متابعة محسن الأكرمين
ما هذه المستجدات غير الصحية التي باتت تطغى على أخبار النادي المكناسي؟ اليوم تصل الكوديم إلى عنق زجاجة الصعود، ويزيد حجم الضغط والتوتر حدة بين جميع المكونات العامة للفريق. مباراة الطاس منذ البداية كانت تحمل القرارات المتباينة الواردة من البيضاء: مرة مباراة بالجمهور وطباعة التذاكر، مرة أخرى يمنع التنقل الجماعي نحو البيضاء، وآخرها مباراة بدون جمهور بقرار من السلطات الأمنية. هذا الارتباك خلف حالة استنفار في صفوف الجماهير العاشقة للكوديم، والتي تنقلت نحو الدار البيضاء لأجل حضور لقاء رياضي لا غير، لكن خارج الملعب تم اعتقال( 170) من أصل (2500) نتيجة أحداث غير رياضية، لا نحلل سببها الأساسي قبل إجراء التحقيقات المتكاملة من طرف الأمن البيضاوي، والذي لنا فيه الثقة لكشف الحقيقة المستورة.
هي بدايات من المباراة غير مريحة، وتلك الأخبار الواردة من بوابة الميدان، والتي تزيد من ضغط أعضاء المكتب والمسيرين على السواء. في الملعب كانت مباراة (هيتشكوكية) بتمام المصطلح، حيث لا تحمل الإثارة وحدها، بل تحمل المستحيل، وتلعب على الأعصاب. لعب الطاس بدون مركب نقص (ماذا تخسر الطاس حتى وان انهزمت في ميدانها)، فيما الكوديم فهي في حرب مع تثبيت أحقية الصعود، في شدة من أمر النتائج اللاحقة من ملاعب أخرى، خاصة الفريق المطارد.
في الملعب ذي العشب الطبيعي والذي (صَعَّبَ من مأمورية لاعبي الكوديم)، كانت المباراة تشتد بين الكر والفر، وفي ظل الإصابة المتكررة والتوقيف، بدا لاعبو الكوديم يتعرضون إلى مزيد من الضغط، وكان الاتحاد البيضاوي الأكثر حظا في إلحاق الهزيمة الأولى بالنادي خارج ميدانه منذ بداية البطولة، لكن قوة النادي حققت التعادل (1-1). فيما الوقت بدل الضائع (7د) فقد كان بحق مباراة مصغرة ثانية، ففي كرة ثابتة تم تقدم الطاس، وزاد الأمر شدة من رؤية هدف غير متوقع بعد مشقة إحراز التعادل. في نفس الوقت حملة هجومية أتت بالتعادل وصافرة الحكم النهائية (2-2).
على أرضية الملعب اللاعبون يرددون (ألِي إسماعيل)، كان من اللازم إعادة الثقة للحارس في ذاك الخطأ اللاإرادي (الحارس تألق وأعطى الكثير للكوديم)، بعد أن انتهت مباراة (الناظور والتيزنيتيين) بالتعادل (1-1). في ظل تسارع التوتر بحدة، حدث تلك اللقطة غير الصحية وأمام عدسات الكاميرات، والتي انتشرت مثل النار في هشيم مواقع التواصل الاجتماعية والفورية.
فيما مضى كان الفريق محصنا، منضبطا، فهل بحق تم اختراق الفريق وتسريب أخبار قد تفسد الفرحة؟ هذه الجمل والكلمات ما على المكتب إلا التحري فيها داخليا وجمع المعطيات، (فالسلطة الأكثر قيمة هي في المعلومات الصادقة والأمينة)، وبدون تسريبات الزوبعة الفاتنة، فالكوديم في وضعية نفسية لا يحسد عليها (التعادل/ اعتقال 170/ تخوفات من القرارات الآتية…).
عين العقل التريث والتأني، عين العقل تحصين الفريق من أي اختراق مهما كان نوع أخباره. عين العقل، ترميم البيت الداخلي ما بعد مباراة الطاس، فالكوديم حققت الأهم في ظل وضعيات الاستقرار والتدبير الحكيم، حققت ما لم يتم تحقيق على مدى ثمان سنوات. اليوم لم يتبق غير ثلاث دورات (3) وللنادي الأسبقية والأحقية في الصعود، على اعتبارات كثيرة، منها المباراة الحارقة بين الكوكب المراكشي والذي احتفى بصعوده بنهاية الدورة (27) وأمل تيزنيت الفريق الذي لم يستسلم ولازال يناوش على الصعود. فالنادي المكناسي يبتعد بأربع نقاط (4) عن المطارد، وهي النقاط الفارق التي يجب الحفاظ عليها وتدعيمها بكسب نقاط المباراة القادمة بمكناس.
عين العقل بعد هدوء الأنفس، وتحليل الأحداث، واتخاذ القرارات أن يخرج المكتب ببلاغ رسمي يعيد الأمور إلى نصابها. فقد تكون أيادي خفية تعبث ومن بعيدة بمستقبل النادي في هذه المرحلة المفصلية من البطولة، لذا لابد من رزانة القرار قبل تحقيق الصعود، بعدها يمكن كشف المستورات وتسمية المخفيات.
عن موقع: فاس نيوز ميديا