نشرت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” مقالا بقلم ألكسندر كوليسنيتشينكو، جاء فيه أن ترامب، حتى لو صرح بضرورة توجيه ضربة نووية إلى كوريا الشمالية، فإن العسكريين لن يهرعوا إلى تنفيذ رغبته.
كتب كوليسنيتشينكو:
لقد اعتاد الجميع على التهديدات التي تطلقها كوريا الشمالية بأنها ستحطم أي قوة معادية إذا ما حاولت مهاجمتها. ولكن العالم لم يعتد بعد على سماع تهديدات عنيفة يطلقها رئيس أمريكي ضد كوريا الشمالية. فهل تندلع الحرب الكورية الثانية في أي لحظة؟
حول هذه المسألة توجهت الصحيفة إلى المديرة العامة لمعهد دراسات السياسات الخارجية والمبادرات فيرونيكا كراشينينيكوفا، وطلبت منها إبداء رأيها بذلك.
فيرونيكا كراشينينيكوفا
تقول كراشينينيكوفا: لم يسبق لرؤساء الولايات المتحدة إطلاق مثل هذه التهديدات العنيفة. وقد استغربها الجميع، بمن فيهم معظم العاملين في إدارته. فقد أعلنوا في البيت الأبيض أن الرئيس لم يتشاور مع أي شخص بهذا الشأن، وهي مبادرة شخصية منه تعبر عن موقفه الشخصي، الذي لا يشاطره فيه معظم العاملين في إدارته. فقد أعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ألا وجود لأي خطة لمهاجمة كوريا الشمالية.
وإن هذا هو مثال آخر على أن الرئيس الأمريكي الحالي يستمر في إدارة الدولة وكأنها بزنس عائلي، حيث يطلق تصريحات في مجالات ليست من اختصاصه، لكنها تشكل تهديدا للعالم.
وبالطبع، يستطيع الرئيس إصدار مثل هذه الأوامر في حالة الغضب، لأن دولة ما لا تخضع له. بيد أن من الواضح أن مرؤوسيه بمن فيهم وزير الدفاع ومستشاره للأمن القومي لن يهرعوا إلى تنفيذ هذه الأوامر، لأنه لا بد من إعداد خطة لشن هذا الهجوم ودرس عواقبه ورد فعل كوريا الشمالية. وإذا قرر وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي أن عواقب الهجوم لن تكون خطيرة على واشنطن، فقد تصدر الأوامر لتنفيذه. وقد لا ينفذ مرؤوسو ترامب أوامر القائد العام. لأن الجميع يعلم أنه غير ذي اختصاص في مجال الأمن القومي وإدارة الحرب.
من جانب آخر، تسمح التشريعات الأمريكية للرئيس بالرد عملياتيا على أي هجوم على الولايات المتحدة أو على قواتها المسلحة. وبالمناسبة لم يعط الكونغرس الضوء الأخضر للحرب سوى بضع مرات، مع أن الولايات المتحدة توجد في حرب دائمة. لذلك أكرر أن ترامب لن يضغط على “الزر الأحمر” بمفرده، لأن حاشيته لن تسمح له بذلك.
ترجمة وإعداد كامل توما
_ عن rt arabic _