في اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي عُقد يوم السبت 7 ديسمبر 2024، ألقى عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، خطابًا شدد فيه على العديد من القضايا الجوهرية التي تشكل أولويات الحزب في المرحلة المقبلة. بنكيران بدأ حديثه بالتأكيد على أن المغرب هو بلد إسلامي، له تاريخ طويل في مقاومة الاستعمار والإصلاح بقيادة شخصيات بارزة مثل علال الفاسي ومحمد بن عبد الكريم الخطابي. وذكر أن هذا التراث يجب الحفاظ عليه في ظل التحديات العصرية، مشيرًا إلى أن الهوية الإسلامية تمثل جزءًا أساسيًا من نسيج المجتمع المغربي ويجب أن تُصان في مواجهة التأثيرات الثقافية الأجنبية.
كما تحدث بنكيران عن ضرورة التحديث في شتى المجالات مع الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية التي يعتبرها الأساس في تحديد هوية المجتمع المغربي. واعتبر أن التقدم العصري يجب ألا يكون على حساب المبادئ الإسلامية، بل يجب أن يُدمج مع القيم الأساسية التي تقوم عليها الأمة المغربية. وأشار إلى أن الدعوات إلى العلمانية المطلقة قد تشكل تهديدًا للقيم الإسلامية، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى تشريعات تتناقض مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
وتطرق بنكيران أيضًا إلى التحديات الاجتماعية والسياسية التي يواجهها المغرب في ظل التأثيرات الغربية والعولمة. وقال إن البلاد بحاجة إلى الحفاظ على هويتها الوطنية والثقافية، مع إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية مثل قضية الزكاة وكيفية تطبيقها في النظام العصري. وأضاف أن حزب العدالة والتنمية يظل ملتزمًا بالدفاع عن المبادئ الإسلامية في جميع القوانين والتشريعات، مؤكدًا أن الإصلاحات التي يقترحها الحزب يجب أن تراعي التوازن بين الحداثة والهوية الثقافية.
في حديثه عن الديمقراطية والإصلاح، شدد بنكيران على دور حزب العدالة والتنمية في تقديم تجربة إصلاحية قائمة على المبادئ الإسلامية في المغرب. وقال إن الاستقرار السياسي يعد الشرط الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة، داعيًا جميع الأطراف السياسية للعمل معًا من أجل تعزيز المؤسسات والعملية الديمقراطية في البلاد.
وفي ختام كلمته، دعا بنكيران الشباب المغربي إلى تحمل المسؤولية في المرحلة المقبلة والمشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح. وأكد أن التغيير ممكن، لكن يجب أن يتم في إطار الحفاظ على الثوابت الدينية والأخلاقية التي تشكل الأسس الراسخة للمجتمع المغربي. كما أكد أن الحزب سيظل داعمًا لأي جهد يسعى إلى تحقيق الإصلاحات الجادة والبناءة في إطار هذه المبادئ.
المصدر : فاس نيوز