أهلا بكم في جولتنا اليومية عبر الصحافة العالمية. حدث اليوم طبعا هي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية. انتخابات استدعت الكثير من التأويلات والتحليلات حول حاكم إيران المقبل. جريدة الشرق الأوسط رجحت أن يصب الإقبال العالي على التصويت في صالح روحاني وقضية الإصلاحيين ولاسيما أن أصوات الراديكاليين والمحافظين تبقى منقسمة بين المرشحين الثلاثة الآخرين، وفي حالة فوز روحاني و إن سمحت به سلطات الانتخابات تتابع الشق الاوسط فسيزيد التوتر بين الرئيس والزعيم الأعلى على غرار ما حدث خلال سنوات حكم خاتمي وخلال الفترة الثانية لرئاسة أحمدي نجاد كدليل على التأزم المتأصل بين الشقين الإسلامي والجمهوري في النظام الإيراني.
على كل حال فإن اسم الفائز بالانتخابات الرئاسية الايرانية محسوم مسبقا إنه آية الله علي خامنئي يكتب جهاد الخازن في جريدة الحياة. فالمرشحون الثمانية حظوا بموافقة المرشد على ترشيحهم، ورغم وجود خلافات بين واحد والآخر يضيف الخازن، ومع محاولات بعضهم أن يبدو أكثر تشدداً من غيره أو أقل، فإنهم جميعاً يعلنون الولاء للمرشد والثورة الاسلامية، وموقفهم من البرنامج النووي والثورة السورية واحد. خاصة أن إيران احتفلت بما اعتبرته «الانتصار» في القصير، وهذه نقطة أخرى لن تغير نتائج الانتخابات شيئاً منها، فإيران وحزب الله سيواصلان القتال مع النظام السوري ضد المعارضة، لأن الخسارة في سورية تعني نهاية أحلام النفوذ الفارسي في المنطقة العربية.
رأي يشاطره جورج مالبرينو في صحيفة لوفيغارو الفرنسية. جورج مالبرينو يكتب أن شبكات المرشد الأعلى تعمل على توجيه أصوات الناخبين ولاسيما الاكثر احتياجا منهم. ففي مدينة فارامين الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران يبدو السكان على دراية تامة بمن سينال صوتهم، إنه سعيد جليلي المرشح المحافظ الذي يجني ما زرعه محمود أحمدي نجاد من مساعدات لصالح الفقراء. مساعدات تضاهي عشرة يورو لكل شخص وتعد مهمة في ظل معدلات التضخم المرتفعة.
في المقابل، تعتبرجريدة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله أن هذه الانتخابات وإن كانت الأكثر هدوءا والأقل سجالية. فلا يجب أن يمنع هذا إدراك بأن هذه الانتخابات ربما تكون الأهم في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دائما حسب الصحيفة. فللمرة الأولى يسلّم الغرب (والمقصود أعداء إيران)، بأمرين: الأول، أن نتيجة هذه الانتخابات، مهما كانت، لن تغير سياسة إيران وثوابتها، سواء في الداخل أو في ما يتعلق بالعلاقة مع أميركا والموقف من إسرائيل والالتزام بالقضية الفلسطينية والارتباط العضوي بسوريا والتمسك بالبرنامج النووي و… أما الثاني، ولعله الأهم من الناحية اللحظية، هو التسليم بعدم القدرة في التأثير على مجريات العملية الانتخابية ولا حتى إثارة أي نوع من الاضطرابات رغم الرغبة والجهد العارمين في محاولة لتكرار سيناريو عام 2009.
بين هذا وذاك، هناك من يراهن أن العالم سيفتقد محمود أحمدي نجاد هذه هي الحال بالنسبة لرزا أصلان الذي يكتب في مجلة فورين بوليسي الامريكية أن حتى أولئك الذين كانوا ينتقدون الرئيس الإيراني سيفتقدونه ليس فقط بسبب الكوميديا التي قدمها خلال ثمان سنوات من تصريحات عدائية وشعبوية بل لانه كان الرئيس الوحيد منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، كان الرئيس الوحيد القادر على الوقوف في وجه نظام الملالي ومحاولة إبعاد السياسة من الوصاية الدينية.
إلى ذلك، قررت صحيفة واشنطن بوست تسليط الضوء من جديد على النووي الايراني قائلة إن على المجتمع الدولي حسم موقفه تجاه البرنامج النووي الايراني والتعامل معه بالحزم والوضوح اللازمين ففي حين واصلت إيران مماطلتها على طاولة المفاوضات، أحرزت تقدما في برنامجها النووي ما يعكس نجاح الجمهورية الاسلامية في إحداث تحول جذري في سياستها النووية على مدى العقد الماضي على الرغم من فرض عقوبات قاسية على نحو متزايد.
وأخيرا، نختم جولتنا عبر الصحافة العالمية بخبر بعيد عن السياسة الإيرانية خبر تنشره مجلة ماثر جونس الامريكية التي تعنون متسائلة “ما سر نجاح الافلام الاباحية في باكستان” هذا التساؤل ناتج عن مفارقة : فباكستان تأتي بين الدول الأقل تقبلا لمثلية الجنس وفقا لدراسة نشرها مركز Pew للدراسات ولكن مع ذلك فإن باكستان تعد بين الدول الرائدة عالميا في ما يخص عمليات البحث على غوغل حول كل ما يتعلق بمثلية الجنس.