أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته للسعودية، بنجاح مشروع تحلية مياه البحر في المغرب، مؤكدًا أن الرباط تمكنت من حشد جميع التكنولوجيات اللازمة لمواجهة التحديات المائية في المناطق الريفية والمدن.
تأتي تصريحات ماكرون في وقت يشهد فيه المغرب جهودًا متزايدة لمكافحة نقص المياه، الذي تفاقم بسبب قلة الأمطار على مدى ستة مواسم متتالية. وقد أطلقت الحكومة المغربية عدة مبادرات، بما في ذلك بناء محطات لتحلية المياه، لتعزيز إمدادات المياه الصالحة للشرب والري.
وفي هذا السياق، أشار ماكرون إلى أن المغرب أصبح نموذجًا يحتذى به في مجال تحلية المياه، حيث تعتمد العديد من الدول المجاورة على استراتيجيات مشابهة لمواجهة تحدياتها المائية. وقد أثبتت مشاريع مثل محطة تحلية المياه بأكادير فعاليتها، حيث تنتج 275 ألف متر مكعب يوميًا، مما يسهم في تلبية احتياجات السكان والصناعات.
تعكس تصريحات ماكرون أيضًا الاهتمام الدولي المتزايد بمشاريع تحلية المياه المغربية. فقد أبدت إسبانيا اهتمامًا بتبني نماذج مشابهة، خاصة في مناطق مثل كاتالونيا والأندلس التي تعاني من نقص حاد في المياه. ومن المتوقع أن تستثمر كاتالونيا 290 مليون يورو لتوسيع محطة تحلية المياه “تورديرا 2″، مما يعكس تأثير النموذج المغربي على السياسات المائية الإقليمية.
في يونيو الماضي، أشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن على إطلاق أكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا بمنطقة جماعة المهارزة الساحل بإقليم الجديدة، والتي من المتوقع أن تنتج 300 مليون متر مكعب سنويًا. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين إمدادات المياه لأكثر من 7.5 مليون نسمة، ويأتي ضمن البرنامج الوطني لتوفير مياه الشرب والري للفترة 2020-2027.
تعتبر تصريحات إيمانويل ماكرون حول نجاح مشروع تحلية مياه البحر في المغرب تأكيدًا على الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لمواجهة تحدياتها المائية. ومع تزايد الاهتمام الدولي بنموذج المغرب، يتضح أن الاستراتيجيات المتبعة قد تساهم بشكل كبير في تحسين الأمن المائي وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.
عن موقع: فاس نيوز