جولة روس المبهمة في شمال إفريقيا وضرورة الردع الديموقراطي

حفل البرنامج المبهم الأهداف للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، يوم الجمعة بالعيون كبرى مدن الصحراء المغربية، بلقاء شخصيات تمثل وجهة نظر المغرب، وأيضا بلقاء أشخاص يعيشون على ظهر المغرب، يوصفون بمن “يأكلون الغلة ويسبون الملة”، الذين يناصرون مزاعم إنفصاليي البوليساريو والجيش الجزائري.

وكشفت مصادر إعلامية أن الزيارة المكوكية تأتي في سياق إعداد روس لتقريره الذي سيعرض على مجلس الأمن للأمم المتحدة في نونبر القادم. كما طلب المجلس بتسليط الضوء على تطورات الوضع وجس نبض التحولات التي قد تعرفها بعض المواقف من أجل حلحلة الوضع، وصولا الى اعتماد حل نهائي في ظل وجود مقاربة مغربية ممثلة في مشروع الحكم الذاتي للصحراء الذي يلقى ترحيبا دوليا.

وتجدر الإشارة أن روس استقبل في الرباط من طرف رئيس الحكومة المغربية ووزير الخارجية ووزير الداخلية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين الاثنين الماضي قبل أن يلتحق بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري حيث استقبل من طرف قيادة التنظيم الانفصالي البوليساريو دون أن يتمكن من لقاء معارضيها أو أشخاص من المجتمع الصحراوي العالق بالمخيمات. وسيطير المبعوث الأممي مباشرة الى موريتانيا والجزائر في وقت لاحق من أجل إعداد تقريره النهائي بعد الجولة الجديدة.

وإذا كان روس قد التقى بمسؤولين محليين في العيون كان على رأسهم والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، خليل الدخيل، للتباحث حول الموقف المغربي بشأن مقترح الحكم الذاتي، وآليات إيجاد حلول سريعة ومرضية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وسيبقى في المنطقة حتى يوم الاثنين حيث سيلتقي بالمنتخبين والسلطات المحلية وكذا وفود عن السكان وأغلبيتهم المطلقة التي تساند مغربية الصحراء وتدافع عن الوحدة الوطنية للمملكة، فيما سمته مصادر ديبلوماسية مقاربة جديدة لإسماع صوت سكان الصحراء المغربية، فإنه التقى يوم السبت أشخاصا يعرفون بإنفصاليي الداخل، يقفون عادة وراء كل أحداث الشغب واستفزاز الساكنة، وينتمون إلى ما يسمى “تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان” وحقوق الإنسان منه براء، الذي تمثله أميناتو حيدر وعلي سالم التامك، الشخصين اللذين يتنميان إلى مناطق مغربية كانت مستعمرة من طرف فرنسا وليس إسبانيا، وبالتالي فهما غير معنيين لا بالصحراء ولا بقضايا المنطقة ولاينتمون إلى القبائل الصحراوية ولا لأعضاء المقاومة وجيش التحرير الذين قاوموا الاستعمار الاسباني.

أميناتو حيدر إبنة طاطا، التي تطعن المغرب من الخلف، والتي حصلت من الدولة المغربية على تعويضات مليونية عن أضرار انتهاكات حقوق الإنسان خلال سنوات الرصاص، هذه المرأة تعيش حياة بحبوحة بواسطة أموال تحصل عليها من المغرب، ومن الخارج، لاسيما من الجزائر بواسطة ثكنة في تندوف، لا تتوفر على الشجاعة السياسية والقيم الكونية لرفض أو استرداد الأموال التي حصلت عليها من المغرب والسكن الذي تعيش فيه والحرية التي تنعم بها في العيون والتي تستغلها لتمرير التضليل والدعاية وخدمة أجندة الجزائر في المنطقة ضدا على إرادة الساكنة.

أما التامك علي، إبن كليميم، مثله مثل حيدر حيث “وافق شن طبقة” كما يقول لسان العرب، الذي يمثل الجناح الإعلامي العسكري للإنفصاليين في العيون، فهو أيضا لا ينتمي إلى الصحراء ويرفض العيش في مخيمات تندوف لكن يعيش على ظهر مؤدي الضرائب ويأكل الغلة ويسب الملة بدوره.

وهل يصل التامك وحيدر إلى شجاعة أولئك الذين المغاربة الصحراويين الذين أسسوا جبهة البوليساريو وثاروا عليها وعادوا إلى وطنهم المغرب أمثال الحضرامي وسعداني ماء العينين وحكيم وفاضل دادي وولد سويلم وسيداتي الغلاوي وكجمولة وولد الدخيل وعشرات الآلاف من أمثالهم؟ لا، أبدا.

آن الآوان لردع حيدر والتامك وأمثالهما بأساليب ديموقراطية، لأنهم لا يخدمون قضايا حقوقية وإنما يخدمون من أجل قضايا شخصية تهمهم للوصول إلى مناصب معينة، ومن أجل أجندة توسعية لأعداء المغرب في الصحراء ولهذا يحرضون على العنف والفوضى ونشر البلبلة والفتنة. إن مكان هؤلاء الموضوعي والمنطقي ليس في المغرب وإنما في مخيمات تندوف ولحمادة مع ميلشيات البوليساريو.

ياسين بلقاسم