يكتظ الفضاء المحيط بضريح سيدي علي بوسرغين بصفرو بأعداد كبيرة من الزوار سيما في أيام العطل أو مع حلول الربيع. المكان عبارة عن متنزه طبيعي يوجد على مرمى حجر من المدينة، ينفتح على غابة تايدة و محمية القنص. كما يوجد على مقربة من بعض الكهوف المهجورة التي خلفتها آلات الحفر في مقالع الرمال . الفضاء طاله النسيان وعبثت به أيادي البشر . و تحولت أجزاء منه إلى مطارح للأزبال، واستفحلت فيه شتى الظواهر الفساد والجريمة والمخدرات.
ونظرا لكون المتنزه خال من الرقابة الأمنية لبعده الجغرافي عن المجال الحضري ، ولصعوبة المسالك المؤدية إليه ، أصبح مرتعا لخصبا لتنامي الجريمة والنشل تحت التهديد بالسلاح الأبيض، حيث تجده يعج بالمتربصين كلما امتلأ المكان بالزوار. وكمثال على ذلك استقبال قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي محمد الخامس مؤخرا حالة حرجة لفتاة تبلغ من العمر 13 سنة ، تقول أنها تعرضت لاعتداء بواسطة الهراوات والسلاح الأبيض على مقربة من ضريح سيدي بوسرغين وغير بعيد عن أنظار أفراد من عائلتها، حيث سلبها المعتدون هاتفها النقال وحقيبتها اليدوية ومبلغ 150 درهما. الاعتداء سبب لها رضوضا على مستوى الرأس و جرحا ً غائرا على مستوى الفخذ، الأمر الذي استدعى نقلها إلى قسم الجراحة بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس بعد أن خضعت لفحوصات أولية .
الدعارة بدورها لها مكان في الفضاء الغابوي المحيط بضريح سيدي علي بوسرغين، حيث تنتشر عاملات الجنس و فتيات الهوى بكثافة وبشكل مفضوح على مرأى و مسمع من الجميع، حتى أن أحد سائقي الأجرة صرح للجريدة أن معظم زبائنه هذه الأيام من بائعات الهوى أو من الباحثين عن المتعة الجنسية، وكلهم يقصدون سيدي علي بوسرغين. وهو الأمر الذي لا شك يشوه من سمعة هذا الضريح الذي يجدر أن يعنى من طرف القائمين عليه بمزيد من الاهتمام والصيانة .
ولكي تكتمل الصورة القبيحة التي تميز فضاء ضريح سيدي علي بوسرغين، هناك الحضور الدائم لظ «البزناسة»، الذين يروجون المخدرات داخل الشعاب المجاورة للضريح. وقد أكدت مصادر أمنية للجريدة أن معظم المبحوث عنهم ممن يروجون مادة الحشيش يلتجئون إلى الجبال الوعرة المحيطة بمقالع الرمال، التي لا تبعد عن الضريح سوى بأمتار قليلة .