في المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية عشية يوم الأحد ، بمدينة فاس ألقى عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، كلمة تناول فيها قضايا الدين والسياسة ودور الإيمان في صمود الشعوب. ووجه بنكيران انتقادات صريحة لدعاة فصل الدين عن السياسة، معتبراً أن مثل هذه الدعوات تهدف إلى إضعاف الهوية الوطنية وتجريد الشعوب من أعظم مصادر قوتها.
وأكد بنكيران أن الدين يمثل جزءاً لا يتجزأ من السياسة في المغرب، مشيراً إلى أن هذا التكامل يشكل أساس استقرار البلاد عبر التاريخ. واعتبر أن محاولة فصل الدين عن السياسة هي محاولة لتقويض أسس الهوية المغربية، قائلاً: “الدين ليس مجرد طقس فردي، بل هو الركيزة التي تجمع المغاربة وتوحدهم في مواجهة التحديات.”
وتحدث بنكيران عن الملكية المغربية ودورها التاريخي، مؤكداً أن الملك هو أمير المؤمنين منذ قرون، وأن هذه الصفة ليست فقط رمزاً دينياً بل تجسيداً للشرعية والاستمرارية. واعتبر أن العلاقة بين الشعب والملك تستند إلى ثقة متبادلة قائمة على القيم الدينية والوطنية.
كما أشار بنكيران إلى ما وصفه بقوة الإيمان بالله كعامل رئيسي في صمود المغرب وشعوبه، مستشهداً بتاريخ البلاد في مواجهة الاستعمار. وأوضح أن المغاربة لم يتمكنوا من طرد المستعمر إلا بفضل اجتماعهم حول الملك الشرعي، محمد الخامس، واستجابتهم لنداء الجهاد الذي انطلق من مدينة فاس، مما أثمر استقلال البلاد عام 1956.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع في المنطقة، تناول بنكيران الأزمة السورية، معتبراً أنها مثال لما يحدث عندما تُفقد عناصر القوة الأساسية لأي دولة. وقال إن فقدان الإيمان والتماسك الاجتماعي يؤدي إلى الانهيار، مؤكداً أن ما يحصن المغرب في وجه الأزمات هو تمسكه بقيمه الدينية وثوابته الوطنية.
واختتم بنكيران كلمته بدعوة المغاربة إلى التمسك بالإيمان بالله والثوابت الوطنية، مشدداً على أن هذه القيم هي الضمانة لاستمرار قوة المغرب في المستقبل. وأكد أن المغرب سيظل نموذجاً يجمع بين الدين والسياسة في توازن فريد يحفظ هويته واستقراره.
المصدر: فاس نيوز