في ظل ساعات قليلة تفصلنا عن موعد انتخاب رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس-مكناس، يشهد القطاع المهني حالة من الترقب المشوب بالقلق، وسط منافسة شرسة بين المرشحين الرئيسيين، عبد المالك البوطيين وناجي الفخاري.
ويعود عبد المالك البوطيين، الرئيس السابق المعزول بعد قرار قضائي بفقدانه أهلية المنصب لعدم توفره على الشهادة الابتدائية، (يعود) إلى الساحة بعد حصوله على الشهادة اللازمة. من جهته، ينافسه الناجي الفخاري، الذي شغل رئاسة الغرفة سابقًا بين عامي 2009 و2015، ويُعتبر من أبرز الأسماء المهنية والسياسية في قطاع الصناعة التقليدية.
فمع اقتراب يوم الحسم، تتزايد الأصوات المنتقدة للفساد الانتخابي، حيث تشير مصادر إلى ظاهرة “شراء الدمم”، بدءًا من الناخبين الصغار الذين يبيعون أصواتهم بمبالغ زهيدة، وصولًا إلى الناخبين الكبار الذين يتلقون مبالغ ضخمة لتحديد مصير الرئاسة. هذه الممارسات، وفقًا للصناع التقليديين، تعكس مشهدًا انتخابيًا يفتقر إلى النزاهة ويمس بمصلحة المهنيين.
وفي ظل هذه الأجواء، يوجه الصناع التقليديون نداءً صريحًا إلى والي جهة فاس-مكناس، معاد الجامعي، يطالبونه بالتدخل الحازم لضمان نزاهة العملية الانتخابية، وقطع الطريق أمام الممارسات التي تؤثر سلبًا على مستقبل الصناعة التقليدية.
ومع كل هذا الجدل، يتطلع الصناع التقليديون إلى قيادة جديدة تحمل رؤية حقيقية للنهوض بالقطاع، بعيدًا عن الحسابات السياسية والمصالح الشخصية. يبقى السؤال: هل ستفرز الانتخابات المقبلة قيادة تضع مصلحة الصناع التقليديين في مقدمة الأولويات، أم أن مسلسل “شراء الأصوات” سيستمر في رسم ملامح المشهد الانتخابي؟
ختاما، تُعتبر هذه الانتخابات محطة حاسمة في تاريخ الغرفة، حيث يترقب الجميع بفارغ الصبر ما ستسفر عنه الساعات المقبلة في قاعة عمالة فاس، تحت إشراف والي الجهة.
عن موقع: فاس نيوز