روما – وأنت تتجول بالعاصمة الإيطالية روما، لا يمكن لأزقتها القديمة وجمالية معالمها التاريخية المتميزة بهندستها العريقة والساحرة، أن تثنيك عن الوقوف عند نافورة تريفي الأسطورية وفي بالك أمنية طال انتظار تحقيقها.
وتنبض نافورة تريفي، التي تجذب السياح من مختلف بقاع العالم، بملايين الأمنيات لقلوب خفقت وألقت بقطعة نقدية ولسانها يهمس أمنية لعلها تتحقق لمن يتشبثون بالأمل وبالأسطورة التي تقول من يرمي نقودا سيعود حتما إليها وسيبلغ مناه، فيما البعض على يقين أنها مجرد تقليد.
وحين الوصول إلى هذه التحفة الفنية الغاية في الروعة والجمال تشدك لوقت طويل هندستها البديعة ومنحوتاتها المبهرة، إذ بنيت في قلب قصر يعد من روائع المعمار الفني الأثري في روما والذي شيد في القرن الثامن عشر من قبل المهندس نيكولو سلافي.
وتخضع النافورة، التي تبلغ مساحتها 26,3 متر وارتفاعها 49,15 متر، كل ليلة اثنين لعملية تنظيف، كما يتم جمع القطع النقدية التي يلقي بها الزوار.
وتصل قيمة هذه النقود إلى حوالي 1,4 مليون أورو في السنة ويتم منحها لصندوق الصليب الأحمر الدولي لتساهم بذلك نقود هذه الأمنيات بطريقة أو بأخرى في بلسمة جراح المرضى والمصابين ضحايا الحروب والنزاعات.
وتبرز نافورة تريفي او “فونتانا دي تريفي” كما تسمى باللغة الإيطاليه، والتي تستقطب حوالي 12 مليون سائح ، أمجاد روما الهندسية والثقافية في القرون الوسطى، إذ يقف تمثال نبثون الشخصية الأسطورية الشهيرة على عربة يجرها حصان في بركة مائية بيضاوية تشير إلى الفصول الأربعة بتقلباتها.
وتم تصميم هذه النافورة بأمر من البابا كليمنس ال12 الذي كلف في سنة 1762، الفنان نيكولو سالفي” ، الذي نسق بإبداع فني بين تمثال نبثون الشخصية الأسطورية الشهيرة فوق عربة تأخذ شكل صدفة يجرها حصانان فوق شلالات صغيرة تنساب منها مياه داخل بركة وعلى جانبيها تمتد صخور مرمرية تتجمع عليها نحوتات لعروس البحر.
وخضعت النافورة لآخر عملية ترميم في سنة 2014 تطوعت دار الأزياء فيندي للقيام بها بتنسيق مع سلطات روما بعد نحو 25 عاما مرت على عملية تجديد أجريت على”فونتانا دي تريفي” وسط مخاوف بتساقط بعض الأحجار المرمرية من الواجهة.
وشملت عملية التجديد، التي كلفت 2,2 أورو ، تزويد النافورة بمضخات جديدة للمياه ونظام إلكتروني لإبعاد الحمام عن حوافها خلال عملية التجديد ليستمتع الزوار بمشاهدة والتقاط صور وطلب أمنيات بتريفي وهي في أبهى حلة.