في اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي عقد يوم السبت 7 ديسمبر 2024، عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، لتوجيه رسائل قوية حول القضايا السياسية الراهنة في المغرب، مبرزاً التحديات التي تواجه البلاد في ظل الوضع الدولي والمحلي المتغير. وفي مداخلته، التي لاقت اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، حرص بنكيران على توضيح المواقف الحزبية والتأكيد على ضرورة تماسك الصف الوطني في مواجهة العديد من الإشكالات.
افتتح بنكيران مداخلته بالحديث عن أهمية الوحدة الوطنية في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها المملكة، مشدداً على ضرورة أن يعمل الجميع من أجل توحيد الجهود لتجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وقال بنكيران: “إن المغرب يمر بمرحلة دقيقة تستدعي التضافر بين كل القوى الوطنية من أجل ضمان استقرار البلاد وتقدمها”، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لتوجيه الجهود نحو بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
في إطار الحديث عن الوحدة الوطنية، أعاد بنكيران التأكيد على أن الحزب متمسك بالثوابت الدستورية للمملكة، مؤكداً على موقف العدالة والتنمية الثابت في الدفاع عن الهوية الإسلامية للمغرب. كما تناول في مداخلته الخطاب الأخير لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تحدث عن الحريات الفردية، موضحاً أن الحزب يدعم بشكل قاطع الحقوق الفردية، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن هذه الحريات يجب أن تتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية والدستور المغربي.
كما تناول بنكيران في مداخلته بعض الانتقادات الموجهة للحزب، موضحاً أن الهجمات التي تطال العدالة والتنمية لا تخرج عن إطار محاولات البعض تشويه صورة الحزب وإضعافه. وأشار إلى أن هذه الانتقادات هي جزء من “الضغوط السياسية” التي يعيشها الحزب، لكنه شدد على أن حزب العدالة والتنمية سيظل يعمل بثبات من أجل خدمة مصلحة الوطن والمواطنين.
وفي سياق متصل، حذر بنكيران من الانقسام السياسي الذي قد يضعف الجبهة الداخلية في المغرب، مشيراً إلى أن “التراشق السياسي يجب أن يظل ضمن حدود الأدب والاحترام المتبادل، وأن مصلحة الوطن تتطلب توحيد الجهود بدلاً من تصعيد الخلافات”. وأكد أن الحزب لن ينجر إلى أي صراعات غير مجدية، بل سيظل يسعى إلى تقديم حلول عملية وواقعية للمشاكل التي يواجهها المواطنون.
في ختام مداخلته، شدد بنكيران على أن حزب العدالة والتنمية سيظل لاعباً أساسياً في المشهد السياسي المغربي، داعياً أعضاء الحزب إلى تجديد العزم والعمل بروح جماعية من أجل خدمة الوطن. وأضاف: “المغرب بحاجة إلى قوى حية قادرة على التجديد والتفاعل مع المتغيرات الداخلية والخارجية، ونحن في حزب العدالة والتنمية على استعداد لتقديم المساهمة الفعالة في هذا المسار”.
كانت مداخلة عبد الإله بنكيران في اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بمثابة تأكيد على مواقف الحزب الثابتة تجاه قضايا المغرب الجوهرية، ومن أبرزها الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الدستورية. كما عكست المداخلة رغبة الحزب في تجاوز الصراعات الداخلية والتركيز على مصلحة الوطن.
المصدر: فاس نيوز