في تقرير مثير للجدل، هاجمت بي بي سي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه، متسائلة عن كيفية نجاح النظام في تدمير المعارضة السياسية في البلاد. التقرير يسلط الضوء على سلسلة من القرارات الحكومية التي أثرت سلباً على أكثر من 75 مليون مصري، من بينها رفع أسعار الخبز المدعم، قطع الكهرباء، ارتفاع أسعار الوقود، وزيادة معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.
ويشير التقرير إلى أن هذه القرارات التي لا يمكن أن تتخذ إلا بإيعاز مباشر من السيسي، مرت دون معارضة تذكر، حيث نجح النظام في تقييد حرية الرأي والتعبير من خلال تمرير قوانين صارمة تسمح بالاعتقال لمجرد الانتقاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المئات من النشطاء والسياسيين يقبعون في السجون بتهم نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعات محظورة.
كما يوضح التقرير أن النظام يعتمد على وسائل متعددة لكبح المعارضة، بما في ذلك الاعتقال والاخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون، مثلما حدث للباحث الإيطالي جوليو ريجيني. وتعتبر قوانين مكافحة الإرهاب أحد الأدوات الرئيسية التي يستخدمها النظام لتعقب الصحفيين والنشطاء.
وفي السياق الانتخابي، يشير التقرير إلى أن النظام المصري يمارس تضييقًا شديدًا على المرشحين المحتملين، مما يجعل أي فرصة للمعارضة لتولي الحكم مستحيلة. المثال البارز هو حالة المرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، الذي انسحب من السباق الانتخابي بعد اتهامه للحكومة بوضع عقبات أمام أنصاره، وحُكم عليه بالسجن ومنع من الترشح للانتخابات لمدة 5 سنوات.
وفي النهاية، يدعو تقرير بي بي سي إلى ضرورة الإصلاحات الجذرية لضمان حرية الرأي والتعبير والسماح بوجود معارضة حقيقية تعمل من أجل مصلحة الشعب المصري.
عن موقع: فاس نيوز