قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لن يتمكن أبدا من إلحاق الهزيمة بأمريكا إلا إذا انتهكت واشنطن قيمها ودستورها، محذرا من أن انتهاك القوانين ومعايير حرية التجارة والديمقراطية سيكون أكثر ضررا من أي هجوم عسكري، وغمز من قناة روسيا والصين معتبرا أنهما لن تتمكنان أبدا من تهديد نفوذ أمريكا إلا إذا تحولت الأخيرة لمجرد دولة كبيرة ترهب جيرانها الأصغر حجما.
وتحدث أوباما عن روح أمريكا التي سمحت بتغلب المنطق على القوة ومكافحة الفاشية والطغيان والمساهمة في بناء النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية القائم ليس فقط على القوة بل على المبادئ وحرية الدين والرأي مضيفا: “هذا النظام اليوم يواجه تحديات، أولها من المتطرفين العنيفين الذين يزعمون التحدث باسم الإسلام، وحديثا من الطغاة في العواصم الأجنبية الذي يعتقدون أن السوق الحرة والديمقراطية المنفتحة والحقوق المدنية تشكل خطرا على سلطاتهم.”
وحذر أوباما، في الخطاب الذي ألقاه بمدينة شيكاغو الأمريكية بمناسبة انتهاء ولايته وقرب تسليمه السلطة لخليفة دونالد ترامب صاحب البرنامج المخالف في جوهره، من أن تهديد تلك القيم “أخطر من أي سيارة مفخخة أو صاروخ” لأنه يتعلق بالخوف من التغيير ومن الخطاب أو الأديان المختلفة.
وتابع الرئيس الأمريكي بالقول: “بسبب الشجاعة الاستثنائية لرجالنا ونسائنا في القوات المسلحة وفي أجهزة الاستخبارات والأمن والطاقم الدبلوماسي الذي يدعمهم، لم تتمكن أي منظمة إرهابية من تخطيط وتنفيذ هجوم على الأراضي الأمريكية خلال السنوات الثمانية الماضية، وإن كانت هجمات بوسطن وأورلاندو قد أظهرت مدى خطر التطرف.”
وأكد أوباما أن أجهزة الأمن الأمريكية في عهده باتت أقوى من أي وقت مضى، وتمكنت من القضاء على عشرات آلاف الإرهابيين، على رأسهم الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بينما تولى التحالف الدولي الذي يواجه داعش مهمة قتل العديد من قادة التنظيم ودعم استعادة نصف الأراضي التي كانت تخضع لسلطتهم.
وأردف الرئيس المنتهية ولايته بالقول: “داعش سيتدمر ولن يتمكن أحد يهدد أمريكا من البقاء بأمان.. لذلك علينا كمواطنين البقاء متيقظين ضد العدائية الخارجية وكذلك حماية القيم التي تمنحنا هويتنا، ولذلك عملت خلال السنوات الماضية على وضع الحرب على الإرهاب في إطارها القانون، وأنهيت التعذيب وعملت لإغلاق معسكر غوانتانامو.. ولذلك أيضا أرفض التمييز ضد المسلمين الأمريكيين.”
وختم أوباما هذا المحور من خطابه بالقول: “يمكن لداعش قتل المدنيين، ولكن لا يمكن للتنظيم إلحاق الهزيمة بأمريكا إلا إذا خنّا مبادئ دستوريا والقيم التي نقاتل على أساسها. لا يمكن لمنافسينا مثل الصين وروسيا منافسة نفوذنا حول العالم إلا إذا تخلينا عن قيمنا وتحولنا إلى مجرد دولة كبيرة تقوم بترهيب جيرانها الأصغر منها.”