في جواب له خلال جلسة برلمانية، أكد السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على النجاح الذي تحققه مدارس الريادة في المغرب، مشيراً إلى النتائج الإيجابية التي تحققت في السنوات الأخيرة. وقال الوزير إن الهدف الأساسي من هذه المدارس هو ضمان تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ، مهما كان مستواهم الدراسي، مشدداً على أن هذه المؤسسات تهدف إلى تعزيز فرص التعليم لأكبر عدد من الأطفال، بما يتماشى مع رؤية الوزارة لتوسيع نطاق التعليم الرياضي في البلاد.
وأكد الوزير أن الوزارة بدأت، في العام الماضي، بتدشين 600 مدرسة رياضية استفاد منها 300 ألف طفل، بينما شهد العام الحالي توسعاً كبيراً حيث بلغ عدد المدارس الرياضية 2000 مدرسة تضم حوالي مليون و300 ألف طفل في التعليم الابتدائي والإعدادي. وأضاف الوزير أن العدد في التعليم الثانوي قد وصل إلى 230 مدرسة رياضية.
وأشار الوزير إلى أن التجربة أثبتت فاعليتها من خلال نتائج ملموسة على مستوى التلاميذ، حيث تم اختبار 100 سؤال على تلاميذ مدارس عادية ومدارس رياضية، وبينما أظهر تلاميذ المدارس العادية نتائج أقل، فقد أظهر تلاميذ مدارس الريادة تحسناً كبيراً في أدائهم، حيث أجابوا على 60 سؤالاً مقارنة بـ 40 سؤالاً فقط في المدارس العادية.
ورغم هذه النتائج المشجعة، فقد لم يغفل الوزير عن التحديات التي يواجهها النظام التعليمي في المغرب. فقد تطرق إلى انتقادات بعض النواب حول غياب الشفافية في التقييمات وعدم وجود تقييم مستقل للنتائج. وطالب الوزير بضرورة تعزيز مبدأ الشفافية في تنفيذ هذه البرامج وفي تقييم نتائجها لضمان فعالية أكبر في المستقبل.
من جانبها، عبرت السيدة النائبة المعارضة عن قلقها من غياب الشفافية والمساءلة الفعّالة في البرنامج، مشيرة إلى أن النظام ما زال في مرحلة تجريبية وقد يحتاج إلى مراجعة وتعديل قبل أن يتم تعميمه على نطاق أوسع. كما أكدت أن الإصلاحات التي يتم تطبيقها في التعليم المغربي لم تحقق بعد التغيير الجذري المطلوب في الوضعية التعليمية، وهو ما يظهر من خلال الأرقام التي لا تزال تشير إلى وجود مشاكل في النظام التربوي في البلاد.
وأشارت السيدة النائبة إلى أن المغرب لا يزال في المراتب الأخيرة في التصنيفات الدولية الخاصة بالتعليم، مما يطرح العديد من الأسئلة حول أولويات الحكومة في تحسين التعليم العمومي، خاصة في ظل تزايد عدد التلاميذ الذين لا يحققون النجاح المطلوب.
وفي ختام الجلسة، أشار الوزير إلى أن الوزارة تدرك تماماً التحديات التي تواجهها، وهي بصدد اتخاذ خطوات لتحسين الوضع الحالي. وأكد على أهمية الاستمرار في تطوير مدارس الريادة، مشدداً على أن الهدف الأساسي يبقى تحسين جودة التعليم، وتوفير فرص متكافئة للتلاميذ في جميع أنحاء المملكة، بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أو الجغرافي.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تطبيق الشفافية، وإيجاد حلول فعّالة للمشاكل القائمة، بما يضمن تحسين حقيقي في النظام التعليمي المغربي، وتجنب الوقوع في سيناريوهات تجريبية قد تؤثر سلباً على نتائج الإصلاحات في المستقبل.
المصدر : فاس نيوز