تقديم
بقلم الأستاذ عبدالإله الوزاني الشاهدي
المملكة المغربية / فاس
قد يدفع البعض مبالغ كثيرة مقابل نكران الذات والعمل الجماعي التعاوني، فالتعاون والتسامح يستحقان التقدير وربما لا يقدران بثمن.
مسرحية (فوص نوط) للمؤلف الحسن مختاري تعالج هذه الفكرة بأسلوب حداثي ركزت فيه على القيمة الكبرى التي تراها شخصية الموسيقي في اللوحة الفنية “الأنانية تقتل الجميع”، بينما تراها بائعة الذكريات/الآلات الموسيقية/الشرير من غير قصد، آلات موسيقية فارغة المحتوى ولا تستحق ذلك الاهتمام الكبير.
مؤلف العمل الأستاذ الحسن مختاري يرى أن المسرح أكثر الفنون التصاقاً بمشاكل الحياة وقيمها، حيث تتضافر فيه جهود المؤلف والمخرج والتقني والممثل… ليقدم في النهاية لوحة للحياة بشكل مبسط يستمتع به القارئ الطفل ويحتفي بتفاصيله القارئ الكبير في مجال أب الفنون.
نحن أمام حالة إبداعية تكمن في شخصية الموسيقي، التي ذابت في محبة الآلات الموسيقية وغاصت في هموم الأنانية التي تقتل الجميع.
ويكمل الأستاذ الحسن مختاري المسرحية التي تملؤها الموسيقى والذكريات، فهي مختلطة ممتزجة بالتساؤلات العميقة حول الأنانية والتعاون والتسامح… بشكل عام والتي تمثل كل منها خيطا رفيعا للبحث عن النور والضوء في يد الله مع الجماعة داخل مخيلة كل الشخصيات من منظور فلسفي (مخيلة بائعة الذكريات الشخصية الانفصامية والموسيقي والمهرج)، سواء الذكريات المسيطرة على الموسيقي وآلاته بشكل عام أو فكرة المهرج الشغل الشاغل لشخصيات المسرحية وصمام الأمان لنهايتها.
وهنا يظهر الدور الاجتماعي لشخصية المهرج حسب المؤلف – نفسيا واجتماعيا – حيث يقاوم الملل والرتابة ويقاوم أيضا العنف والتعصب، فمن يمارس الموسيقى لا يمكن أن يكون أنانيا متطرفا.
ويذكر هنا أن الكاتب الحسن مختاري يخاطب قيما ترسخت عبر أجيال تقوم حول تقديس العمل الجماعي والتباهي به.
ولم يكتف الأستاذ الحسن مختاري بحالة الآلات الموسيقية، بل نقل نبض الحالة الموسيقية إلى أفكار الشرير من خلال شخصية بائعة الذكريات (الآلات الموسيقية والشرير)، فقد ألقى الضوء على الحروب الموسيقية وحالة الارتباك المصاحبة والمؤثرة في حالة الجمع بين آلتين موسيقيتين.
هي مسرحية تقترب من رسالة للطفل بضرورة التسامح والتعاون، وبأنه جزء لا يتجزأ من الحياة الانسانية ولا تستقيم الحياة بلا أعمال الخير وممارسة العمل الجماعي ومحبته فهي أحد أدوات الحياة.
حقا لم تتوقف الحالة الإبداعية للفنان الحسن مختاري الذي أرهق من كتبوا عن إبداعاته الفنية والمسرحية.
عن موقع: فاس نيوز ميديا