متابعة محسن الأكرمين.
لم يجانب الحقيقة من أطلق على لعبة كرة القدم (الكرة الساحرة)، إنها بحق اللعبة الساحرة، والتي تستقطب الجماهير العاشقة بالهيام. فرغم أن الكوديم يقبع في قسم الهواة بحدود الموسم الثامن (8)، فإن الجمهور المكناسي بقي وفيا بالعهد للفريق، وداعما لمساراته في نتائج السراء والضراء، بقيت نسبة الجماهير تزيد جولة بعد جولة في هذا الموسم الكروي، واستعاد الفريق كل الغاضبين من الجماهير بما سلف من القضايا!! وبدت مدرجات الملعب الشرفي بمكناس تُعْتمر، حتى تم تحطيم الرقم القياسي ليلة الفوز على الكوكب المراكشي.
(الكرة الساحرة)، و لما لا الكوديم الساحر، الذي حرك المدينة برمتها، وأفرح مكناس حتى في عمق أزمة همِّ الحياة اليومي. فقد توحدت المدينة، وبات الجميع يتابع أخبار الفريق ويتساءل: هل الكوديم طالعة ؟ ما هي المباراة القادمة؟ (مربوحة… وحنا – مع – الكوديم)، باتت مجموعة من الصفحات القديمة والناشئة في المواقع الاجتماعية والتواصل الفوري تتابع أخبار النادي ونتائجه بالمباشر والتقصي والبحث.
قيمة الرياضة الترافعية، قد تفوق قوة الترافع السياسي البئيس (بالسابوتاج) في المدينة. وهي الحسنة التي يمكن استثمارها، أولا: بدعم الفريق ماديا لأجل تحقيق الصعود، وباستحقاق النتائج. ثانيا: دعم البناء المؤسساتي (المكتب المديري لكرة القدم)، من خلال الدعم المعنوي، والمساندة الإيجابية خاصة في هذه المرحلة المفصلية بالذات من البطولة (6 دورات). ثالثا: اعتبار الرياضة بُرَاقُ التنمية بمكناس، من خلال الضغط على تنويع البنيات التحتية بالمدينة، والبحث عن داعمين والدولة في إنجاز الملعب الكبير، والانطلاقة الفعلية لكل محاور التنمية.
من حسنات الكوديم في هذا الموسم، أنه يتعامل مع كل مباراة بمعطيات مختلفة عن الأخرى، وبقراءات متأنية. فقد اعتبر المكتب المسير والفريق التقني / التدريبي، أن مباراة القمة بمكناس قد انتهت بذاك الفوز المستحق على الكوكب المراكشي. والآن كل الاستعدادات جارية لخوض غمار الجولة (25) بنفس جديد. فالفريق يستعد لرحلة نحو مدينة خنيفرة لمواجهة نادي مريرت، وعلى بعد (97 كلم) من مكناس. يستعد الفريق اللعب بمدينة مريرت وبدون حضور جمهوره، نتيجة القرار الذي تم اتخاذه بناء على معطيات أمنية.
الجولة (25) تزيد صعوبتها، حين تجد مجموعة من فرق المقدمة في مواجهة مع الفرق التي تعمل على الفرار من خط التماس، والسقطة المدوية. مباراة مريرت صعبة، من حيث غايات وأهداف كل من الفريقين، والكوديم قادر على التعامل بالإيجابية معها (بالنقاط الثلاث). ففريق شباب مريرت يعاني من الأزمات المالية والبشرية على رقعة الميدان، وغير ما مرة يدخل الفريق الميدان للمواجهة بدون العدد المطلوب للعبة القدم، وبدون لاعبين بدلاء. لكن ورغم، فالفريق يقاوم دوم البقاء بالهواة الأول، مقاومة رجال الجبل الشامخين بالأنفة والقوة.
من الجانب التقني، كل المؤشرات تعطي الفوز للكوديم بامتياز، لكن تبقى (الكرة الساحرة) تستوجب الاحتياط والتركيز ونبذ الغرور، وعدم الأفراط في حقينة الثقة. فالخصم محارب من بلاد موحى أوحمو الزياني، لا يستكين في البحث عن ربح المعركة. تبقى الكوديم لها الأفضلية، فقد ربحت في (13) جولة، وتعادلت في (09)، وفقط انهزمت في(02). وسبق في دورة الذهاب أن تعادلت مع شباب مريرت (0-0) حينها أعلن مدربه عزيز الكراوي (أنه سرق التعادل مع قلب مكناس) !!
هجوم الكوديم قوي وفعال، سجل (34) هدفا، ودخلت مرمى الحارس إسماعيل (16)إصابة بفارق إيجابي (+18)، وباحتلال الصف الوصافة برصيد نقاط (48). فيما فريق شباب مريرت، فهو يحتل الرتبة (15) المؤدية للسقوط، حيث سبق أن فاز في (4) جولات، وتعادل في (8) وخسر في (12)، فيما رصيد نقطه فهو (20)، أما هجومه سجل (13) هدفا، ودخلت مرماه (25) إصابة، بفارق سلبي (-12).
من بين الحسنات ذات الخدمات الجليلة أن الكوكب المراكشي سيلعب يومه السبت بمراكش تحت الأضواء الكاشفة (س 22.00)، ضد فريق اتحاد تمارة (الصف 8 وسط الترتيب) وستكون نتيجة المباراة معلومة بالسبق. فيما الفريق السوسي أمل تيزنيت (الصف 3) فهو يعول على ميدانه وجمهوره لأجل استعادة النتائج الإيجابية، حيث سيواجه فريق الجمعية المنصورية ذات (الرتبة 10).
عن موقع: فاس نيوز ميديا