تعيش مقاطعة جنان الورد وضعاً استثنائياً حيث تحولت إلى أكبر مصدر للسوق السوداء في المغرب، خصوصاً في مجالات صناعة النسيج والأحذية، المئات من المعامل السرية تعمل في ظروف خطيرة وغير قانونية تحت طبقات أرضية، حيث تفتقر لأدنى شروط السلامة الصحية والجسدية، مما يعرض حياة آلاف العمال للخطر يومياً.
في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة، تعتمد آلاف الأسر في المنطقة على هذه المعامل كمصدر رئيسي للرزق، مما يجعل من الصعب على السلطات التدخل بشكل صارم دون التفكير في العواقب الاجتماعية والاقتصادية.
و بحسب المعطيات الأولية المتوفرة لفاس نيوز ميديا، تشير إلى أن الأحياء السكنية في جنان الورد تحولت إلى مناطق صناعية غير رسمية، تعج بالمعامل التي تعمل خارج إطار القانون.
و تتيح هذه المعامل السرية كميات كبيرة من المنتجات التي تُباع في السوق السوداء، مما يؤثر سلباً على الاقتصاد الرسمي ويزيد من التحديات التي تواجهها الحكومة في تنظيم هذه الصناعة، ومع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد المخاوف من حدوث كوارث نتيجة الظروف غير الآمنة التي يعمل فيها العمال.
أمام هذا الوضع المعقد، تجد السلطات نفسها أمام امتحان صعب: هل تتخذ إجراءات صارمة لإغلاق هذه المعامل وحماية حياة العمال، أم تتبنى مقاربة أخرى تأخذ بعين الاعتبار الأهمية الاقتصادية لهذه المعامل في ضمان قوت آلاف الأسر؟ الحلول المقترحة تتضمن تنظيم هذه الصناعة وتحويلها إلى منشآت قانونية تتبع معايير السلامة والصحة، بالإضافة إلى توفير برامج دعم اقتصادي للأسر المتضررة، وتوعية العمال وأصحاب المعامل بأهمية الامتثال للقوانين.
و دعى متتبعون للشأن المحلي الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومتوازنة لضمان سلامة الجميع وتعزيز الاقتصاد الرسمي.
المصدر : فاس نيوز ميديا