جمعيات الابتزاز باسم القضية الوطنية الأولى للمغاربة
مصائب قوم عند قوم فوائد، هذا هو ما ينطبق تمام التطابق على بعض الجمعيات، التي نمت كالفطر خصوصا في ديار المهجر، تارة تعتمر عمامة الفقيه، وتحاضر في الدين، وتارة ترتدي زي الانفصالي، الذي يعتقد بأطروحة الوهم والانفصال، وفي أحيان أخرى ينتحل صفة الصحفي، وفي أخرى ذلك المناضل الشهم الذي يدبج قصائداً في مديح الوطن.
هذه الحربائية الرتيبة، والمملة في مشهد من فرط تكرراه، بات يجعل القارئ يتقزز منه ومن أصحابه.
إدريس فرحان، نموذج للإنسان الحرباء، وأينما وجد المال فذلك وطنه، لا يجد حرجا في لعب اكثر من دور، كأن يضع رِجلا في العيون وأخرى في الجزائر، أن يعزف على وثرين.
إدريس فرحان رئيس جمعية، وصحفي، وربما هناك اكثر من صفة، يقتات بها هو ومن معه، في سوق النخاسة، حيث يعرضون بضائعهم الكاسدة لمن يدفع أكثر، ويجيزون في ذلك، كل الوسائل والامكانات من أجل كسب معاشاتهم.
وهو الأمر الذي بدى ظاهرا من خلال بعض الكتابات، التي ينشرها هؤلاء المدعين للطهرانية والعفة،غير أن حقيقتهم، هي ابعد من أن تحمل سمات الطهرانية والعفة.
حيث يتم ابتزاز العديد من المسؤولين المغاربة الوطنيين، تحت طائلة المزايدات والمغالاة في الحقد، لا لشيء فقط لأن صنبور الدعم توقف او نضبت قطراته.
هؤلاء المسؤولين المشهود لهم بالوطنية والمسؤولية في إدارة شؤون مؤسساتهم، بكل مصداقية وتفانٍ، غير عابئين تماما بما يكتبه الحاقدين على اوطانهم.
أصحاب الوطنيات الزائفة ، الذين يظهرون ما لا يضمرون، لكن هيهات هيهات، فإن للوطن رب يحميه، ويكشف كل خائن، يساوم وطنيته بميزانيات الدعم، وبالمقابل، أن أسوء ما يكون الإنسان، أن يتجرد من قيمه ووطنيته، ويحمل ما تبقى له إلى سوق النخاسة، أن الذي يبيع وطنه وبلده، لابد َان يحتقره التاريخ وينكل به الضمير.
ان ممارسة الابتزاز او الاسترزاق باسم العمل الجمعوي او الصحفي، حِيلٌ ابعد من أن تنطلي على الشرفاء الذين يتسلحون بوطنياتهم الحقيقية، ويحملون هم الوطن، ويؤكدون ذلك من خلال اعمالهم ومنجزاتهم التي تشهد على ذلك، ومن باع نفسه رخيصا عليه أن لا يرفع ناظره نحو الشرفاء.
مقال رأي