في خطاب متشدد ومناوئ للسلام، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء الولايات المتحدة وإسرائيل إلى “البقاء متحدتين” في مواجهة ما وصفه بتهديد حركتي حماس وإيران، مدافعاً بقوة عن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ومستنكراً المتظاهرين المناهضين لها.
وقال نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي المنقسم بعد أكثر من 9 أشهر من الحرب في غزة: “لكي تنتصر قوى الحضارة، يجب على أمريكا وإسرائيل البقاء متحدتين”. وتلقى تصفيقات حادة من النواب الجمهوريين.
ووصف نتنياهو إيران بأنها “محور الإرهاب” الذي “يتحدى الولايات المتحدة وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. ليست هذه صراعاً بين الحضارات، بل صراعاً بين البربرية والحضارة”.
وحظي نتنياهو بعشرات مرات بالتصفيق المستمر من الحزب الجمهوري، فيما قاطع أكثر من 60 نائباً ديمقراطياً بينهم السيدة نانسي بيلوسي خطابه احتجاجاً على إدارته للحرب في غزة التي أسفرت عن آلاف القتلى الفلسطينيين وكارثة إنسانية بحسب وزارة الصحة في غزة.
ونظم آلاف المتظاهرين وقفة احتجاجية حول الكابيتول مطالبين بوقف المساعدات الأمريكية لإسرائيل وواصفين نتنياهو بـ “مجرم الحرب”، كما أحرقوا علم الولايات المتحدة.
ورد نتنياهو على ذلك قائلاً: “لدي رسالة لهؤلاء المتظاهرين: عندما يصفق لكم ويمولكم طغاة طهران الذين يشنقون المثليين على رافعات البناء ويقتلون النساء اللواتي لا يغطين شعرهن، فأنتم أصبحتم رسمياً أغبياء إيران المفيدين”.
وطالب نتنياهو الولايات المتحدة بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل “لتسريع نهاية الحرب”، مشيراً إلى أن إسرائيل “لا تحمي نفسها فحسب بل تحمي أمريكا أيضاً.. أعداؤنا هم أعداؤكم، ومعركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم”.
كما أكد أن إسرائيل ستفعل “كل ما يلزم لاستعادة الأمن” على حدودها الشمالية مع لبنان، معرباً عن اعتقاده بإمكانية “تحرير الرهائن” الذين تحتجزهم حماس، شاكراً الرئيس جو بايدن.
ولفت إلى أن نوعة أرغاماني البالغة من العمر 26 عاماً والتي كانت رهينة سابقة، كانت بين الحاضرين لسماع خطابه.
والمرة هي الرابعة التي يلقي فيها نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس، وهو رقم قياسي لزعيم أجنبي.
وسيلتقي نتنياهو الرئيس بايدن الخميس، حيث توترت العلاقات بينهما.
ومن المقرر أن يزور نتنياهو منتجع ترامب في مارالاغو بفلوريدا يوم الجمعة، حيث يجمعه بترامب توافق سياسي ودعم متبادل،إذ شكر نتنياهو ترامب “على كل ما فعله لإسرائيل” بما في ذلك اتفاقيات إبراهام.
وتأتي زيارة نتنياهو في وقت سياسي ملتهب بعد انسحاب بايدن من سباق الرئاسة. وأبدت إدارة بايدن في الأشهر الأخيرة انزعاجها من عواقب الرد الإسرائيلي على هجوم حماس، مشددة على حماية المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية. وتحدث نتنياهو أيضاً عن مرحلة ما بعد الحرب متعهداً بعدم “إعادة احتلال” الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى “نزع السلاح ونزع التطرف” من غزة بدعم من “إدارة مدنية فلسطينية لا تسعى لتدمير إسرائيل”.
لكنه لم يذكر دولة فلسطينية، مما يعكس الهوة الكبيرة بين واشنطن وتل أبيب حول هذه المسألة.
عن موقع: فاس نيوز