في لحظات مفصلية تترقبها العيون العالمية، يوشك الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على اتخاذ قرار تاريخي يوم الأربعاء المقبل بشأن استضافة نهائي كأس العالم 2030، حيث يضع المغرب نفسه على رأس قائمة المرشحين، متفوقًا بذلك على إسبانيا، التي طالما اعتُبرت من أبرز القوى الرياضية في أوروبا.
عند النظر إلى ملف الترشيح المغربي، يتجلى التفوق على إسبانيا في مجموعة من العناصر التي تجمع بين التحديث الاستراتيجي والطموحات الكبيرة. فبينما تملك إسبانيا ملعبين يعدان من أعرق الملاعب في العالم، “سانتياغو برنابيو” في مدريد و”كامب نو” في برشلونة، استطاع المغرب أن يبرز كخيار أول بفضل تميز بنيته التحتية التي تواكب أحدث المعايير الدولية، مما يساهم في تعزيز قدرته على تقديم تجربة استثنائية للمشجعين.
كما أن مدينة الدار البيضاء، عاصمة الاقتصاد والمواصلات في المغرب، تحتل مركز الصدارة في هذا الترشيح، حيث أظهرت استعدادًا غير مسبوق لاستضافة الحدث الكروي الأبرز في العالم. ملعب “الحسن الثاني”، الذي من المتوقع أن يستوعب نحو 115 ألف مشجع، يعد من أبرز المشاريع الرياضية التي ستضع المغرب في واجهة العالم. تتفوق المدينة أيضًا على مدريد وبرشلونة في مجال النقل، بفضل شبكة ترام تمتد على طول 80 كيلومترًا، فضلاً عن محطات السكك الحديدية المتعددة التي تضمن سلاسة التنقل داخل المدينة.
ومن ناحية أخرى، حصلت الدار البيضاء على تقييم استثنائي بلغ 4.7 من 5 من قبل “فيفا”، متفوقة بذلك على العديد من المدن الأوروبية الكبرى. هذا التقييم يبرهن على الجاهزية الكبيرة للمملكة لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية، حيث تتفوق مدينة الدار البيضاء في جوانب النقل، الفنادق، والمرافق الرياضية على مدريد وبرشلونة ولشبونة، مما يضيف وزنًا أكبر إلى الملف المغربي.
يبدو أن القرار المنتظر لن يكون مجرد خطوة رياضية فحسب، بل سيكون بمثابة إنجاز استثنائي للمغرب والقارة الإفريقية، إذ يأتي تتويجًا لمسار طويل من المحاولات السابقة التي بدأها المغرب منذ ترشحه لأول مرة لتنظيم كأس العالم في 1994، وصولًا إلى محاولات أخرى في 1998، 2006، 2010، و2026. في كل مرة، كانت المملكة تزداد قوة وحكمة، حاملة معها رؤية مستقبلية صلبة وإرادة لا تلين.
المصدر: فاس نيوز