إدراج مسجد باب بردعيين بمكناس ضمن التراث الوطني : خطوة هامة للحفاظ على الموروث الثقافي المغربي
إدراج مسجد باب بردعيين بمكناس ضمن التراث الوطني : خطوة هامة للحفاظ على الموروث الثقافي المغربي

إدراج مسجد باب بردعيين بمكناس ضمن التراث الوطني : خطوة هامة للحفاظ على الموروث الثقافي المغربي

في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي والديني للمملكة، أدرجت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بناءً على طلب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مسجد باب بردعيين بمكناس ضمن قائمة التراث الوطني.

و بحسب مصادر متعددة، يُعتبر هذا المسجد، الذي يقع في قلب المدينة العتيقة لمكناس، من المعالم التاريخية البارزة في تاريخ الهندسة والثقافة المغربية.

و تسهم هذه الخطوة في الحفاظ على المسجد ومختلف المساجد التاريخية الأخرى للأجيال القادمة، وتُعزز من دورها كشواهد على التاريخ الهندسي والروحي للمغرب، يعود تاريخ بناء مسجد باب بردعيين إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل، أحد الشخصيات البارزة في التاريخ المغربي، حيث تم افتتاحه عام 1709 بأمر من خناتة بنت بكار، إحدى زوجات السلطان.

و خلال فترة بنائه، لعب هذا المسجد دورًا أساسيًا في المشهد العمراني لمكناس، التي كانت آنذاك عاصمة المملكة، وكانت مئذنته تمثل رمزًا لقوة وعظمة الحكم العلوي، يمتد المسجد على مساحة تفوق 620 مترًا مربعًا، وقد تم تشييده وفق التصميم المعماري المريني، وقد حظيت هذه المعلمة باهتمام العديد من السلاطين على مر السنين، ومن بينهم السلطان مولاي محمد بن عبد الله والسلطان مولاي يوسف، اللذان قاما بأعمال ترميمه.

تاريخيًا، واجه المسجد تحديات عدة، منها انهيار صومعته عام 2010 نتيجة هطول أمطار غزيرة. لكن، وبناءً على توجيهات الملك محمد السادس، تم إعادة بناء المنارة وفقًا لمواصفاتها التاريخية، حرصًا على الحفاظ على أصالتها.

أما اسم “باب بردعيين”، فيعود إلى البوابة التاريخية الضخمة التي أنشأها السلطان مولاي إسماعيل خلال القرن السابع عشر، والتي سُميت نسبةً لمصنعي السرج الذين سكنوا الساحة المجاورة. تتميز البوابة بشكلها الضخم الذي يهيمن على شمال المدينة، حيث يُبرز برجان كثيفان جمالية المعلم.

إن إدراج مسجد باب بردعيين يأتي ضمن استراتيجية شاملة للحفاظ على التراث الديني المغربي. وقد تم في مدينة مكناس إدراج ثلاثة مساجد أخرى ضمن قائمة التراث الوطني، وهي مساجد النجارين ولالة عودة ومسجد روى. ولا تقتصر هذه الجهود على مكناس فحسب، بل تشمل أيضًا معالم دينية أخرى في مدينتي فاس ومراكش.

و في تصريح إعلامي له، أكد فؤاد مهداوي، المدير الجهوي للثقافة بجهة فاس – مكناس، أن حماية المباني التاريخية والمعالم الأثرية تُعتبر أولوية أساسية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلك في إطار تنفيذ القانون 80-22 كما تم تغييره وتتميمه، وأضاف أن هذه العملية تتم بالتعاون مع عدة قطاعات حكومية تُشرف على أنواع وأشكال متنوعة من التراث المبني والحضري.

و أوضح مهداوي أن الوزارة قد عملت على إدراج 11 مسجدًا ضمن لائحة التراث الوطني، جميعها تقع في المدن الإمبراطورية، وذلك حفاظًا على قيمتها التاريخية، مشيراً إلى أن هذه العملية تُعتبر مرحلة أولى، تهدف إلى إدراج عدد أكبر من المساجد التاريخية، قد يصل عددها إلى 976 مسجدًا وفقًا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

و أكد أن هذه المساجد، التي تم اختيارها لقيمتها الحضارية والتاريخية، تُعتبر مرجعًا لتاريخ الفن الإسلامي والمعارف والمهارات الهندسية والزخرفية التي يتمتع بها الصناع التقليديون بالمملكة.

و اختتم بالقول إن “الاهتمام الذي تحظى به العمارة الدينية يعكس الجهود المبذولة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل للحفاظ على المآثر التاريخية والنسيج الحضري التاريخي، وخاصة الحماية القانونية لتراثنا الوطني”.

المصدر : فاس نيوز ميديا