفال. من الترافع عن التهيئة الحضرية السليمة للحي. من الترافع عن ملاعب القرب، وسوق القرب، ومركز سوسيو ثقافي/ رياضي/فني يوازي قيمة الحي التاريخية. من الترافع عن تحرير الملك العام المشترك والمحتل بطريقة غير قانونية (كراوة /الجبابرة/ الكراريس/ البراكات…). من الترافع عن الإنارة الجيدة وشرطة القرب الأمنية المستديمة. من الترافع عن جمالية الحي الذكي، والذي بات يفتقد معالمه الركيزة، والحاجة إلى بيئة التقائية تجمع بين ذاكرة تراث حي الزيتون والساكنة الشبابية الفتية.
عن موقع: فاس نيوز ميديا