كشفت دراسة حديثة أجراها المؤرخ سيباستيان لودو والباحث السياسي بول ماكس مورين عن تطور السياسات الرئاسية الفرنسية تجاه ذاكرة حرب الجزائر منذ عام 1962.
وأبرزت الدراسة النقاط الرئيسية التالية:
- تحول السياسات الذاكراتية من كونها نابعة من قناعات شخصية للرؤساء إلى أداة انتخابية في القرن الـ21.
- ركز الرئيس إيمانويل ماكرون بشكل كبير على قضية الذاكرة الجزائرية، مقدماً نفسه كشخص قادر على تجاوز الإرث الاستعماري.
- ربط ماكرون بين ذاكرة حرب الجزائر وقضايا معاصرة مثل الإسلام والانفصالية.
- واجهت سياسة ماكرون الذاكراتية تحديات بسبب مركزية القرار في الإليزيه ونقص الموارد.
- أدى التحول نحو اليمين في سياسات ماكرون إلى تراجعات في معالجة الحقبة الاستعمارية.
وخلصت الدراسة إلى أن السياسات الذاكراتية الحالية تعاني من قصور في مواجهة الإرث الاستعماري واستمرار العنصرية في المجتمع الفرنسي المعاصر.
- السياق التاريخي:
- منذ عهد شارل ديغول، سعى معظم رؤساء الجمهورية الخامسة إلى ترك بصمتهم في مجال الذاكرة الوطنية.
- شهدت الفترة من 1980 إلى 1990 جدلاً حول الحرب العالمية الثانية ودور حكومة فيشي في الجرائم ضد اليهود.
- في بداية الألفية، تركز النقاش على التعذيب الذي مارسه الجيش الفرنسي في الجزائر والدور “الإيجابي” للاستعمار.
- تطور السياسات الذاكراتية:
- تنقسم هذه السياسات إلى فئتين: إجراءات لصالح المجموعات المتأثرة مباشرة بحرب الجزائر (المحاربين القدامى، المعادين إلى الوطن، الحركى)، وإجراءات للتخليد (مثل الاعتراف بمصطلح “حرب الجزائر” عام 1999).
- ماكرون والذاكرة الجزائرية:
- وصف ماكرون الاستعمار الفرنسي في الجزائر بأنه “جريمة ضد الإنسانية” خلال حملته الانتخابية عام 2017.
- يعتبر ماكرون أن قضية “صدمة الجزائر” مركزية في فرنسا، رابطاً إياها بقضايا معاصرة مثل الإسلام والانفصالية.
- مفهوم “مصالحة الذاكرات”:
- تم تقديم هذا المفهوم لأول مرة من قبل الرئيس فرانسوا هولاند في عام 2016.
- جاء هذا في سياق الدعوة إلى “سلام الذاكرات” بعد هجمات 2015 الإرهابية.
- تحديات سياسة ماكرون الذاكراتية:
- تعتمد بشكل كبير على الإرادة الشخصية للرئيس وفريقه، مما يحد من فعاليتها على المدى الطويل.
- محدودية الموارد المالية والبشرية المخصصة لهذه السياسة.
- التحول نحو اليمين في سياسات ماكرون أدى إلى تراجعات في معالجة القضايا الاستعمارية.
- نقد السياسة الحالية:
- يرى المؤلفون أن وصف ماكرون للعلاقة الفرنسية الجزائرية بأنها “قصة حب ذات جانب مأساوي” يستمر في استخدام تعابير ملطفة لإخفاء الحقائق الاجتماعية والسياسية للاستعمار.
هذه التفاصيل تقدم صورة أشمل عن تعقيدات السياسات الذاكراتية الفرنسية فيما يتعلق بحرب الجزائر وتأثيرها المستمر على السياسة والمجتمع الفرنسي.
عن موقع: فاس نيوز