بيان حركة قادمون وقادرون حول انتحار سيدة من الحاجب
اهتزت من جديد مدينة الحاجب قبل يومين على فاجعة انتحار سيدة بإضرام النار في شقتها، ورمي ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات عبر النافذة، كرد فعل على حكم قضائي غير منصف في حقها، حسب المعطيات الأولية.
ومهما تكن الأسباب التي دعت هذه السيدة للانتحار، فإن الواقعة تسائل وتدعو كل الضمائر الحية ومن لديه القدرة على مساعدة كل النساء بالإقليم وعبر تراب جهة فاس مكناس، للتدخل العاجل من أجل التقصي في هذه الحادثة المؤلمة، وتدعو الجميع لتغيير النظرة الدونية للمرأة في هذه الجهة، وترسيخ قيم ومبدأ المساواة مع الرجل في جميع الحقوق، وجعلها محرك أساسي في التنمية الترابية، والتعريف بدورها في تنمية مناطق المغرب الغير النافع وتشجيع قدراتها ومهاراتها في الإنتاج والإبداع، وتسهيل انخراطها في كل مجالات الحياة، ورفع الحكرة والتهميش عنها.
وانطلاقا من هذه الواقعة المأساوية، فإن حركة قادمون وقادرون، تجدد تضامنها مع كل نساء الأطلس، وجبالة، والريف وكل مناطق مغرب الهامش، وتذكر بكل المعاناة اللاانسانية التي تتعرض لها المرأة المغربية في هذه المناطق، ومرارة العيش خلال فصل الشتاء والصيف، خاصة بالنسبة لقاطنات الخيام والأكواخ والدور الصفيحية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
إن واقعة انتحار سيدة الحاجب، تجعل حركة قادمون وقادرون أمام مواقفها الثابتة من معاناة كل نساء المغرب العميق مع لقمة العيش، والبرد، والعطش، وغياب البنيات التحتية والأساسية، والتحرش الجنسي والاغتصاب والزواج المبكر، وما يليه من تبضيع المرأة، وما يتعرض له الأطفال والعجزة من قساوة المناخ والرعاية الصحية وقلة المستشفيات.
ومن دون ذكر أسماء بعض المناطق دون غيرها، ومن دون التذكير بالتقدم الحاصل في بلادنا في العديد من الأوراش، ومن دون القفز على ما حققته العديد من الفعاليات النسائية في مدن وجهات المركز، فإن حركة قادمون وقادرون تدق ناقوص الخطر، لما تعانيه نساء جهة فاس مكناس وباقي جهات المغرب العميق، من بؤس وشفاء وحرمان وفقر وعزلة، وتدعو مناضليها وكافة المعنيين بقضايا النساء المشاركة المكثفة في:
– تقييم حصيلة مرور 13 سنة على مصادقة البرلمان على مدونة الأسرة الجديدة،
– تقييم برامج الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية والوقوف على الاختلالات التي صاحبتها،
– تقييم برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاصة والمتعلقة بالتمكين الاقتصادي للنساء،
– تقييم البرامج النسائية للدولة المدرجة جهويا ووطنيا في إطار الاقتصاد الاجتماعي،
– تقييم مقتضيات الدستور والتزامات المغرب يشأن الحقوق الإنسانية للنساء ومحاربة العنف وتحقيق المساواة بين الجنسين،
– تقييم البرنامج الحكومي المتعلق بإقرار المساواة المعلن عنها من طرف القطاع الوصي عن ملف النهوض بحقوق النساء وحمايتها.
كما تناشد حركة قادمون وقادرون كل الضمائر الحية للنضال من أجل خلق “صندوق دعم خاص بنساء مغرب الهامش” لرفع الحكرة وفك العزلة عليهن، وإعداد “برنامج حكومي استعجالي” يقر فعليا بالمساواة بين النساء والرجال وبين نساء مغرب المركز ونساء مغرب الهامش، ويعجل بالمراجعة الشاملة لسياسة الدولة في مجال إعمال خطة متكاملة لتفعيل الاستراتيجيات الجهوية الخاصة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبئية.
المريزق المصطفى
رئيس حركة قادمون وقادرون
عن موقع : فاس نيوز ميديا