لا ينكر أحد الفساد و الظلم و القهر الذي عاشته و تعيشه الشعوب العربية ليلاً و نهاراً منذ عصر بعيد و لا ينكر أحد مشاكل و مآسي المجتمعات العربية من فقر و جهل و مرض و عنوسة و بطالة و غيره كثير كما لا ينكر أحد استبداد النظم العميلة للغرب و بطشها و جورها و ظلمها و أكبر دليل على ذلك هو ماحاق بهم في النهاية فلا يحيط المكر السئ إلا بأهله و قد ظلموا و حان بطش ذو قوة عزيز و لو يعلم الله فيهم خيراً لنجاهم سبحانه فعال لما يشاء حين يشاء و يريد ..
و لكن ..
ماذا عن تدريبات و تمويلات الولايات المتحدة و قطر التي نسمع عنها و نراها في كل مكان ؟
كيف تقوم أمريكا بالتخلص من نظام عميل حليف لها ؟ و لماذا ؟
هل كل الشباب و الشعب الذي شارك في الثورة خائن ؟؟
أدلة التدريبات و التمويلات واضحة لكل من له عين ترى و أذن تسمع و قلب يفقه و بلسان المتدربين أنفسهم فهذا لا شك فيه و لا إنكار..
أمريكا لا حليف لها و لا صديق فهذه الدول المستبدة منهجها نفسي نفسي و من بعدي الطوفان تبيع و تشتري و تلعب بالعباد و لعبت بحكام العرب و قد حان وقت إلقاء لعبها في سلال القمامة و استبدالها بلعب جديدة أكثر صداقة و أكثر وفاءاً و أقل ليونة لتنفيذ مخططات جديدة أكثر اتساعاً و أقوى نفوذاً و أشد إحكاماً و أقسى بطشاً و هلاكاً ..
يمكن تشبيه ذلك بعصابات المافيا العالمية فقاتلهم المأجور بعد تنفيذ المهمة و قتل من أطاعهم على قتله يقومون بقتل القاتل المأجور في النهاية بعد تنفيذ مهمته و يستبدلونه بعميل جديد لأن دور القديم قد انتهى ..
حكام العرب اليوم في حكم الله و يده و إرادته هو أعلم بهم و بنياتهم و أعمالهم إن شاء رحمهم و إن شاء أخذهم أخذ عزيز مقتدر .
أما بالنسبة للثوار فهل كل الشباب الذي ثار و غضب هو خائن ؟؟
ينبغي أن يتم تقسيم الشعب الذي ثار إلى أقسام لأنه هكذا بالفعل :
القسم الأول : الشباب الممول من منظمات السموقراطية الأمريكية و الذي سافر و تدرب و قبّل هيلاري كلينتون !! و أرسل لأوباما خطاب نجدة و قبِل صدقة الصهيوني جورج سوروس و استفاد من تجربة صيربيا الفاشلة في حرب اللاعنف فهؤلاء هم رؤوس الخيانة في العالم العربي و كبار منظمين التدريب و هم يعلمون تماماً بمخططات الشرق الأوسط الجديد و النظام العالمي الجديد و ينفذون الأجندات الصهيونية إلحاداً منهم بالله العظيم فهم يشملوا خاصة العلمانيين و أقباط المهجر و بعض أفراد الجماعات الإسلامية و غيرهم و الذين بهرت عقولهم ناطحات سحاب نيويورك جهلاً منهم و سفاهة فهي في الحقيقة مظاهر كاذبة خداعة ..
القسم الثاني : يأتي في المرتبة الثانية الشباب الذي انضم إلى منظمات الديمقراطية و هم كثير بالآلاف المؤلفة انضموا ظناً منهم أن هذا سيأتي لهم بتكنولوجيا الغرب و تطوره و ثقافته و تحضره لا يعلمون أن أمريكا تعاني من بطش شديد و ظلم عنيف و ديون يغرق فيها الشعب الأمريكي ليلاً و نهاراً فقد عاث الجميع في الأرض فساداً .. و هؤلاء ربما لم يكونوا يعلموا بمخططات الشرق الأوسط الجديد و الاستيلاء على آبار البترول و خلافه قبل الثورة و لكنهم يعلمون ذلك الآن فوجب لمن علم منهم أن ينقطع عن هذه المنظمات بلا شفقة و لا هوادة و أن يتركهم فلا يحاسب بذنب المغرضين الذين استدرجوه دون أن يعلم بمخططاتهم ظناً منه أن هذا أفضل لبلاده ..
