حين تسمع نائبا لرئيس جماعة يلخص مهام جماعته في: ” لا تصدر الجماعة إلا عقودا للازدياد” تحس بمرارة هذا الشاب الذي تقدم أول مرة للانتخابات وفاز بمقعد دائرته المحلية. تحس بحسرة هذا الشاب الذي كان بالأمس القريب يقود حملته الانتخابية وهو يوزع أوراقا مزينة بطائر جميل، ويتحدث بروح واثقة مفعمة بالآمال، وهو يوضح للمواطن كيف أن علامة على المربع المخصص لهذا الطائر ذي الهديل الجميل، سيحملك على جناحيه ويعلو بك عاليا حيث ” الشغل والتعليم والصحة” أساسيات ستلج إليها بدون علامات قف، ستنمحى علامات قف من قاموس المستشفيات والمدارس وأسواق الشغل، ستلج إليها وراسك شمخ إلى علياء السماء. يرى هذا الشاب الذي كان مفعما بالآمال، كيف أن آماله تحولت إلى آلام جعلته يعلن أسفه بطريقة: ” لا تنتظروا شيئا غير الاعتراف بأنكم ولدتم في هذه الجماعة، وأن كل الآمال كانت أحلاما”.
الواقع اليوم يكشف عن شح كبير في كل شيء، وأن أرض جماعته لم تعد تنتج إلا خلافات وصراعات وضرب تحت الحزام. فقد الجميع البوصلة فتاهوا كلهم عن الطريق، كلهم ينتظرون شخصية هلامية تملأ السماء علهم يستظلون في ظلالها ويأتمرون بأوامرها ويقتاتون على فتات موائدها. ينتظرون شخصية هلامية تنجيهم من أسئلة المواطن، وتقودهم حيث يجدون الكراسي بلا مسؤوليات ولا محاسبة ولا خوف من الزوال. ولكن هيهات، ذلك زمن ولى، ولن يعود.
المواطن الطيبي انقلب عليه الزمن، حاصرته الظروف المزرية، تمددت سلة الممنوعات حتى ضمت أساسيات الحياة، لم يعد التعليم والصحة والشغل شعارات، بل أصبح الماء والكهرباء ومقعد لابنه في مدرسة قريبة، ووسيلة نقل تخفف عنه الانتظار في الطابور اليومي أملا يحتاج إلى نضال. ولم تزهر إلا الخلافات حيث وجدت مرتعا، لها فنمت وترعرعت وأطلقت أغصانها في كل اتجاه.
لما وجد المواطن بأولاد الطيب نفسه مكبلا بعقال وضعية تميزت بمنسوب يأس عال، أخذه تفكيره البسيط إلى محاولة كسر القيد عله يستطيع تجاوز الوضع المرير الذي حول نور حياته إلى ظلام، فأطلق أول نداء للمجلس الجماعي من أجل العودة إلى الرشد، والتفكير في المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، فالزمن يهدر، وستجدون نسخا منه مرفقة بهذا التقديم، الذي ستتبعه قراءات وتحليلات، قد لا تعجب البعض ولكنها الطريق إلى الخلاص.
عن موقع: فاس نيوز