في اكتشاف علمي مثير قد يغير فهمنا للحياة والموت، توصل باحثون من جامعة واشنطن في سياتل إلى اكتشاف حالة بيولوجية جديدة تقع بين الحياة والموت. هذه الحالة، التي تم اكتشافها في خلايا مستخرجة من أجنة ضفادع ميتة، تعد بفتح آفاق جديدة في مجال الأبحاث البيولوجية، وتحديدًا في الطب التجديدي.
الباحثون وجدوا أن خلايا الضفادع التي خضعت للتجارب في أطباق بيتري المختبرية استطاعت التكيف مع بيئتها الجديدة بل وأدت وظائف تتجاوز مهامها الطبيعية، مثل استخدام أهدابها للتنقل. هذه الأهداب تُستخدم عادة في الكائنات الحية لتحريك المخاط، وليس لتحريك الخلايا نفسها. الدراسة كشفت أن هذه الخلايا، على الرغم من كون الكائن الأصلي ميتًا، اكتسبت نوعًا جديدًا من الحياة بفضل شروط معينة تتعلق بتزويدها بالمغذيات، الأكسجين، أو الإشارات الكهربائية والكيميائية.
وأشار الباحثون إلى أن هذا التحول يتم بفضل نظام مخفي من الدوائر الكهربائية في الخلايا، وهو ما يعيد تنشيطها ويمنحها قدرات لم تكن تمتلكها في الأصل. هذه النتائج جاءت بعد تجارب مشابهة أجريت في جامعة تفتس عام 2020، حيث تم تحويل خلايا جلدية ضفادع إلى “كائنات هجينة” قادرة على الحركة ونقل حمولات، وتمت إعادة التجربة على خلايا بشرية لاحقًا.
إذا أثبتت هذه التجارب نتائجها على أنواع أخرى من الخلايا، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير التعريف القانوني للموت، ويفتح الباب أمام استخدامات طبية واسعة في مجال الطب التجديدي، الذي يدرس تجدد الخلايا والأنسجة داخل الجسم البشري.
هذا الاكتشاف يطرح تساؤلات حول الحدود التقليدية بين الحياة والموت، ويعطي أملًا جديدًا في معالجة الأمراض المستعصية وتجديد الأنسجة التالفة.
عن موقع: فاس نيوز