القسم الثالث : شباب تم تلقينه من واشنطن بتعليمات عمر عفيفي و كتيبات جين شارب كيف تثور بحدائة و كتب الديمقراطية و منتجات أكاديمية التغيير التي يرعاها الخائن العجل أمير قطر فهؤلاء لم يعرفوا منظمات و لم يسمعوا عن فريدوم هاوس و لكنهم وجدوا كتب و تعليمات متاحة لهم في وسائل الاتصالات بلا حظر و لا حدود فماكان منهم إلا أن يستفيدوا منها لتنفيذ ما يظنون أنه الخير لهم و لبلادهم فاستخدموها خير الاستخدام و نفذوها بدون سؤال و لا استفهام و لم يعلموا أن واضع الكتيبات هو عميل الاستخبارات الأمريكية جين شارب و أن ممول كتبه و منظماته هو الصهيوني رجل النظام العالمي الجديد بيتر أكيرمان و أن العجل عمر عفيفي هو لاجئ في أمريكا خائن للدين و الوطن .. فهؤلاء ذنبهم أنهم لم يسألوا و لم يفهموا و لكن حبهم لبلادهم هو مادفعهم لذلك و جهلهم بالحقيقة هو ما سيرهم و لكنهم ليسوا بخونة فعذرهم هو الجهل و ربما هو أحياناّ عذر أقبح من ذنب ..
القسم الرابع : هو بقية الشعب الذي لم يسمع نهائياً عن منظمات الديمقراطية و لا عن تعليمات جين شارب و لا عن تكتيكات حرب اللاعنف و لا عن بيتر أكيرمان و لا جاريد كوهين .. الشعب الذي عانا و لم يحركه إلا الجوع و الفقر و المرض لا يعرف معنى الديمقراطية و لا الديكتاتورية لا يعرف إلا آلامه و معاناته و هؤلاء هم الطبقة الوحيدة من الشعب التي لا تحمل من الذنب إلا ما يعلمه ربهم من نياتهم الحقيقية ..
كما يمكن تقسيم الشعب إلى فئتين فئة كانت تقود و تمسك بزمام الأمور و فئة تم استغلال آلامها لتطيع و تنفذ المطلوب ..
هذا بخلاف أهداف كل الفئات فمنهم من يريد سيطرة العلمانية و منهم من يريد سيطرة عناصر القاعدة و أنصار الأحزاب الإسلامية الإرهابية و منهم من يريد سيطرة الأحزاب الإسلامية التكفيرية و منهم من يريد هيهمنة التشيع و منهم من يريد الخراب تحقيقاً لنبؤة العهد القديم و منهم من يريد الفوضوية و اللاسلطوية و منهم من يريد الانتقام و الثأر كما منهم من يريد الصالح للبلاد و العباد ..
بالتأكيد ليس كل الثوار خونة لا يمكن أن نقول على ملايين خونة و إلا فكلنا كذلك فكلنا كنا مع الثورة منذ بدايتها و قد جاءت سريعة بعد ثورة تونس كالبرق حتى لا نعرف عن المخططات قبل الثورة شئ فلم نسمع عن منظمات الديمقراطية قبل الثورة شئ فشاركنا فيها جميعاً ظناً منا أنه الخير و لكننا قد علمنا الحقيقة بعد فوات الأوان فقد كان اختيار الميعاد غاية في الدهاء و الدقة و لم يكن شئ صدفة !!
لم يكن شئ صدفة ..
لا يسعنا إلا الدعاء بالخروج من الفخ الذي وقعنا فيه جميعاً نحن الشعب المصري الذي ظن أن القادم هو الخير أما خونة هذه البلاد فإن كان ماقادم هو التقسيم و الحروب و انهيار اقتصاد أمريكا و الهلاك فإن دائرة السوء سترد أولاً على الذين ظلموا و سيحيط المكر السئ بأهله فإنه يكون في آخر الزمان مسخ و قذف و خسف فاللهم اجعل عذابك في الذين خانوا بلاد المسلمين و دينك و أنت بهم العليم الأعلم ..
يمكنك معرفة خطورة منظمات الديمقراطية بمتابعة الرابط التالي:
http://revfacts.blogspot.com/2011/07/blog-post_27.html