في ظل استمرار الحرب للشهر العاشر في قطاع غزة، تتصاعد المخاوف من أزمة صحية وبيئية خطيرة تهدد السكان المحاصرين. وفقًا لتقرير نشرته المنظمة الهولندية غير الحكومية “باكس” يوم الخميس، فإن قطاع غزة أصبح الآن “غارقًا” تحت جبل من النفايات والأنقاض، مما يشكل مصدرًا للأمراض والتلوث.
تقول أم ناهد أبو شعر، وهي أم تبلغ من العمر 45 عامًا تعيش في مخيم للنازحين في دير البلح وسط قطاع غزة: “نحن نعاني فقط، ولا نعيش”. وتضيف: “الحرارة والأمراض والذباب والبعوض… كل هذا يؤذينا”. وتشير إلى أنهم لم يعودوا قادرين على النوم ليلاً بسبب رائحة مياه الصرف الصحي، حيث توقفت محطات الضخ عن العمل يوم الثلاثاء بسبب نقص الوقود.
في قطاع غزة المنهك، الذي حُرم من إمدادات الكهرباء منذ تسعة أشهر بسبب الحصار الإسرائيلي، تخشى البلدية من “كارثة صحية وبيئية” تهدد أكثر من 700 ألف شخص. وقد أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس في غزة مساء الخميس عن اكتشاف وجود فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي، وذلك بالتنسيق مع اليونيسف.
وفقًا لتقرير نشرته منظمة أوكسفام يوم الخميس، انخفضت كمية المياه المتاحة في غزة بنسبة 94٪ منذ 7 أكتوبر، وهو تاريخ بدء الحرب. وتتهم المنظمة إسرائيل باستخدام المياه “كسلاح حرب”، مما يتسبب في “كارثة صحية قاتلة”. وأصبحت كمية المياه المتاحة للفرد في غزة 4.74 لتر يوميًا فقط، وهو “أقل من ثلث الكمية الدنيا الموصى بها في حالات الطوارئ”.
تحذر منظمة “باكس” من تشكل “حساء كيميائي” ناتج عن تراكم المعادن الثقيلة من القصف المتكرر، والذي قد يلوث المياه الجوفية والتربة في نهاية المطاف. وتتوقع المنظمة أنه إذا كان الخطر وشيكًا على غزة، فإن المنطقة بأكملها قد تواجه قريبًا مشاكل خطيرة في النظم البيئية والصحة العامة.
وسط هذه الظروف الصعبة، يستمر سكان غزة في المعاناة من الجوع والأمراض المعدية، مع تزايد مخاطر الإصابة بالجرب والجدري المائي والطفح الجلدي وانتشار القمل، وفقًا لما ذكره الأطباء في الميدان.
عن موقع: فاس نيوز