من أعماق نواحي تاونات : الفنان عسّو يناشد قلوب الرحمة من أجل حياة كريمة

في قلب منطقة أملايو بجماعة فناسة باب الحيط، يعيش الفنان الجبلي بوجمعة المدني، الشهير بلقب “عسّو”، أوضاعًا معيشية قاسية لا تليق بمسيرته الفنية الطويلة و التي خدم بها التراث الشعبي. ورغم تجاوزه الستين من العمر، لم يتمكن “عسّو” من تأمين سكن يليق به وبأسرته، إذ يقيم في غرفة طينية متواضعة، حيث لا تتوفر على أبسط مقومات العيش الكريم.

مسيرة “عسّو” الفنية، التي جعلت منه نجمًا في فن الغيطة الجبلية، لم تنجح في تغيير واقعه الاجتماعي؛ إذ ظل على مدار سنوات طويلة صوتًا ينبض بأهازيج الجبال وحكاياتها، مقدما فناً تراثياً أثار إعجاب الجمهور المحلي والدولي.

ومع ذلك، فإن وضعه المعيشي المتردي يعكس صعوبة الواقع الذي يعيشه عدد كبير من الفنانين الشعبيين في المغرب، ممن لا يجدون دعماً يؤمن لهم الاستقرار.

وبالرغم من إسهاماته الفنية ودوره في حفظ التراث الجبلي، يجد “عسّو” اليوم نفسه عاجزًا عن توفير قوت أسرته أو حتى بناء منزل بسيط يضمن لهم الاستقرار. حيث يضطر، في ظل غياب أي مدخول ثابت ووسط تقدم العمر، لمناشدة ذوي القلوب الرحيمة من أبناء وطنه ومن الجهات المعنية لتقديم يد العون له، لعلّها تخفف من عبء الحياة الذي يثقل كاهله.

كما أن مؤخرًا فعاليات مدنية وشخصيات من دوار أملايو، التفتت إلى معاناة “عسّو” ونظمت حفلًا تكريميًا له، استذكارًا لإسهاماته وإبرازًا لدوره في خدمة الفنون الشعبية. وضم الحفل شهادات مؤثرة من أبناء المنطقة الذين استحضروا لحظات من مشواره الحافل، مؤكدين مكانته كأحد رموز الفن الجبلي. تخللت الحفل فقرات موسيقية تكريمية وفواصل استذكرت إبداعاته، مما أضفى عليه طابعًا مؤثرًا ونابعًا من القلب.

ويبقى أمل “عسّو” وأسرته في الحصول على التفاتة إنسانية تحفظ له ولأسرته كرامتهم، وفي دعم يمنحه الفرصة للعيش بكرامة بعيدًا عن قسوة الظروف التي يعيشها فنان أعطى الكثير لتراث وطنه.

المصدر: فاس نيوز