أعطت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، اليوم الاثنين بالرباط، الانطلاقة الرسمية لبرنامجها المندمج للمصاحبة والتتبع عن بعد لفائدة الأطفال في تماس مع القانون المستفيدين من العفو الملكي وبدائل الإيداع بالمؤسسات العمومية، تجسيدا منها للشعار الذي تتخذه “الطفل، إسمه الآن”.
ويأخذ هذا البرنامج، الذي يأتي على سند العفو الملكي السامي الأخير الذي شمل حوالي ستة آلاف نزيل المؤسسات السجنية، كان بينهم 38 حدثا دون سن 18 سنة، بعين الاعتبار أيضا الخطوة الرائدة والمثمرة التي أقدمت عليها السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة بتفعيل التدابير البديلة عن الاحتجاز في حق أكثر من 300 طفل من بين نزيلات ونزلاء مراكز حماية الطفولة بإرجاعهم إلى أوساطهم العائلية، مباشرة حال اعتماد التدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة والحد من تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.
ويتعلق الأمر ببرنامج متعدد الوظائف والخدمات، صاغته المؤسسة بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج “حماية”، وذلك في إطار دور المؤسسة التنسيقي بين ومع مجموعة من القطاعات والفاعلين والقائمين على تنزيل الرؤية المولوية السديدة الهادفة إلى إعادة إدماج نزلاء المؤسسات السجنية السابقين ومراكز حماية الطفولة في النسيجين الاجتماعي والاقتصادي وصون مصلحة الطفل الفضلى.
واعتبارا للمستجدات والآليات المستحدثة بمناسبة هذه الظرفية الاستثنائية، وتقيدا منها بالتوجيهات المولوية السامية في هذا المجال، عمدت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء إلى تنزيل البرنامج المذكور بتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وشراكة مع الجمعية المغربية للأخصائيين النفسيين ودعم تقني من مركز الاتصال “ويب هيلب” ومجموعة أخرى من الشركاء، لمصاحبة هذه الفئة من أبناء الوطن، بالنظر إلى سنهم ومركزهم القانوني وضمانا لحسن تنشئتهم وفق قيم المواطنة وتوفير شروط نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية من شأنها تيسير عملية إعادة إدماجهم في المجتمع.
ويتوجه البرنامج المندمج المتضمن لمجموعة من خدمات المصاحبة والتوجيه والإرشاد، لفائدة أطفال مراكز حماية الطفولة ممن استفادوا من بدائل الإيداع إما بشكل استثنائي أو نهائي لدى أسرهم البالغ عددهم 308 طفلة وطفل، وكذا الأحداث ما دون سن 18 سنة الذين استفادوا من العفو الملكي السامي الأخير والبالغ عددهم 38 حدثا، كما يعنى البرنامج بأفراد أسر الأطفال أو الأحداث من خلال محاور وأهداف عدة.
وتشمل محاور وأهداف البرنامج، على الخصوص، تعزيز ولوج هذه الفئة إلى المضامين التربوية والبيداغوجية الرقمية، من خلال توفير لوحات إلكترونية أو رقمية للمتمدرسين منهم من شأنها تمكينهم من متابعة دراستهم عن بعد أسوة بباقي التلاميذ عبر ربوع الوطن؛ وتوفير آلية للدعم النفسي من خلال برنامج يوفر خدمات الدعم النفسي للأطفال وأفراد أسرهم يسهر على تنفيذه مجموعة من الأخصائيين النفسيين المتطوعين.
كما تشمل تقديم دعم وتوزيع معونات غذائية وأخرى خاصة بالتنظيف والتعقيم لفائدة أسر الأطفال المعنيين بالبرنامج؛ وتفعيل المصاحبة الاجتماعية والتربوية عن بعد لهؤلاء الأطفال من طرف أخصائيين اجتماعيين تابعين للمؤسسة والعاملين بالوسط الطبيعي التابعين لوزارة الثقافة والشباب والرياضة إنشادا لمصلحتهم الفضلى دفعا لكل عود إلى الانحراف.
ومن أجل بلوغ الأهداف المسطرة للبرنامج، أحدثت المؤسسة بمعية شركائها، آلية تفاعلية للمصاحبة والتتبع عن بعد، تشكل عماد البرنامج المندمج، ينطلق العمل الرسمي بها ابتداء من اليوم الاثنين 11 ماي 2020، ويتعلق الأمر بمنصة “ألو مصاحبة”. وهي عبارة عن منصة تواصلية وتفاعلية للمصاحبة والإرشاد والتوجيه والتتبع عن بعد لفائدة هؤلاء الأطفال، عبر الاتصال برقم هاتفي موضوع رهن إشارتهم، لاستقبال طلباتهم ومعالجة احتياجاتهم وإرشادهم وتوجيههم في مجالات: المصاحبة الاجتماعية، والدعم النفسي، والتوجيه والإرشاد التقني والتربوي، والتوجيه والإرشاد الصحي، والدعم المدرسي.
وتعبأت لمختلف هاته الخدمات أربع خلايا مكونة حسب الاختصاص من مرافقين اجتماعيين، ومندوبي الحرية المحروسة، وأخصائيين نفسيين وأطر طبية وتربوية وتعليمية.
كما سيتم الأربعاء المقبل تنظيم عملية لتوزيع اللوحات الإلكترونية مع الربط بشبكة الأنترنيت، على الأطفال المتمدرسين من بين أطفال الفئة المستهدفة، وذلك لتمكينهم من متابعة دراستهم عن بعد. وتواكب هذه المبادرة عملية أخرى تضامنية لتوزيع قفف الدعم الغذائي وأدوات ومواد للنظافة والتعقيم على أسر الأطفال والأحداث المعنيين بالبرنامج، والمتوزعين على مختلف أقاليم المملكة.
المصدر: فاس نيوز ميديا