قال رئيس حزب النور المصري ذي التوجه السلفي عماد عبد الغفور إن حزبه يرفض الحكومة الدينية، واستبعد التحالف مع الإخوان المسلمين، مؤكدا ضرورة الالتزام بالمعاهدات التي ترتبط بها مصر، وطالب بأن يتم تفعليها.
وكان حزب النور قد حقق نتائج قوية ونال المرتبة الثانية في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات النيابية التي تنتهي مرحلتها الثالثة والأخيرة مطلع الشهر القادم.
وقال عبد الغفور -في مقابلة مع الجزيرة نت- "نرفض الحكومة الدينية، هذا الأمر مرفوض"، ولكنه أشار إلى أن أي موضوع للدين فيه رأي "سوف نرجع إلى الدين فيه".
ورأى رئيس حزب النور أن "التحالف بين الإخوان والسلفيين بعيد جدا"، وأوضح أن الأوْلى هو قيام ائتلاف بين جميع القوى السياسية الموجودة في الشارع المصري.
ومع ذلك أعلن استعداد حزبه للتحالف مع أي تيار سياسي أو فصيل إذا "اتفقنا معه في الأهداف وفي الوسائل"، وقال "نحن نرحب بالتعاون في عملية سياسية معروفة القواعد".
ونبه إلى أن المرحلة الحالية بالذات حساسة، ودعا إلى أن تكون الحكومة القادمة حكومة ائتلاف وطني مكونة من جميع طوائف الشعب المصري، وقال "أعتقد أن أي حزب لديه أكثر من 4% يجب تمثيله في الحكومة المقبلة".
واعتبر عبد الغفور أن التجربة المصرية سوف تكون أكثر ثراء وزخما من التجربة التركية، لأن مصر دولة رائدة ومؤثرة في المحيط العربي والمحيط الإسلامي، وأضاف أن "الناس كلها تنتظر مصر".
وأكد أن مصر إذا أصبحت دولة قوية مستقرة سياسيا وأمنيا ومتقدمة من حيث التنمية الاقتصادية فإن ذلك كفيل بأن يجعل الحكومة الإسرائيلية تراجع نفسها قبل القيام بأي مغامرات في المنطقة.
وأشار إلى أن دولة بثقل مصر الثقافي ولديها حرية سوف تجعل إسرائيل تسارع للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، و"إعطاء الشعب الفلسطيني الحكم الذاتي وتكوين دولته".
التزام بالمعاهدات
ورأى رئيس حزب النور أنه يجب الالتزام بالمعاهدات التي ترتبط بها مصر، وطالب بأن يتم تفعليها، وقال إن هناك بنودا كثيرة في معاهدة السلام لم يتم تفعيلها، مثل حل القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير والحكم الذاتي، ودولة فلسطينية على تراب فلسطينية، ورأى أن تفعيل هذه البنود سوف يشعر الشعب الفلسطيني بأنه "استفاد من العملية السلمية".
ونبه إلى أن مصالح مصر تكاد تكون ضائعة مع كثير من دول العالم بسبب إهمال النظام السابق للعلاقة معها من أجل تقوية العلاقة مع دولة واحدة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت، رأى عبد الغفور أن أميركا مستعدة للتعامل معهم، وقال إن "وزيرة الخارجية الأميركية تقول إنها ترحب بأي جهات سياسية تحترم قواعد العمل السياسي".
وقال رئيس حزب النور "بصفة عامة، ما يربطنا بالدول الأخرى هو قضية المصالح، مصلحة مصر ومصلحة الدول العربية والإسلامية واستقرار الوضع العالمي، والحفاظ على النظام العالمي والدولي".
وفي تعليق على إيران، قال إن "إيران تربطنا بها روابط قوية لأنها دولة إسلامية، ولأنها خاضت تجربة قوية لكي تكون لها حرية قرار وحرية إرادة وحركة"، وأضاف أن "الخلاف مع فكر أو أيديولوجية الدولة لن يدفعنا للعداء معها".
الأقباط والجيش
أما بشأن الأقباط، فدعا عبد الغفور إلى التمييز بين الاتجاه السلفي كتيار وبين حزب النور كعمل سياسي، وقال "نحن كحزب النور ملتزمون بالدستور الذي يساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، ونقول إن غير المسلمين لهم حق الترشح، وأنا كحزب لي حق أن أقبل أو أرفض".
وأضاف "حق الترشح مكفول للجميع، وإذا رشحت قواعد الحزب قبطيا فلهم ذلك"، أما الحزب فله الحرية في أن يختار الأصلح للبلاد، حسب رأيه.
وفيما يتعلق بالجيش، رأى عبد الغفور أنه ربما تكون هناك لجان خاصة لمناقشة ميزانية الجيش لكي لا يُضر بالأمن القومي أو يُساء إلى الجيش، ولكي لا يُخرج به عن الخضوع لإرادة الشعب والديمقراطية.
وعن تقويم واقع حزبه، قال عبد الغفور "إننا نتمتع بسمعة في الشارع من العمل الاجتماعي كمساعدة الفقراء والمرضى ومن العمل الدعوي، كما نصلي بالناس ونوجههم، وقبل الثورة كنت أوجه الناس للمشاركة في الثورة حرصا على مصالحهم".
وقال إن عدد أعضاء الحزب الآن أكثر من 100 ألف مشترك في نشاطات الحزب، كما أن عدد مسانديه كما ستكشف الانتخابات يتراوح ما بين 8-9 ملايين مصري.