مجلس جماعة مكناس.. دورة استثنائية تحمل نقاطا سمانا

طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات، يعقد مجلس جماعة مكناس دورة استثنائية يوم الخميس 02 ماي 2019 على الساعة العاشرة صباحا في جلسة فريدة بقاعة الاجتماعات حمرية، تحمل (21) نقطة.
لكن نقطة فريدة تتكرر كل دورة، وهي ذات بعد توجيهي ومن خلالها يتم الدفع بجماعة المستشارين إلى الإنصات الطيع وبدون لغو عند سماع التقرير الإخباري للرئيس، كما أنها هي المساحة المستطيلة التي لم تحدد الملاحظة المذيلة أسفل بلاغ مكتب الجماعة مدتها الزمنية.
الأهم أن السيد الرئيس سيتحدث عن كل صغيرة وكبيرة بالتوصيف المسترسل، و يهنئ العمال بعيدهم العمالي وبقدوم الشهر المبارك، ويبين بتسويق الكلام المليح للرئاسة الطفرة النوعية، وحتى الكمية التي تعرفها مكناس في مجال التنمية، و تحقيق الاكتفاء المحلي في مجال أسواق وملاعب القرب وتحرير الملك العام !!!، و حتى أظرفة المشاريع غير المفتوحة والمفتوحة و الشراكات الموقعة سيكون فيها الحديث المطول، سيتحدث السيد الرئيس عن تدخل مكتب الجماعة في حل الإشكالات الحادثة والتي تستلزم تدخله بصفته الاعتبارية لممارسة مهمة الإطفاء وصناعة التوافق.
لن يمر السيد الرئيس عن مسألة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (د14) دون تصويب لبعض الردود الآتية من قبة البرلمان وتضمين رسالة مفتوحة لمن يهمه أمر المغرب الأخضر !!!. سيقف الرئيس عند مشكلة الكوديم (بحرقة وشربة ماء)، وكيف انتقلت من الشأن الرياضي إلى التجاذب السياسي و الرسائل والبلاغات المعاكسة ؟، كيف أصبحت مشاكل النادي تفك بآخر محطة بالقصر البلدي وبصورة جماعية مع (الفرقاء) ؟، كيف ممكن أن تعصف عاصفة الحكامة في صرف المال العام بمكتب النادي المكناسي فرع كرة القدم؟، كيف يأتي الرد من رئاسة المكتب المديري وإقحام فصول الدستور في تمييز الأدوار التمثيلية والعلاقة بالديمقراطية التشاركية، و نفض اليد من مال الدعم الجماعي؟، المهم أن حديث السيد الرئيس عن الكوديم بدون منازع حاضر في الوصلة الإخبارية ومن مستشاري المجلس.
برنامج الدورة الاستثنائية يحمل (21 نقطة) أغلبها تحمل الدراسة والموافقة على شراكات (سمينة) ممتدة ولم تنته البتة، وهي الصيغة التي تلغي الرفض وإمكانية التأجيل. نقطة فريدة بالتميز تحمل روح بيروقراطية العرقلة عندما يصبح عداد ماء وكهرباء يعرض في دورة المجلس، ما أسوأ سياسة تمركز نصوص القرارات القانونية !!! ، النقطة 10- (الدراسة والموافقة على طلب جمعية المنظر الجميل 1 للتنمية والتعاون لتزويد المركب الترفيهي بالماء والكهرباء) !!!.
لكن من بين النقاط ذات الحمولة الثقيلة، والتي لا بد قبل تمريرها من التدقيق السليم ، هي النقطة التي تحمل أرقام 7- (الدراسة والموافقة على تحيين وتجميع كنانيش التحملات الخاصة باستغلال المسابح التالية : مسبح الحبول، مسبح السلم، مسبح منتزه الرياض،ومسبح 20 غشت). والنقطة 8- (الدراسة والموافقة على كناش التحملات الخاص باستغلال المخيم البلدي) . هي النقاط التي تبتغي التوضيح والشفافية في تسجيل كل الملاحظات و التصويبات، ولما حتى التأني والبحث عن نماذج تجارب مماثلة قريبة من المدينة. فيما نقطة دفتر التحملات الخاص بدعم الجمعيات والأندية الرياضية فهي كالعادة تحتل تذييل الترتيب(21)، وممكن أن يتم تأجيلها مرة أخرى.
المشكلة الأساس، لا نعلم المعايير الموضوعية في ترتيب نقاط دورات المجلس، فحين يتم تأخير نقط بأهميتها فإن الأمر يستدعي التساؤل، يوفر لنا كمتتبعي الشأن المحلي بمكناس إلى وضع بعض المبررات التي تتوارد دون حملها على الصدق أو الكذب، حين يقال بأن نفس الرئيس الطويل في تدبير الاجتماعات يرهق بداهة بعض المستشارين، وممكن أن تخلو منهم القاعة، مما يبسط تمرير نقاط ممكن أن تشكل عنصرا مشوشا على الدورة برمتها إن هي احتلت المراتب الأولى.
فيما ملاحظة بلاغ مكتب الجماعة والتي يبتسم لها المتتبع، حين يتم التنصيص على توقيت مداخلات السادة المستشارين بخصوص النقاط المدرجة حسب هندسة صوتية غير مستوفية لعناصر العدل وتكافؤ فرص إسماع الصوت. وتتمثل في المناقشة العامة 30 دقيقة + ساعة و30 دقيقة، والتدخلات في حدود 3 دقائق لكل مستشار عن كل نقطة، و3 إلى 5 دقائق لكل مستشار فيما يتعلق بالعرض. لكن الجميل في الأمر حين ينتبه أخيرا مهندس إخراج صوت الدورة الاستثنائية إلى ترك الأمر شورى بينهم و باتفاق مع الفرق المكونة للمجلس.

بقلم : محسن الأكرمين

عن: فاس نيوز ميديا