“خربشاتٌ
على حائط الزمن
ومضاتي”
ـ تقديم:
تعتبر الومضة الأدبية فنّاً إبداعيّاً يعتمد على الإيجاز والتكثيف، وهي شكل أدبي حديث يتطلب من القارئ تفعيل خياله وعمقه الإدراكي. والومضة التي بين أيدينا هي أكثر من مجرد ومضة للمبدع نصر سيوب، فهي بمثابة مفتاح لفهم رؤيته الإبداعية ومقاربته للكتابة.
1ـ البُنية اللغوية والصورية:
ـ البساطة والعمق: تتميز الومضة ببساطة لغوية، حيث تتكون من كلمات قليلة تحمل دلالات عميقة.
ـ الصورة البصرية: تستحضر الومضة صورة واضحة وقوية، وهي صورة شخص يكتب أو يرسم على جدار الزمن، مما يعطي انطباعاً بأن الكاتب يعتبر كتاباته كأنها آثار أو رسومات على جدار الزمن.
2ـ الدلالات والمعاني:
ـ الزمن: يمثل الزمن في الومضة بمثابة شاهد على الكتابة، وهو يشير إلى استمرارية الإبداع وتجاوز الزمن.
ـ الحائط: يرمز الحائط إلى الحاجز أو العائق الذي يحاول الكاتب تجاوزه من خلال كتاباته، كما يمكن أن يشير إلى الذاكرة الجماعية التي تودع فيها الكتابات.
ـ الخربشات: قد تبدو الخربشات في البداية وكأنها أعمال عشوائية وغير مهمة، ولكنها في الواقع تحمل في طياتها معاني عميقة وأفكاراً فلسفية، وهو تواضع من الكاتب بوصف إبداعاته بالخربشات.
ـ ومضاتي: تعبر الكلمة عن هوية الكاتب وخصوصية تجربته الكتابية وملكيته الفكرية، وهي بمثابة بصمة شخصية على جدار الزمن.
3ـ الأبعاد الفلسفية:
ـ الوجودية: تعكس الومضة اهتماماً بالوجود الإنساني وزمنيته، حيث يرى الكاتب أن الكتابة هي وسيلة للتعبير عن الذات والوجود في هذه الحياة.
ـ الفنية: تشير الومضة إلى أن الكتابة هي فن، وأن الكاتب هو فنان يخلق عالماً خاصّاً به من خلال كلماته.
ـ التاريخية: تعبر الومضة عن الوعي بالتاريخ والزمن، وأن الكتابة هي وسيلة للمشاركة في الحوار الإنساني عبر الأجيال.
ـ خاتمة:
تعتبر الومضة رغم بساطتها عملا فنيا عميقاً ومعبراً، يعكس فلسفة الكاتب نصر سيوب في الكتابة. فهي تتجاوز كونها مجرد ومضة، لتكون بمثابة مفتاح لفهم رؤيته الإبداعية ومقاربته للكتابة كفن وعملية وجودية.