مقال رأي – تزداد في فصل الصيف حالات الإسهال المعوي وهذا راجع لطبيعة الطقس الحار، الذي يؤدي إلى تغيير في العادات اليومية للإنسان نظرا لإرتياد المسابح والتعرض لمياه ملوثة بالإضافة الى إستهلاك طعام تالف بفعل إرتفاع درجة الحرارة الذي يشكل بيئة مواتية لنمو وتكاثر الكائنات الدقيقة كالفيروسات والميكروبات وأيضا تكاثر الذباب والحشرات.
و الجدير بالذكر، فإن الإسهال الصيفي يعد سببا رئيسيا في استشفاء الأطفال الصغار وكبار السن وكذا الأشخاص ذوو الأمراض المزمنة نظرا لضعف مناعتهم وتعرضهم لمضاعفاته خاصة الإجتفاف والإنتان.
هذا و لتعريف الإسهال الحاد ،لابد من الإشارة أنه يعتبر خروجا لبراز رخو أو مائي ثلاث مرات فأكثر في فترة 24 ساعة نظرا لإصابة الجدار المخاطي للجهاز الهضمي مع ظهور شرائط دم ومخاط في بعض الحالات.
يتزامن حدوث الإسهال مع تكون غازات، مغص ،آلام البطن ،غثيان، حاجة ملحة للتبرز في أغلب الحالات ، وفي بعض الاحيان نشهد لدى المريض براز دموي إذا كان الإسهال ناجما عن عدوى عضوية أو مادة سامة.
يعتبر الإسهال المائي إصابة خفيفة ويسهل الشفاء منه، في حين يكون الإسهال المدمم سببا في تعرض الجسم لفقدان الدم والسوائل وبالتالي حدوث الاجتفاف ونقص في كهارل الدم مما يؤدي إلى شعور بالضعف والعطش، اضطراب في دقات القلب ،صداع، دوخة وفقدان إنتاج البول مع الإغماء، في الحالات القصوى.
من أهم أسباب الإلتهابات المعوية، نجد تلوث المياه والطعام بالجراثيم ،كالسالمونيلا،الإشريكية القولونية، الأميبا، الفيروس المعوي والفيروس العجلي وبالتالي تكون العدوى بالفيروسات أو البكتيريات أو الطفليات. وفي حالات قليلة يكون الإسهال ناتجا عن إستهلاك بعض الأدوية.
في أغلبية الحالات ،يتعافى الجسم من تلقاء نفسه ويزول السبب خلال 24 او 48 ساعة وذلك بتعويض الجسم السوائل المفقودة مع المضادات الحيوية في بعض الحالات و البروبيوتيك الذي يعتبر مكملا غذائيا يحتوي على ميكروبات حية تهدف إلى الحفاظ و تحسين البكتيريا الجيدة.
و في حالة مضاعفات الإسهال ،يتم إستشفاء المريض لإنجاز الفحص السريري المدقق و اختبارات فورية مع تزويده بالسوائل والدواء في الوريد.
للوقاية من الإسهال ،يجب إحترام النصائح التالية:
- الإهتمام بالنظافة وغسل اليدين جيدا وبإستمرار.
- التأكد من نظافة الطعام والماء قبل تناولهما.
- شرب الماء بكمية كافية.
- تبريد الأطعمة جيدا .
- إحترام الشروط الصحية في المواد الغذائية المعروضة.
- طبخ الأطعمة جيدا و خاصة البيض.
- تنظيف خزانات المياه وتعقيمها.
- غسل السكاكين وألواح التقطيع.
- إستهلاك الحليب المغلى و المعقم.
- التقليل من تناول الطعام الحار ومشروبات الكافيين والأطعمة الذهنية.
- تجنب التدخين.
بقلم : الدكتورة نجاة خليل ،طبيبة إختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي و الكبد
المصدر : فاس نيوز ميديا