هل سيعلن ترامب انتفاضة الأقصى الأخيرة..؟ (مقالة رأي)

في الفترة الحالية وخصوصا مع التوتر الذي تشهده مجموعة من المناطق في العالم بين الدول الإقليمية في ما بينها، سواء في الشرق الأوسط أو دول الخليج أو حتى في أسيا الشرقية بالإضافة إلى التوتر الذي تشهده بعض دول الاتحاد الأوربي، بالإضافة إلى المشادات التي تعرفها منطقة المغرب العربي، دون إهمال الحروب الأهلية داخل الدول الإفريقية و الأخرى المنتمية إلى أمريكا اللاتينية رغم كل هذا فاليوم العالم ينتظر جملة من شخصية.
-بالأمس القريب قيل عنها حمقاء- تقلدت زمام تسيير أعظم و أقوى دولة في العالم من وجهة نظرهم هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و هل سيعلن عن الاعتراف الرسمي للعرابة الأمريكية لدولة سميت بإسرائيل و عاصمتها القدس ؟ أية تداعيات ستترتب عن قرار غير مسبوق إذا ما صب في صالح دولة إسرائيل بمنحها الاعتراف الأمريكي بإسرائيلية القدس وإذا كان هناك اعتراف من الأمريكيين هل سنشهد الاعتراف الرسمي والحقيقي بالخيانة العظمى للقضية الفلسطينية والإسلامية من الدول العربية والإسلامية؟ بل وهل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل سيعلن معه بشكل قطعي انتفاضة أخيرة للأقصى الجريح يكون شعارها الأول والأخير نحن أو نندثر من الوجود، فيعلن عنها الحرب الأخير للمقدسيين والفلسطينيين. هل حقا ما جاد به علينا الرئيس الأمريكي بحر الأسبوع المنصرم يجب أن يأخذ بمحمل الجد و اعتباره تهديدا أو على الأقل استفزازا للنخوة العربية اذا ما كانت لا تزال هنالك نخوة من أساسه، و اذا ما كان الاعتراف الرسمي منه بصفته الرجل الأول للولايات المتحدة الأمريكية، فمباشرة سنجد أننا أمام قضية مفصلية و هي إنهاء الوجود الفلسطيني أو تقزيم الرقعة الجغرافية بشكل أكبر مما تمناه الإسرائيليـــــــــــــــــــــــون و بالتالي الدخول في سيناريوا يعد الأصعب من حيث الامتحان سواء للفلسطينيين أو المسلمين أو العرب ممن يدعون الدفاع عن القضية الفلسطينية، إن الإعلان الرسمي عن أن القدس عاصمة لإسرائيل عوضا لتل أبيب أي بالتالي الإعلان الرسمي عن مجموعة من التخمين التي تجول في مخيلتي و تعد الأقرب إلى التنفيذ في ظل الظرف الراهن و التي سأضعها على شكل عوارض كالاتي : – الانتفاضة الثالثة والختامية ويكون لها شعار نكون أو لا نكون لأن القضية قضية إثبات وجود لا حدود. – الإعلان الرسمي عمن خان القضية الفلسطينية من العرب والمسلمين ومن يدافعون عن وحدة الأوطان. – الإعلان الرسمي والتشهير لعدم حيادية الولايات المتحدة الأمريكية في مواقفها اتجاه الدول المتنازعة، وتناقض موقفها بين الدمقراطية التي تسوقها وتجعلها مخرجا لتصرفاتها اتجاه جميع الدول التي احتلتها أو غزتها، وبالتالي أن تصبح أمام المجتمع الدولي أنها دكتاتور في مصالحه ومصالح أبنائه من الدول. – الضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والقوانين المتعارف عليها والمرجعيات ذات صلة والمبادرات التي يقال عنها ساعية للسلام بالمنطقة في حل النزاعات الإقليمية والتي دوما ما فتئت تذكرنا بها الولايات المتحدة الأمريكية.
تعتبر هذه من بعض التداعيات التي ستصاحب نقل السفارة والاعتراف الفعلي بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل، وهذا من شأنه بمنطق العقل أن يفقد الولايات المتحدة الأمريكية الجهود التي تتبناها حول إحلال السلام بكل المناطق المتنازع عنها في مجموعة من الأقاليم، وبالتالي خلق تكتلات جديدة و التي من شأنها أيضا الإعلان الرسمي لحرب عالمية ثالثة أطرافها متناثرة بين أوروبا وأمريكا وأسيا قد تجر الكرة الأرضية إلى بحر من الدماء لا نهاية له. قرار ترامب ” نهاية بعبع اسمه الولايات المتحدة الأمريكية” لن يختلف اثنان على أن قرار ترامب اذا ما كان سلبيا اتجاه الفلسطينيين و الذي من المؤكد هو ذات القرار الذي يمثل الدولة ككل، لن يكون عادي أو طبيعي بل سيترك فرصة لا محالة لكل الطامعين في إزالة الولايات المتحدة الأمريكية من عرش التسيد على العالم للوقوف سدا منيعا و تبني فكر يناهض ما تبنته الولايات المتحدة الأمريكية و ما تسوق أنها فاعلة إياه، فالدول أو الكيانات السياسية أو الاقتصادية لن تضيع فرصة في جعل الولايات المتحدة الأمريكية جزءا من الألاعيب الممارسة حيث تصبح حلقة ضعيفة فيصبح التحكم فيها سهلا بعيد عن مجلس الشيوخ و قوته و جبروته و تحريكها كيفما يريدون، و تحريك الاقتصاد الحربي و سوق الأسلحة، مما يؤكد أن خريطة العالم ستتغير و سيتغير معها القوي و الضعيف و من يسيطر على من، و بالتالي ولادة جديدة لمجموعة من الدول و الكيانات و التكتلات كما حدث في الحرب العالمية الأولى أو حتى الثانية، بالإضافة إلى الحسم النهائي في التكتلات أين و متى ستظهر و كيف ستكون بنيتها. لكن السؤال الذي سيبقى مطروحا وكما جاء على لسان أحد زملائي لما طرحت سؤالا هل لترامب والولايات المتحدة الأمريكية الجرأة على طرح وإقرار مشروع الاعتراف بإسرائيلية مدينة القدس قاطبة ونقل القنصلية الأمريكية إلى بيت المقدس، فكان جوابه هي تمتلك الجرأة وتفتقد للشجاعة وبالتالي سؤال الجوهري هو هل سيتمتع ترامب والولايات المتحدة الأمريكية وبالضبــــــــــــــــــــط البيت الأبيــــــــــــــــض بالجـــــــــــــــــرأة والشجاعة لاتخاذ لإقرار الاعتراف الفعلي بمزاعمهم ومشروعهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكاتب: عبد الاله رشقي

عن موقع : فاس نيوز ميديا