في اجتماع مطول عقدته الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2024، خرجت الهيئة ببيان شديد اللهجة، طالبت فيه باستقالة رئيس مجلس جماعة فاس ومكتبه. وأكد الحزب أن هذا الطلب يأتي على خلفية “فشل واضح” في تدبير الشأن العام المحلي للمدينة، لا سيما في ظل غياب حصيلة ملموسة بعد مرور نصف الولاية، الأمر الذي جعل الكتابة الإقليمية تعبر عن استيائها العميق من التراجع الحاد في العديد من الخدمات الجماعية.
انتقادات لاذعة حول النظافة والنقل وصيانة المساحات الخضراء
وأشارت الكتابة الإقليمية إلى التدهور الكبير في خدمات القرب، مثل النظافة وصيانة المساحات الخضراء والنقل العمومي، وهي القطاعات التي تعاني من ضعف الأداء وسوء التسيير. وقد انعكس هذا الفشل في تدني مستوى الحياة اليومية للسكان، حيث أصبحت فاس تعيش حالة من التردي على مستوى الخدمات، خصوصاً في ظل تزايد الاحتياجات نتيجة التحضيرات لعدة تظاهرات عالمية وقارية منتظرة بالمدينة.
كما تساءل البيان عن مدى القدرة الحقيقية لرئيس جماعة فاس على الاستمرار في تسيير شؤون المدينة، مشيراً إلى ما اعتبرته الهيئة “ابتزازاً وتهافتاً على الغنائم”، وهو ما أثر بشكل كبير على مردودية المجلس الجماعي، الذي أصبح غير قادر على تقديم حلول جادة ومستدامة للمشاكل التي تواجهها المدينة.
مجلس جماعة فاس في مرمى نيران العدالة والتنمية
لم يقتصر الانتقاد على أداء المجلس البلدي فقط، بل تعداه إلى الحديث عن الفشل في تدبير دورات المجالس واللجان الدائمة، حيث أظهرت الدورة الاستثنائية الأخيرة للمجلس ـ بحسب البيان ـ حالة من العشوائية وعدم الجاهزية، تجسدت في كيفية تناول ملف النظافة. واستغربت الكتابة الإقليمية إدراج نقطة تتعلق بالمصادقة على تمويل مشروع تهيئة ساحة فلورانسا بعد وضع الشركة المكلفة بلوحات الأشغال، مما يثير تساؤلات جدية حول مدى الشفافية والالتزام القانوني في تسيير الملفات الكبرى بالمدينة.
الوضع السياسي.. هجوم على التحالف الحكومي
وفي نفس السياق، نددت الكتابة الإقليمية بالهجمات المتكررة على الحزب وقيادته من قبل بعض قيادات التحالف الحكومي، واعتبرتها محاولة للتغطية على الفشل المتواصل في تدبير الشأن العام على المستوى الوطني. وأكدت دعمها القوي لمواقف الأمين العام للحزب، الذي لم يتوان عن فضح توجهات وصفها الحزب بأنها تهدف إلى “إفساد المجتمع وتمييع الحياة السياسية”، مشددة على ضرورة التمسك بمكتسبات المواطنين وخاصة الفئات الهشة.
الكتابة الإقليمية تدعو إلى إنقاذ المدينة
البيان لم يقف عند حدود النقد، بل دعا إلى إنقاذ المدينة من الممارسات البائدة التي تضر بمصالح الساكنة. وحث مناضلي الحزب ومنتخبيه على مواصلة جهودهم النضالية لتعزيز قيم الشفافية والنزاهة في تدبير الشأن العام. كما وجه نداءً مفتوحاً إلى كل القوى السياسية والمدنية في فاس للتعاون من أجل إيجاد حلول جذرية، والقطع مع الابتزاز والتهافت على المصالح الشخصية.
التضامن مع الشعب الفلسطيني
على الصعيد الدولي، لم تغفل الكتابة الإقليمية تسليط الضوء على ما وصفته بـ”جرائم الإبادة الهمجية” التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة. وأكد البيان دعم الحزب الكامل للمقاومة الفلسطينية ورفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، داعيةً المواطنين في فاس إلى المشاركة في الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لملحمة طوفان الأقصى.
ختاماً، يبقى السؤال الأبرز الذي طرحه الحزب هو: من يدير فعلياً شؤون مدينة فاس؟
عن موقع: فاس نيوز