تعيش الحاضرة الفاسية أسوأ حالاتها في جميع المجالات والميادين ويتم تسيير أمورها بعقلية تدبيرية منغلقة لا تختلف عن عقلية التدبير المفلسة المتوارثة منذ الستينات، والتي أدت تراكماتها السلبية إلى النفق المظلم والمخيف التي تئن داخله اليوم. فلا غرابة بمثل هذه السياسات العرجاء والاختيارات المغيبة لمطالب وانتظارات الساكنة ان تتفاقم مشاكل التعليم والتطبيب والسكن والتشغيل والسياحة والاستثمار. إلى جانب مشاكل النظافة والتلوث البيئي والخصاص المهول في البنية التحتية والتجهيزية وفي النقل الحضري. وفي قلة المجالات الخضراء وأماكن الترفيه والمسابح البلدية. انها مشاكل أضحت حديث الخاص والعام. مشاكل تدفع الساكنة إلى تنظيم احتجاجات اجتماعية، هاجسها النهوض بأوضاع المدينة وتحميل المسؤولين خاصة المجلس الجماعي مسؤولية تردي خدمات القرب من طرق وإنارة ونظافة ومنتزهات والمساهمة في إيواء ساكنة الدور الآيلة للسقوط أو المنهارة مثلما وقع في الجنانات مؤخرا
ان احتجاجات السكان في حي سيدالهادي بشأن الإنارة والطرق والنظافة، واحتجاجات السكان بحافة مولاي إدريس بشأن النظافة وانعدام المجالات الخضراء، وترهل البنية التحتية، واحتجاجات السكان بحي العنبرة بسبب التلوث البيئي، واحتجاجات ساكنة جنات القرود بعد انهيار بعض الدور بها، ولولا الالطاف الربانية وتدخل السلطة المحلية لوقع ما لا تحمد عقباه، في وقت انزوى المنتخبون إلى الوراء، غارقون في سباتهم العميق متوسدين شعارات التغيير ومحاربة الفساد.
ان ما تعيشه المدينة يدعو إلى اعتماد المقاربة التشاركية لوضع خارطة طريق واضحة المعالم ببرنامج استعجالي واقعي لانقاد المدينة والنهوض بأوضاع سكانها، وموازاة مع ضرورة الاقرار بالمسؤولية الحكومية التي يعاني المواطنون والمواطنات من فشل اختياراتها وانسداد آفاق سياساتها العمومية والقطاعية والتنموية.